اللغة والأطفال ذوي الدخل المحدود والمُعرضين للخطر
التعليم واللغات >>>> اللغويات
وفي دراسةٍ حديثة لفريقٍ من الباحثين الذين درسوا على مدى عامٍ تفاعلاتِ الأطفال الشفويةَ داخل "مركز ألتدخّل ليندا راي" بجامعة ميامي، وَجدوا بأن الأطفالَ المستضعفين يستفيدون من المُحادثات مع أقرَانهم ومُعلميهم، ويوضِّح الباحثون أن الأبحاثَ السابقة في مجال تطوّر اللغة كانت قد ركّزت في مُعظمها على تفاعلات الطفل مع والديه داخل البيئة المنزلية، ما يعني أننا نفقدُ جزءًا كبيرًا من حياة الطفل اليومية التي يقضيها على مقاعد الدراسة. ويؤكد الباحثون على أهميةِ لغةِ الأهل ودورِها في تنميةِ لغةِ الأطفال وتحصيلِهم الأكاديمي، لكنهم يُصرِّحون بأنهم لا يملكون الكثيرَ من البحوثِ عمَّا يحدثُ داخل الحضانة أو الروضة؛ إذ لطالما ركزت الدراساتُ على الاحتياجات التنمويّة للفئات المستضعفة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 0 و3 سنوات والذين يتعرضون لسُوء المُعاملة وتَعاطِي أمهاتهم المخدِّرات.
ومن الأمور التي اطَّلع إليها هذا البحث فهمُ تجاربِ التواصل داخل الفصل الدراسي بين الأطفال ومُدرّسيهم، وكذلك رصدُ تفاعلهم مع زملائهم، وبحثت الدراسةُ الخبراتِ اللغويةَ في بيئةٍ لرعاية الأطفال ومُخصصةٍ لذوي الدخل المحدود والمُعرضين للخطر، حيث راقب الباحثون كيفيةَ استخدامِ اللغةِ وتأثُّر نُمّو الأطفال البالغين من العُمر سنتين وثلاث سنوات بما سمعوه من مُعلميهم والأطفال الآخرين.
فقد ارتدى الأطفالُ داخل المركز جهازًا يُسمى مُسجِّلَ تحليلِ بيئة اللغة LENA مرة واحدة في الأسبوع، وبذلك جُمعت مئاتُ الساعاتِ من التسجيلات الصوتية، ومِن ثم حدَّدَ البرنامجُ ما إذا كان الصوتُ المُسجَّل هو نوعٌ من الكلام أم لا؛ وما إذا كان الكلامُ قد صدر عن الطفل الذي يرتدي المُسجِّلَ أم عن شخصٍ بالغ أم عن طفلٍ آخر يتحدّث معه، وأدّى استخدامُ أجهزة التسجيل المتطورة هذه إلى توسيعِ خيارات جمعِ البيانات، كما سَمح للفريق بدراسةِ التجارب اللغوية والاستفادةِ من البيانات لتوفير النصائح اللازمة للمُعلمين لتمكينِهم من بناءِ الاستراتيجيات المناسبة للأطفال الرّضع الذين يُعانون تأخرًا في النُمو.
وبعد دراسة ساعاتٍ من البيانات الصوتية، وَجد الباحثون أن الكلام الذي يَسمعه الأطفالُ من الأطفال الآخرين كان مُرتبطًا بإيجابية مع كيفية استخدام لغتهم الخاصة، وهذا يعني أن الأطفالَ الذين كان أكثرُ ما سمِعوه عن أقرانِهم يتعلمون كلماتٍ جديدةً ويتحدثون أكثرَ من غيرهم في العام. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك ارتباطٌ إيجابيٌّ بين كلامِ المعلم واستخدامِ الأطفال لِـلغة وتطورها، ولكن هذا حدثَ فقط عندما كان حوارُ المُعلم مع الطفل متبادَلًا، وليس فقط التحدّثِ مع الطفل دون إعطائه فرصةً للرد، وكانت إحدى أبرزِ الجوانب المُهمة للدراسة هي رؤية المعلمين أهمية تبادل الأدوار أثناء المحادثة مع الأطفال، وقد نوقشت نتائج الدراسة مع المعلمين في مركز ليندا راي فأبدوا تفاعلا مع نتائج الدراسة ويقومون الآن بتطوير برامج محادثة إضافية للأطفال.
المصدر:
هنا