تسرُّب عفوي في السائل الدماغي الشوكي لدى ممارسة تمارين البيلاتس
الطب >>>> معلومة سريعة
قُبِلت سيدةٌ في عمر 42 عامًا في المستشفى بِشكوى صداعٍ مُترَقٍّ (متزايدٍ سوءًا)، وقد أشارت هذه السيدة إلى أنَّ الصداعَ قد بدأَ عقب حضورِها درسَ رياضةِ البيلاتِس؛ إذ وصفت شعورها بـ"طقَّةٍ" في الجهة اليسرى من عنقها عند ممارستها أحدَ التمارين، وهذا ما دفع مُقدِّمي الرعاية الصحية بدايةً للاعتقاد أنَّ السببَ وراء صُداعها هو أذيَّةُ العضلة شبه المنحرفة (عضلة من عضلات الظهر)، فقدَّموا لها المُرخِّياتِ العضلية والمُسكناتِ علاجًا مبدئيًّا.
لكنَّ تفاقُمَ الألم على مدى أربعة أسابيعَ أثَّرَ في حياتها اليومية وقدرتِها على تأدية نشاطاتها، فخضعت لمختلف الفحوصات العصبية والدموية، ولكنها لم تُبدِ أيّةَ نتيجةٍ، وأخيرًا؛ لُجِئَ إلى التصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)؛ فوُجِدت تجمُّعاتٌ من السائل الدماغي الشوكي خارجَ طبقة السحايا السطحية (الأمّ الجافية Dura mater).
ويحدثُ تسرُّبُ السائل الدماغي الشوكي نتيجةَ تمزُّقِ السحايا، ويتسبَّبُ ذلك بخروج السائل الدماغي الشوكي من الأجواف والفراغات التي يتوضَّعُ ضمنها، فينخفض الضغط في جوف القحف (أي الجوف الذي يتوضع ضمنه الدماغ)، ومنه يحدثُ هبوطٌ للدماغِ والبِنى الأُخرى ضمن القحف مُسبِّبًا الصداع وغيرَه من العلامات العصبية.
لم يتمكنِ الأطباءُ من تحديد موقع التمزق الحاصل لدى المريضة تحديدًا دقيقًا، ولا يزال السبب الكامن خلف حدوث هذه الحالات من تمزق الجافية والتسرُّبِ العفوي للسائل الدماغي الشوكي مجهولًا، لكنَّه ارتبطَ عند 20% من المرضى باضطراباتِ النُّسج الضامة، وعليه؛ فعندما لم يثبت لدى المريضة وجودُ أيِّ خلل في النسج الضامة؛ مالَ الأطباءُ إلى الاعتقاد أنَّها تعرَّضت لرضٍّ خفيفٍ في أثناء ممارستها التمارين، فكانَ مُسبِّبًا لتلك الإصابة.
ولِحسن الحظ؛ أبدت المريضة ارتياحًا واضحًا واستقرارًا في حالتها بعد تقديم المعالجةِ الأولية لها، المتمثلةِ بالراحة وتزويدِها بالمشروبات الغنية بالكافئِين، دونَ حاجةِ اللجوءِ إلى إجراءات أخرى.
و على الرغم من توثيق حالةٍ ربطَت ممارسة اليوغا بحدوث التسرُّبِ العفوي للسائل الدماغي الشوكي؛ فإنَّه -ووفقًا للتقرير الذي اعتمدناه- لم تُسجَّلْ حالاتٌ تاليةٌ لممارسةِ البيلاتِس كهذه، لذا تُعَدُّ هذه الحالةُ هي الأولى من نوعها.
المصدر:
هنا
هنا