هل يُنصح بالألعاب الجنسية؟ ومتى؟
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
"بالفعل؛ فكرةُ أن تكون الألعابُ الجنسية أحدَ وسائل العلاج في بعض الحالات الصحية هي فكرة غريبة، لا بل مُستبعَدةٌ من الجميع تقريبًا، ففي الحقيقة؛ إنَّ الألعاب الجنسية قد تؤدّي دورًا في تعزيز الصحة الجنسية إلى جانب الهدف الترفيهي الذي تُستخدَم من أجله لدى جميع مقتنيها." هذا ما صرّح به بعض خبراء الصحة الجنسية، فما فوائدُ الألعاب الجنسية وفقًا لهم؟
1- للألعاب الجنسية دور في تجديد مخاطية المهبل:
تُعَدُّ الصعوبات الجنسية أحد أعراض سن الإياس؛ إذ إنَّ انخفاض مستوياتِ الأستروجين قد تقود إلى جفاف المهبل وضموره، ما يعني ألمًا في أثناء الجماع وفقدانًا للراحة فيه، لذلك فإن استخدام أنواع مخصصة من الألعاب الجنسية كالأجهزة الرجّاجة (Vibrator) يفيدُ في تخفيف مثل هذه الأعراض بتحسين مقويّة جدران المهبل ومرونتها ورطوبتها؛ إضافة إلى تعزيز الإحساسات الجنسية فيه.
ويذكَر أيضًا دورٌ آخر للألعاب الجنسية بعد العمليات الجراحية النسائية أو بعد الإنجاب في الحفاظ على ليونة الأنسجة المهبلية وحمايتها من التضيق الشديد، إضافةً إلى دورها في تعزيز الجريان الدموي إلى المنطقة المغبنية، ما يعني شفاءً أسرع.
2- مفيدة للذكور أيضًا:
لوحظ تحسُّنٌ واضح لدى من يعاني ضعفَ انتصاب أو خللًا في الانتشاء الجنسي أو أيّةَ مشكلة أخرى تقود إلى عملية جنسية ناقصة، وخصوصًا بعد بعض العمليات الجراحية على البروستات أو النخاع الشوكي أو لدى من يعاني أمراضًا قلبيّةً مزمنة أو سكري، وتعمل الألعاب الجنسيّة المخصصة للذكور على زيادة تدفق الدم إلى المنطقة وتحريض التنبيه العصبي فيها وتؤدي بذلك إلى انتصاب أفضل.
3- من أجل جنس ممتع بين الشريكين!
قد يعدّ ذلك أحد أهمّ الأسباب للتفكير باقتناء لعبة جنسيّة، فالحياة الجنسية بين الشريكين لا تقتصر على فترة الإيلاج فقط. فإنَّ نسبةً لا يُستهانَ بها من النساء لا تصلن إلى نشوة جنسية بالإيلاج وحدَه مهما كُنَّ مثاراتٍ جنسيًّا. ويؤدّي تنبيه البظر Clitoris دورًا مهمًّا في الإحساس الجنسي والوصول إلى النشوة لدى المرأة وهو أمرٌ تسهّله الألعاب الجنسية بدورها، وتؤدّي إلى زيادة الإحساس الجنسي، بل ربما إلى حياة جنسية أفضل بين الشريكين.
4- قد تؤدّي دورًا في تحسُّن بعض الحالات المرضيّة:
خصوصًا لدى النساء المصابات بتشنج المهبل (Vaginismus) وهو تقلصات لا إرادية تحدث في عضلات مهبل المرأة. وعادةً ما تُعالَجُ باستخدام مرخيات عضلية بجرعات متزايدة، وأمَّا باستخدام الألعاب الجنسية الرجَّاجة Vibrators -التي أثبتت الأبحاث دورَها في تهدئة عضلات منطقة الحوض- فيمكن أن تسهم إسهامًا فعّالًا في تحسين الحالة الصحية.
كل ذلك وحتَّى أكثرُ من الفوائدِ التي يأمل كثيرٌ من الأخصائيين في الصحة الجنسية أن تقدمها الألعاب الجنسية.. لكن لا يخلو الأمرُ من مخاطر استخدامها؛ فوجود بعض المواد الكيميائية في تركيبها (الفثالات Phthalates) بغرضِ الحفاظ على مرونة المواد البلاستيكية فيها يمكن أن يسبب عند الاستخدام المديد أذيّةً حقيقيةً في الأعضاء التناسلية والكبد، وذلك حسب Enviromental protection Agency، لكن يجب القول إنَّ ليونةَ هذه الألعاب لاتعني بالضرورة وجودَ الفثالات في تركيبها.
ومن جهة أخرى؛ فإنَّ مثل هذه الألعاب قد تحوي على مساماتٍ تنمو فيها البكتيريا، ما يؤكدُ ضرورة الحفاظ على نظافتها، ويُنصَحُ بتغطيتها بواقٍ جنسيّ Condom في أثناء استخدامها أيضًا، ويُفضَّلُ غسلها بالصابون والماء الساخن مدَّةَ 15 لـ 30 ثانية كلَّ مرة بعد الانتهاء من استخدامها، ثمَّ الانتظار حتى جفافها قبل وضعها بعيدًا؛ تجنُّبًا لأيّ تعفن قد يحدث على سطحها. أمَّا عن الألعاب المصنوعة من السيليكون؛ فإنها تخلو من المسامات وبذلك فهي أكثر أمانًا من الألعاب البلاستيكية.
ويُفضَّلُ الحصول على مثل هذه السلع من مصادر موثوقة تكفلُ جودة الألعاب الجنسية، لذلك ننصحك قبل الإقدام على خطوة كهذه بالقراءةِ عنها وعدم الاعتماد على كلام البائعين، وذلك لتتأكد من نوع أيّة لعبة تستخدمها ومادّتها ووظيفتها، وتتجنّبَ أيّ مخاطر محتملة، وفضلًا عن ذلك؛ فقد وجب التنبيه إلى أنّ مشاركة الألعاب الجنسية مع الآخرين أمرٌ يتطلّب حذرًا شديدًا جدًّا ويُفضَّل الابتعاد عنه أصلًا. ولِاستخدامٍ أكثر سلاسة؛ فيفضّل البدء بألعاب بسيطة وسهلة الاستخدام واستخدام المرطّبات معها كي لا تسبب أيّةَ أذيّة للجلد أو الأغشية المخاطيّة.
بعد هذا التعريف البسيط عن الفوائد المرجوَّة من الألعاب الجنسية، وبمقارنتها بسلبياتِ استخدامها نطرح التساؤل الآتي: هل يجب على الأخصائيين في المعالجة الجنسية تجاوزُ الحرج الشخصي والآراء الشخصية والبدءُ بوصف الألعاب الجنسية لمرضاهم في حال كان منها جدوى فعلية؟
ففي النهاية؛ تبقى الصحة الجنسية للشريكين أساسًا مهمًّا لحياة زوجية أفضل، ثمَّ إنَّ أيّة مشكلة جنسية لدى أحد الشريكين لها من التأثيرات السلبية ما يكفي ليؤثر على جوانب الحياة النفسية والعاطفية كافّة لدى كلٍّ منهما.
المصادر: