هل تزداد الحاجة للبروتين مع زيادة حجم العضلات؟ العلم يجيب!
الغذاء والتغذية >>>> الرياضة وتغذية الرياضيين
شاعَت سابقاً فكرةٌ مفادُها أنّ الرياضيّين الأضخمَ يحتاجون كمياتٍ أكبرَ من البروتين نتيجةَ وجودِ ارتباطٍ بين المغذّياتِ المطلوبةِ وكتلةِ الجسمِ العضليّة. لكنّ هذهِ الفكرةَ أصبحَت موضِعَ شكّ مؤخّراً، ففي دراسةٍ لجامعة ستيرلينغ University of Stirling وَجد علماءُ الصحّةِ والرّياضة أنْ لا فرقَ في تأثيرِ البروتينِ على استجابةِ العضلاتِ للنموّ بين الأفرادِ ذوي الكتلةِ العضليّةِ الأضخم وأولئك ذوي الكتلةِ العضليةِ الصغيرةِ بعدَ القيامِ بتمرينِ الأثقال لكافةِ عضلاتِ الجسم.
وتختلفُ هذه الدراسةُ عن سابقاتِها في ممارسةِ المشاركين لتمارينَ كاملةٍ للجسم، في حين اعتمدَت الدراساتُ السابقةُ على فحصِ استجابةِ العضلاتِ بعد ممارسةِ تمارين الأرجلِ فقط، لتُستخدمَ تلكَ الدراساتُ لاحقاً في وضعِ التوصياتِ الغذائيةِ حول البروتين. ويوحي هذا الاختلاف بأنّ حجمَ العضلاتِ التي تمّ تمرينها أكثرُ تأثيراً على كميةِ البروتينِ اللازمةِ بعد التمرين من كميّةِ العضلاتِ في الجسم.
شاركَ في هذهِ الدراسةِ عددٌ من الشّبانِ الذين يمارسونَ رياضاتِ المقاومةِ، وتمّ تقسيمُهم إلى مجموعتين؛ الأولى ضمّت الشُّبان الذين يتمتعون بكتلةٍ عضليةٍ منخفضةٍ Lean body mass تقلّ عن 65 كيلوغراماً، أما الثانية فضمّت الشبانَ ذوي الكتلةِ العضليةِ المرتفعةِ Lean body mass التي تزيدُ عن 70 كيلوغراماً.
شاركَ كلُ متطوعٍ في تجربتين لتناولِ البروتين بعد التمرين، في الأولى حصلَ على 20 غراماً من بروتينِ مصل اللّبن، بينما تناولَ في التجربةِ الثانية 40 غراماً من بروتين مصلِ اللّبن بعد التمرين. ثم قامَ العلماءُ بقياسِ قدرةِ العضلاتِ على النمو بواسطةِ المتعقّباتِ الاستقلابيّةِ Metabolic tracers والخَزعاتِ العضليّةِ.
وجدَ الخبراءُ أنّ العضلاتِ كانَت أكثرَ قدرةً على النمو والتعافي بعد تناولِ الجرعةِ الأعلى من البروتين، كما وجدوا أنّ استهلاكَ 40 غراماً من البروتينِ بعد التمرين كانَ أكثر فعاليةً في تحفيزِ نمو العضلاتِ مقارنةً بتناولِ 20 غراماً، ولكن تلك النتيجة كانت بغضِّ النظرِ عن حجمِ اللاعبينَ المشاركين.
وبحسبِ البروفيسور Professor Tipton فإنَّ هناكَ توافقاً بين خبراءِ تغذيةِ الرياضيّين، والكليّةِ الأميركيّةِ لطبّ الرياضيين American College of Sports Medicine، ومؤسّسةِ التغذيةِ البريطانيةBritish Nutrition Foundation، إذ تفيدُ جميعُ هذه الجهاتِ بأنّ رفعَ الأثقالِ لا يحتاجُ لأكثرَ من 25 غراماً من البروتين بعد التمرين لتحفيزِ نمو العضلاتِ بالحدودِ القصوى، وأنّ كميةَ البروتينِ تعتمدُ على نوعِ التدريبِ والتمارين التي يقوم بها الرياضيّ، وليسَ على حجمِ العضلاتِ، إلّا أنّ هذه النتائجَ غير قابلةٍ للتعميم نظراً لأنّها كانت مقتصرةً على الرياضيين الشباب، وقد نرى نتائجَ مختلفةً في مجموعاتٍ أخرى كالأفرادِ الأكبرَ سناً أو الإناثِ والذين تختلفُ معدّلاتُ هضمِ البروتين لديهم.
وفقاً لما سبقَ، فإنّ نتائجَ هذه الدراسةِ تضعُ التوصياتِ الحاليةَ والمعنِيةَ بكميةِ البروتين اللازمةِ تبعاً لوزن الجسم موضعَ الشكِ والتساؤل، كما تُؤكّدُ على أنّ قدرةَ خبيرِ التغذيةِ على التوصيةِ بالكميةِ الصحيحةِ من البروتينِ تقترنُ بمعرفةِ نوعيةِ التمرين المُتّبَع بغضِّ النظرِ عن حجمِ اللاعبين أو الرياضيّين.
المصدر: هنا
الدراسة المرجعية:
Lindsay S. Macnaughton, Sophie L. Wardle, Oliver C. Witard, Chris McGlory, D. Lee Hamilton, Stewart Jeromson, Clare E. Lawrence, Gareth A. Wallis, Kevin D. Tipton. The response of muscle protein synthesis following whole‐body resistance exercise is greater following 40 g than 20 g of ingested whey protein. Physiological Reports, 2016; 4 (15): e12893 DOI: 10.14814/phy2.12893