عدساتٌ لاصقةٌ شمسيّة؟!
الطب >>>> طب العيون
وتترواحُ شدّةُ هذه التأثيراتِ التي من الممكنِ أن تُلاحَظَ على الجسمِ البشريّ، وتُصَنَّفُ إلى تأثيراتٍ حادّةٍ كالحروقِ الشمسيّةِ أو التصبُّغاتِ الجلديّة، وإلى تأثيراتٍ مزمنةٍ قد تشكّلُ خطراً على حياةِ الإنسان، ونذكرُ منها شيخوخةَ البشرةِ الباكرة، وتثبيطَ الجهازِ المناعيّ، وتخرُّبَ العين، إضافةً إلى نشوءِ سرطاناتٍ جلديّة.
وبالحديثِ عن تخرُّبِ العين؛ نَجدُ أنّ نحوَ 99% من الأشعّةِ فوقَ البنفسجيّةِ تُمتَصُّ من العين، وتقترحُ الدراساتُ أنَّ هذا قد يسبّبُ أضراراً جمّةً كتخرُّبِ القَرنيّة وتَكثُّفِ عدسةِ العين (أو ما يُسمّى طبّياً بـ "الساد")، إضافةً إلى تشوُّشِ الرؤية، وكلُّ ما سبقَ قد يقودُ إلى العمى فيما بعد.
ومن الملاحظِ أنَّ ارتداءَ نظاراتٍ شمسيةٍ يحجبُ قُرابةَ 95 – 100 % من كِلا نمطَي الأشعّة فوقَ البنفسجيّةِ UVA و UVB، وهو ما نعدُّهُ من الطرقِ الفعّالةِ في حمايةِ العين، وقد توفَّرتْ هذه النظاراتُ بالفعلِ في الأسواق.
وكما جرتِ العادة؛ فإنَّه لا يمكنُ إيقافُ تطوُّرِ العلم، وتأكيداً لهذه العبارةِ؛ طُرحَتْ فكرةٌ أكثرُ إثارةً للجدل تخدمُ مستخدمي العدساتِ الطبّيّةِ، وتنطوي على إيجادِ عدساتٍ طبيّةٍ لاصقةٍ تُغيِّرُ لونَها عندَ التعرُّضِ للشمسِ لتصبحَ أكثرَ قتامةً، وبذلك تقي العينَ من نمطَي الأشعةِ فوقَ البنفسجيّةِ معاً. وبالفعل؛ فقد وافقت عليها المنظمةُ العالميةُ للدواءِ والغذاء (FDA).
وهذه العدساتُ هي الأولى من نوعِها، وتُشابِهُ بطريقةِ عملِها النظاراتِ الشمسيةَ الحاجبةَ للأشعّة، لكنَّها لم تكن فكرةًً وليدةَ اللحظة، فقد استمرّتِ الأبحاثُ مدةً أكثرَ من عقدٍ من الزمن لتطويرِها ودراستِها على النحو الأمثل. وشملتْ الدراساتُ المطروحةُ نحو 1000 شخصٍ في محاولةٍ لتلبيةِ احتياجاتِ المرضى كافّةً، ومراعاةِ أحوالِ الأشخاصِ الذين يستخدمون العدساتِ الطبيّة، وهو ما أعلنهُ رئيسُ قسمِ الأبحاثِ والتطويرِ في الشركةِ المصنِّعة؛ الدكتور "سونغ".
لقد جُرِّبَت هذه العدساتُ على 24 شخصاً قبلَ منحها الموافقةَ؛ إذ طُلبَ منهم ارتداؤها لتقييمِ فعاليّتِها في أثناءِ القيادةِ في النهار وفي الليل، ولم يُبلِّغْ أيُّ مريضٍ عن تعرّضِه لأيّةِ مشكلة. وبناءً على ذلك؛ تعتقدُ الشركةُ أنَّ هذه العدسات ستُطرَحُ في الأسواقِ في خلال النصفِ الأوّلِ من عام 2019 .
وقد صرّحتْ FDA بأنَّ هذه العدساتِ اللاصقةَ صالحةٌ للاستخدامِ لمدّة 14 يوماً فقط، وحذّرتْ من استخدامها في أثناءِ النوم أو الاستحمام أيضاً.
ومن جهةٍ أُخرى؛ فإنَّ "رافي غويل" المتحدثُ السريريُّ باسمِ الأكاديميّةِ الأمريكيّةِ لطبِّ العيون قد أُعجِبَ بالتقنيّةِ الحديثة، لكنَّه ذكرَ عدّةَ أمورٍ يجبُ تناولُها في الحُسبان، كالتعرّضِ لكمّيّةٍ زائدةٍ من أشعّةِ الشمس أو التعرُّضِ الطويلِ الأمد لهذه الأشعّة، فقد تكونُ هذه العدساتُ غيرَ قادرةٍ تماماً على حمايةِ العينِ من الأشعّةِ فوق البنفسجيّة، والذي قد يؤدي إلى تخرُّبِ القرنيَّة والأنسجةِ المجاورةِ لها، وقد يزيدُ خطرَ حدوثِ الساد أيضاً. ولهذا؛ أعلنَ "غويل" عن أنَّه من الواجبِ إعلامُ المستخدمين أنّ هذه العدساتُ قد لا تؤمّنُ الحمايةَ الكاملةَ من الأشعّةِ فوقَ البنفسجيّةِ.
أما الشركةُ المصنِّعةُ فقد أكّدتْ على أنّ هذه العدساتِ مطابقةٌ في تصنيفِها للمجموعةِ I من تصنيفاتِ FDA القياسيّة، والتي تتضمّنُ حجبَ 99،9% من أشعّة UVB، و 99% من أشعّةِ UVA.
إذن؛ هل يمكنُ الاكتفاءُ بوضعِ هذه العدساتِ اللاصقةِ للوقايةِ من أشعّةِ الشمس فقط؟
حسناً؛ على الرغمِ من مطابقةِ هذه العدساتِ للمواصفاتِ القياسيّةِ؛ فإنَّ الشركةَ المصنِّعةَ قد أوصتْ أيضاً باستخدامِ وسائلِ حمايةٍ إضافيّةٍ كارتداءِ القبّعاتِ الدائريّةِ المصنوعةِ من القشّ، ووضعِ كريماتِ الحمايةِ من الشمس، وتجنّبِ النظرِ مباشرةً إلى الشمس، فضلاً عن ارتداءِ نظّاراتٍ شمسيّةٍ إذا تطلّبَ الأمر، وذلك لكونِ هذه العدسات لا تغطّي منطقةَ العينِ تغطيةً كاملةً.
المصادر:
هنا
هنا
هنا