الخُرافة عبارةٌ عن اعتقادٍ قائمٍ على تَخَيُلاتٍ بحتة دون وجود سبب عقليّ أو منطقي مبني على العلم والمعرفة لتبريرها. يوجدُ العديدُ من الخرافات المتداولةِ بين الناس حول الجهاز الهضمي، وفي هذا المقال سوف نستعرض بعضاً من هذه الخرافات ومدى صحتها..

الخُرافة الأولى: تَستغرقُ العِلكة سنواتٍ حتى تُهضم!
قد يظنّ أحدنا أن هذه المقولةَ منطقيّة، فالعلكة لا تذوب في الفم كما أن المعدة لا تهضمها بعد ابتلاعها كحالِ غيرها من الأطعمة، وهو مبررٍ قويّ لبقائها في المعدة فترةً طويلة. لكنّ هذا الادّعاء ليس صحيحاً، فالعلكة لا تبقى داخل جسم اﻹنسان طويلاً، بل تَمُرّ عبر الجهاز الهضمي كغيرها من المواد غير المهضومة ثم يقوم الجسم بطرحها عن طريق البراز في غضون أيام قليلة.

الخُرافة الثانية: الأطعمةُ الحارّة تسبب القَرحة!
يَعتقد أغلب الناس أن اﻹكثار من الأطعمة الحارّة يُسبب القرحة، إلا أنّ ما تبيّن فيما بعد يفيد بأن القرحةَ التي تصيب بطانة المعدة تنتُجُ عن اﻹصابة بجراثيم الملويّة البوابيّة Helicobacter pylori (H. pylori) أو بسبب بعض الأدوية المُسكّنة للألم مثل الأسبيرين والإيبوبروفين والنابروكسين. مع ذلك، فإنّ اﻹكثارَ من تناول الأطعمة الحارَّة يمكن أن يُفاقِم الحالة لدى هؤلاء الأشخاص ولكنه لا يُعتبرُ المُسببَ الرئيسي لهذا المرض بأي حال من الأحوال.

الخُرافة الثالثة: الخمور هي السببُ الوحيد للتليف الكبدي!
صحيح أن اﻹدمانَ على الكحول هو السببُ الأكثر شيوعاً للإصابة بالتليّف الكبدي، والذي يكون عبارةً عن تبدّل خلايا الكبد السليمة بنسُجٍ مُتليّفة، إلّا أن هناكَ العديدَ من الحالات المرضية التي تسبب التليف الكبديّ أيضاً مثل التهاب الكبد (B) و(C). وعلى الرغم من أن شُرب الكثيرَ من الكحول يؤدي إلى تلفِ وتضرّرِ نسيجِ الكبد، إلا أنه لا يؤدي دائماً إلى إصابته بالتليّف.

الخُرافة الرابعة: تناول المكسرات يؤدي إلى التهاب الرُتوج!
كان الأطباء يعتقدون فيما مضى أن الأشخاص الذين يعانون من داء الرُتوج مجبرون على تجنبِ تناول المكسرات، والذرة، والبوشار، والمواد الغذائية المحتوية على البذور الصغيرة مثل الفراولة، وذلك لاعتقادهم أن هذه الأطعمة قد تستقر في الجيوب وتصيبها بالالتهاب. لكن الدراسات الحديثة أثبتت أن الأشخاص الذين يتناولون نظاماً غذائياً غنياً بالألياف ينخفض لديهم خطر الإصابة بهذا المرض.
ويمكنكم التعرف على النظام الغذائي المناسب لهذا المرض في مقالنا هنا

الخُرافة الخامسة: الفاصولياء هي المسبب الأكبرُ للانتفاخات!
هذا ليس صحيحاً. فقد تبيّن أن منتجات الألبان تعدُّ من أكثرِ الأطعمةِ المسببةِ للغازات، وخاصة عند كبار السن والأشخاص الذين لا يستطيعون هضم سكر الحليب (اللاكتوز). فإذا كنت تعاني من الانتفاخات بعد تناول هذه الأطعمة، قُم بالبحث عن المنتجات الخالية من سكر اللاكتوز.

الخُرافة السادسة: إذا كنت تعاني من حساسية اللاكتوز فتجنّب منتجات الألبان!
يختلفُ الأشخاصُ الذينَ يعانون من حساسية اللاكتوز في مدى تحملهم للألبان ومنتجاتها. فبعض الأشخاص يمكن أن تَظهرَ عليهم أعراض التلبّك بعد شرب كوب واحد فقط من الحليب، بينما يستطيعُ آخرونَ شربَ كأسين من الحليب دون ظهور أي أعراضٍ تُذكر. كما أن بعض الأشخاص يستطيعون تناول اللبن والمثلجات دون أن يتحملوا شربَ الحليب. وبشكل عام، يُعتبر الجُبن المُعتَّق مثل الجبن السويسري وجبن الشيدر من أفضل الخيارات لمن يعانون من حساسية اللاكتوز. على أية حال، عليك أن تتعرف تدريجياً على الأنواع التي تناسب جهازك الهضميّ والكميات التي تستطيع تحمّلها.

الخرافة السابعة: التقدم بالسن يسبب الإمساك!
غالباً ما يصاب كبار السن بالإمساك، ولكن عمرهم ليس المُلامَ على هذا العَرَض، إذ أن الأدوية التي يتناولونها لعلاج بعض المشاكل الصحية لديهم هي المسبب الرئيسي، فهي تعمل على تقليل مرونة جدر الجهاز الهضمي الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالإمساك. كما أنهم لا يمارسون التمارين الرياضية بشكلٍ كافٍ، وقد يكون نظامُهم غيرَ صحيّ بالشكل المناسب، كما أن احتمال شُربِهم للسوائلِ بكمياتٍ كافية ضعيفٌ في معظم الأحيان مما يزيد من احتمال إصابتِهم بالإمساك.

المصدر: هنا
.......................
للمزيد حول الخرافات الغذائية وتصحيحها تابعوا معنا المقالات التالية:
سلامة الأغذية.. بين الخرافة والحقيقة -1: هنا
سلامة الأغذية.. بين الحقيقة والخرافة -2: هنا
سلامة غذاء الأطفال - خرافات وحقائق: هنا