فحص للدم بإمكانه التنبّؤ بالزهايمر
الطب >>>> مقالات طبية
اكتشاف جديد قد يؤدي إلى إمكانيّة التنبّؤ بحدوث الخرف لدى المسنين قبل ظهور الأعراض بعدّة سنوات، وبالتالي فتح مجالات عديدة لإيجاد علاج له:
الزهايمر هو مرض يصيب المخ ويتطور ليُفقِد المريض ذاكرته وقدرته على التعلّم والتركيز. لا يوجد حتى الآن سببٌ معروف لهذا المرض، ولكنّه يترافق مع تشكّل لويحات بروتينيّة في قشرة المخ (في المناطق المسؤولة عن التفكير)، وفي الحُصَين "بنية تشريحيّة في الدماغ تلعب دوراً كبيراً في تشكّل الذكريات".
يبدأ الزهايمر بمهاجمة الدماغ قبل ظهور أيّ عرض بحوالي عشر سنين، ممّا يؤدّي إلى التأخر في تشخيصه، وبالتالي فوات الأوان على العلاج.
يعتقد الأطباء أنّ هذا هو السبب الرئيسيّ لفشل معظم الأدوية حتّى الآن. ولهذا فإنّ اكتشاف فحصٍ لتوقّع خطر الإصابة بالزهايمر له أهمية كبيرة لبدء العلاج في وقت مبكّر.
وخلال دراسة استمرّت لمدّة خمس سنوات، قام علماء من جامعة Georgetown في واشنطن بتحليل عيّنات دم من 525 شخصٍ تجاوزوا ال 70 عاماً.
وبعد عدّة سنوات من بداية الدراسة، قاموا بدراسة نتائج التحليل لدى 53 شخصٍ منهم أُصيبوا بالزهايمر، وقارنوها مع 53 شخصٍ آخرين حافظوا على قدراتٍ عقليّة سليمة.
استطاع الباحثون إيجاد اختلافات في مستويات 10 أنواع من الدهون بين المجموعتين، وعند فحص مستوى هذه الدهون لدى بقيّة الأشخاص المتضمّنين في الدراسة، أكّدوا على هذه الاختلافات بين الأشخاص المصابين والأشخاص السليمين، وبالتالي فإنّ هذه الدهون من الممكن أن تتنبّأ بخطر الإصابة بالمرض قبل ثلاث سنوات من بداية ظهور الأعراض، وبدقّة 90%.
لم يُحدّد بعد سبب اختلاف نسبة الدهون في الدم لدى الأشخاص الذين سيُصابون بداء الزهايمر، ولكن من المحتمل أن تكون هذه الدهون رواسباً نتجت عن التغيّرات المبكّرة التي تحدث في الدماغ قبل ظهور أعراض الخرف.
نشرت هذه الاكتشافات في صحيفة Nature وستبدأ تجربتها في تجارب سريريّة ضخمة قبل أن يتم اعتمادها عالمياً. حيث سيكون هذا الاختبار، إن تمّ إثباته، ذو فائدة كبيرة في تشخيص وعلاج المرضى بشكل مبكّر.
كما سيساعد في تشكيل أدوية جديدة حيث سيصبح من الممكن تجربتها في مراحل مبكّرة من المرض.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: © mario beauregard / Fotolia