تاريخ الطوابع والبطاقات البريدية
الفنون البصرية >>>> أصل الحكاية والاسم
شكَّل البريد عبر التاريخ جزءاً أساسياً من الحضارة البشرية وتطوَّر مع تطور التكنولوجيا، ولأنَّه لا شيءَ يظهَرُ من العدم، فهناك دائماً تاريخ ومراحلُ يمرُّ بها أيُّ حتى يصبح على ما هو عليه في وقتنا الحاضر، فالطوابع والبطاقات البريدية ليست استثناء.
ساهمت الابتكارات التي وضعها نظام البريد العالمي في القرن التاسع عشر في صنع هذا العصر البريدي الجديد، وقد كان إحداها الطوابع البريدية الموحَّدة التي اكتسبت بسرعة شعبيةً كبيرة لجعلها عملية إيصال البريد أسهل وأقل تكلفة، وكذلك غيَّرت الطوابع كيفيَّة تحصيل تكاليف الإرسال، فبدلاً من أن تُدفَع لاحقاً من المستلم (الأمر الذي كان يكلِّف الشركات خسائر عندما كان المُستلمون يرفضون الاستلام أو الدفع) أصبح المرسل هو الذي يدفع.
أمَّا البطاقات البريدية المطبوعة - مع صور تتنوع من قصص مصورة، و نوتات موسيقية، أو ترحيبية أو وطنية (والتي انتشرت خلال الحرب الأهلية الأمريكية)- فهي الحفيد المباشر للبطاقات البريدية. تُعَدُّ النمسا أول من نشر البطاقات البريدية، رغم أنَّ Dr. Heinrich von Stephen طرح الفكرة قبل عدَّة سنوات في ألمانيا، لكنَّها لم تُنفَّذ إلا بعد عام من انتشار البطاقات البريدية في النمسا. وخلال عامين، كانت قد انتشرت أنواع عديدة في أنحاء أوروبا، وانتشرت في كندا عام 1871 وفي الولايات المتحدة الأمريكية عام 1873.
مرَّت البطاقات بعد انتشارها بعدد من الحقبات التاريخية:
· حِقبة البطاقة البريدية الخاصة 1898-1901
إذ استطاع الأمريكيون توسيع خدمات البطاقة البريدية وسُمح للناشرين بطباعتها وقد كُتِبَ عليها "بطاقة بريدية خاصة مصرحة بفعل من مجلس الشيوخ الأمريكي في 19 يناير 1898" مع طابع بسعر الطابع الحكومي نفسه.
·العصر الذهبي 1901-1907
لم يعد من الضروري كتابة التصريح، وقد سمحت العديد من البلدان بالوجه الخلفي المقسَّم، إذ لم يكن يُسمح سابقاً بالكتابة إلا على وجه واحد، إلى جانب ازدياد المعرفة بالقراءة والكتابة؛ ممَّا بشَّر بالعصر الذهب، إذ بيعت ملايين البطاقات البريدية.
·حِقبة الوجه الخلفي المقسَّم 1907-1915
إذ بدأ عدد أكبر من الناشرين الأمريكيين بطباعة البطاقات البريدية بعد أن كان القسم الأكبر يُطبع في ألمانيا نتيجة الوضع الاقتصادي فيها؛ بالإضافة إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
·الحِقبة العصرية المبكِّرة (حقبة الإطار الأبيض) 1916-1930
خلال هذه الحِقبة تطورت التكنولوجيا الأمريكية؛ ممَّا سمح بإصدار بطاقات بريدية أفضل جودة رغم استخدام الناشرين بطاقات أدنى وأرخص للتنافس مع السوق المزدحمة. كذلك طُبِعت في هذه المرحلة البطاقات مع إطار أبيض؛ ممَّا أعطى اسم (بطاقات الإطار الأبيض).
·حِقبة بطاقات الكتان 1930-1945
سمح تطور التكنولوجيا بطباعة البطاقة على ورق الكتان بألوان أكثر حيويةً وبهاء، وكانت بطاقاتُ العصر القصصَ المصوَّرة من الأنواع الأكثر انتشاراً في تلك المرحلة، وكان أحدُ أفضلها البطاقات الكوميدية السياسية من الحرب العالمية الثانية.
·الحِقبة الحديثة 1939- الحاضر
بدأت سلسلة اتحاد النفط عام 1939 مُطلِقَةً الحِقبة الجديدة في بطاقات الphotochrom والتي يُطلق عليها modern chrome، واستمرَّت شعبيتها إلى وقتنا هذا.
والآن وقد وصلنا إلى الحاضر - وبعد مرور سنين ومراحل عديدة - ما زالت شعبية البطاقات البريدية في ارتفاع، وخاصةً بطاقات الترحيب بشكلها الكلاسيكي رغم إنتاجها على نحوٍ فني ومُبتكر.
المصادر :