المغرور عن نيتشه
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> إنسـتـغـرام
يعود استحسان المغرور بهذا الوصف -بحسب نيتشه- إلى أمرين:
1- عدم قدرة المغرور على وضع نفسه في المكان الحقيقي والصحيح، فيطلب من الآخرين أن يفعلوا ذلك بدلًا منه؛ وعلى الرغم من ذلك فهو يبذل جهدًا في إقناعهم بوضعه في موقعٍ معيَّن يختاره هو بنفسه، وهذا ما يُسمِّيه نيتشه (صَلَفًا وضِعَة).
2- أن يُبادر الآخرون إلى إبداء رأيٍ حسن في الشخص المغرور، فيُسارع الأخير إلى تصديق ذلك عن نفسه؛ لأن هذا الرأي يجلب له مَنفعة بغض النظر عن صدق ذلك الرأي أو لا.
هل الغرور راسخٌ في الإنسان المغرور بالفطرة؟ أم بالوراثة؟ أم هو أمرٌ مكتسب؟
يرى نيتشه أنَّ الغرور موجودٌ بحكم أخلاق العبيد المتأصِّلة في الإنسان المغرور، وهو نابعٌ من أنَّه ليس بمقدوره وضع قيمة حقيقية لنفسه؛ لأن (خلق القيمة) من حق الأسياد.
قيمة الغرور الأخلاقية السلبية عند نيتشه:
إنَّ أول ما يتبادر إلى الذهن عند قراءة نص نيتشه عن الغرور؛ هو الخلط بين الترفُّع النبيل والغرور الوضيع.
ولتمييز الغرور حسب نيتشه؛ علينا أن نُحدِّد سماته الأساسية:
الغرور ضربٌ من الكذب على الذات، وهو نوعٌ من إيهام الذات بالكذب، ورضوخ لأحكام الآخرين وسحق الذات أمام الآخر أيضًا، وهو اتِّسام وهميٌّ بالنبل عند العبد.
يُمكِّننا هذا التحديد الدقيق من التمييز الحقيقي للقيم النبيلة والسامية والرفيعة قبل أن يُضيِّق المجال لتمييز القيم الخسيسة.
إذ إنَّ الإنسان النبيل لا يستمدُّ قيمته ولا يسمح لأحد أن يكون في موضع المقيِّم له لا سلبًا أو إيجابًا، وينبع ذلك من إدراكه ذاته صانعًا للقيم وخالقًا ومبدعًا لها؛ ويُمكننا بهذا المعنى وضع الغرور موضع خِسَّة.
المصدر:
فريدريك نيتشه: ما وراء الخير والشر، ترجمة جيزيلا فالور حجار، بيروت، الطبعة الأولى، 1955.
هنا