إليزابيث أميرة بوهيميا
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> أعلام ومفكرون
ولِدَت إليزابيث سيمرن في 26 كانون الأول/ ديسمبر 1618 وهي الثّالثةُ من أصلِ 13 طفلاً والابنة الأكبر لفريدريك الخامس وإليزابيث ستيوارت (ابنة جيمس الأول ملك إنكلترا وأخت تشارلز الأول)؛ وتوفيت في 8 فبراير 1680 في هيرفورد، ألمانيا.
في عام 1620 عاشت إليزابيث في براندنبورغ "ألمانيا" مع جدتها وخالتها إلى أن عادَ بقيَّةُ إخوتها من المنفى لاهاي؛ بعد خسارة أبيهم لعرشه.
وعلى الرغم من أنَّ تفاصيلَ ما تعلّمته إليزابيث غير معروفٍ تمامًا؛ لكن من الواضحِ أنّها تعلَّمت الكثيرَ من اللغات هي وأشقاؤها، بما في ذلك اليونانية واللاتينية والفرنسية والإنجليزية والألمانية وربما غيرها.
إضافةً إلى تعلُّمها المنطقَ والرياضيات والسياسة والفلسفة والعلوم، وكانت معروفةً بذكائها غير العاديِّ واهتمتْ أيضًا بالرَّسمِ والموسيقا والرقص.
دخلت إليزابيث الدير اللوثري في هيرفورد عام 1660، وبعد بضع أعوامٍ أصبحتْ رئيسةَ هذا الدير، وعلى الرغم من كونه ديراً مسيحيًّا إلا أنَّها آوتْ أناساً من ديانات مختلفة.
وكانت مراسلات إليزابيث مع رينيه ديكارت هي العمل الفلسفيُّ الوحيدُ لها؛ فهي لم تنتج أيَّ عملٍ منهجيٍّ.
وبدأتْ أولى مراسلاتهم في عام 1643 واستمرَّتْ حتّى وفاة ديكارت عام 1650.
وعند قراءة مراسلاتها نلاحظ أنّها تملكُ آراء فلسفيَّةً خاصَّةً بها في قضايا عديدةٍ تشملُ السّببية، وماهيَّةَ العقلِ، وتفسيرَ الظّواهرِ الطبيعيَّةِ، والفضيلةَ، والحُكمَ الرَّشيد.
بدأتْ إليزابيث تبادلَ المراسلاتِ مع ديكارت بعدَ أن تأمَّلتْ فلسفته الأولى، وتساءَلت إذا ما كانَ ديكارت له الحقُّ في أن يَذكُر العلاقةَ السّببيَّةَ بينَ الجسدِ والعقلِ؛ بعبارةٍ أُخرى، تَطْرَحُ السؤالَ الآتيّ: كيف يمكنُ أن تعملَ مادَّتانِ مختلفتان طبيعةً وأن تؤثّر في بعضهما؟
يَعتقدُ العقلانيون أنَّ العقلَ عبارةٌ عن صندوقٍ أسودَ صغيرٍ محجوزٍ داخلَ رؤوسنا، وهو منفصلٌ ومختلفٌ تماماً عن الجسمِ الحاملِ له وعن البيئةِ المحيطةِ به، ويَعتقدون أيضاً أنّه على الرغم من اختلاف العقل والجسد والعالم الخارجيِّ من حيث طبيعتهم إلا أنّهم متوحدون وهذا ما يُفَسِّرُ تأثيرهم في بعضهم.
واحتوت مراسلاتُهما مواضيعَ عن العواطفِ والفلسفةِ الأخلاقيَّةِ أيضاً، وتبعاً لها طوَّرَ ديكارت مبادِئه الأخلاقيّة خصوصًا مبدأ الفضيلة.
وهو يرى أنَّ هناك رابطاً بين العواطفِ والسعادةِ: فالعواطفُ يمكن أن تساهِمَ في تحقيقِ السّعادةِ المثاليَّةِ إذا ما ضبطتْ ونُظِّمت عن طريق العقل.
وميَّزَ بين "الحظِّ السَّعيد" و"السعادة الحقيقية": فالأخيرةُ يمكن تحقيقُها حتّى في حالة عدم وجود حظٍّ جيّدٍ، في حين أنّ الحظَّ يعتمدُ فقط على الأشياء التي هي خارج سيطرتنا.
فهو يرى أن الفضيلةَ وحدَها كافية للوصول إلى الرضا التام للعقل الذي يصل إليه من السعادة.
إنّ رسائلَ العواطفِ والأخلاقِ الفلسفيّة هذه بدأت على أنها محاولَةٌ من ديكارت لمعالجةِ مرض إليزابيث المستمرّ الذي شخَّصَه بأنه مجسّد بحزنها الشديد، ولا شكَّ أنَّ سببَ ذلك يعودُ لتأثيرِ أحداث الحرب الأهليّة الإنجليزية عليها.
وعَدَّتْ إليزابيث ذلك أنه من اللطف -من ديكارت- أن يحاولَ معالجة جسدها عن طريق روحها.
المصدر:
هنا