زبدة الفستق السوداني.. عندما تجتمع اللّذة مع الفائدة
الغذاء والتغذية >>>> الفوائد الصحية للأغذية
تُصنعُ زبدةُ الفستق السودانيّ من تحميصِ بذورِه وطحنِها، ومن ثمَّ إضافةِ بعضِ الموادِ المُحسِّنة للنكهة مثل الملح أو السكر أو الزيوتِ النباتيّةِ المُهدرجة، وهو أمرٌ يلجأ إليه بعض المصنّعين دون غيرِهم.
وتعدُّ زبدةُ الفستقِ عمومًا من أفضلِ مصادرِ الطاقة والمغذيّات، إذ يحتوي كلُّ 100 غرامٍ منها على:
- 20 غ من الكربوهيدرات؛ أي ما يُعادل 13% فقط من مجموعِ السّعراتِ الحرارية، وهو ما يجعلُها غذاءً مناسبًا لمتّبعي الحمياتِ منخفضةِ الكربوهيدرات Low-carb dets، ومرضى السكري من النمط الثاني.
- 25 غ من البروتين؛ أي ما يُعادل 15% من مجموعِ السعرات الحرارية، وتعدّ هذه النسبةُ جيدةً عند مقارنتِها مع باقي الأغذيةِ النباتية. لكنّها تفتقرُ إلى أحد الأحماضِ الأمينيّةِ الأساسية؛ وهو الميثيونين Methionine.
- 50 غ من الدهونِ الصحية، والتي يتكون نصفُها من حمض الأولييك Oleic acid أحاديّ عدم التشبّع، وهو الحمض الدهنيّ السائدُ في زيت الزيتون نفسُه، وتُعرف عنه قدرتُهُ على زيادةِ حساسية خلايا الجسمِ للأنسولين. يكوّن حمض اللينولييك (الأوميغا-6) الجزء الأكبر من النصفِ الثاني لهذه الدهون، وهو متوافرٌ بكثرةٍ أيضًا في العديدِ من الزيوت النباتية، لكنّها لا تحتوي على أحماض الأوميغا-3.
- 6 غ من الأليافِ الغذائية الذوابة Soluble fibers.
- نسبةٍ عاليةٍ من الفيتامينات والمعادن، والتي تتوزّع على الشكل الآتي لكلّ 100 غرامٍ أيضًا:
الفيتامين E، ويُشكّل 45% من الاحتياج اليومي.
الفيتامين B3 ويشكّلُ 67%.
الفيتامين B6 ويشكّلُ 27%.
الفولات وتشكّلُ 18%.
المغنيزيوم ويشكّلُ 39%.
النحاس ويشكّلُ 24%.
المنغنيز ويشكّلُ 73%.
بالإضافة إلى غناها بالبيوتين والحديد والبوتاسيوم، والزنك والسيلينيوم والفيتامين B5.
- غنىً بمضاداتِ الأكسدة الطبيعية مثل حمض p-Coumaric الذي أشارت الدراساتُ إلى فعاليّتِهِ في تقليل نسبةِ الإصابةِ بالروماتيزم عند الفئران، والريسفيراترول Resveratrol الذي يرتبط بتقليلِ خطرِ الإصابة بأمراضِ القلب والأوعيةِ الدموية والوقاية من سرطان القولون.
كل تلك المكونات تجعل من زبدةِ الفول السودانيّ غذاءً صحيًّا بامتياز. وقد أظهرت العديدُ من الأبحاث أنّ الأشخاصَ الذين يتناولونَ الفستقَ السوداني أو زبدة الفستق السوداني بانتظامٍ يتمتّعون بانخفاضِ نسبةِ الإصابةِ بأمراض القلب وداء السكري من النمط الثاني مقارنةً بأولئك الذين لا يتناولونها إلا نادراً.
وبالنّظر إلى كميةِ الدهون والصوديوم الموجودَين في زبدة الفستق، نجد أنّها تمتلك كمياتٍ كبيرةً من الدهون غير المشبعةِ التي تُقلّلُ من الكولسترول الضار LDL، على عكسِ الدهون المُشبعةِ التي تسبّبُ أمراضَ القلب والأوعيةِ الدموية. كذلك نجدُ أن محتواها من البوتاسيوم يحقق توازنًا جيّدًا مع ما تحتويه من صوديوم.
ولكن لنتمهّل لحظة! فهذه الفوائد العديدة لا تُبرّرُ الانغماسَ في تناول الفول السوداني والتهامَ العبوةِ كاملةً.. إذ تحتوي ملعقتان من زبدة الفستق السوداني على 190 سعرةً حرارية، و16 غ من الدهون، ويمكن للإكثار منها أن يسبب البدانةَ، فضلًا عن بعضِ الاضّطرابات الهضمية، وأحيانًا الحساسية. لذا يبقى من الأسلم تناولها باعتدال، شأنَها شأن أيّ غذاءٍ آخر.
واحرص على اختيارِ العبواتِ الصغيرة والتي لا تحتوي على مضافاتٍ كثيرة، واقرأ بطاقةَ البيان للحصولِ على المعلومات الغذائية الخاصةِ بالمنتَج.
احفظ زبدة الفستق السوداني في مكانٍ بارد وجاف، إذ يعدّ الفستق السوداني - إلى جانب الذرة - من أكثرِ الأغذية المعرّضة للتلوث بالأفلاتوكسين Aflatoxins، وهي مواد سامّةٌ ينتجها نوعٌ خاصٌ من الفطريات يدعى Aspergillus ويصيب الحبوبَ والمكسّراتِ قبل الحصاد أو أثناءَ التخزين.
إن لم تجرّب زبدة الفستق السوداني قبل الآن، فإنّنا ننصحك بالمسارعة إلى إعداد شطيرةٍ من الزبدة والمربى للحصول على هذه الفوائد الكثيرة مغلّفةً في طيفٍ من النكهاتِ اللذيذة والمميزة.
المصادر:
هنا
هنا
هنا