البصمات وما يمكن أن تخفي من أسرار
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا
يُعدُّ تحليل بصمات الأصابع الموجودة في مسرح الجريمة طريقةً كلاسيكيةً؛ لتحديد هوية المجرم الذي ترك وراءه توقيعه الفريد من نوعه، ولكنْ ماذا لو كانت هناك استخدامات أخرى لبصمات الأصابع؟! ففي تطور جديد مثير للاهتمام؛ وصف الباحثون في الصين طريقة استخدام بصمات الأصابع لتشفير الرسائل السرية. المصادر : 1- هنا
ألقِ نظرة على أصابعك ولاحظ الخطوط المستمرة التي تدور في شكل حلزوني، فقد طوَّر الباحثون في جامعة "فودان" طريقةً متطورةً لبناء بصمات رقمية تشفر الرسائل السرية ضمن هذه النقاط الحلزونية. وقد نُشرت أبحاثهم 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2018 في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات IEEE عن معالجة الصور.
تتضمن التقنية أولًا ترميز الرسالة المطلوبة إلى معادلة رياضية تدعى كثير الحدود، وقد تكون الرسالة شيئًا مثل عنوان الموقع الإلكتروني لهذه المقالة، أو "دعنا نلتقي في الساعة العاشرة صباحًا في المكان نفسه".
ويمكن بعد ذلك استخدام ميزات معينة لبصمات الأصابع، مثل التلال والتفرعات لترميز الرسالة، وذلك بفضل اتجاهها. وضمن ميزات البصمة هذه التي تُنشأ؛ يمكن ترميز الرسالة السرية في سلسلة من نقاط ثنائية الأبعاد مع قطبيات مختلفة توضع في حلقات البصمة الحلزونية.
بعد وضع الرسالة السرية في سلسلة من النقاط الثنائية الأبعاد حول الحلقات الحلزونية؛ تُنشأ خطوط البصمة المستمرة المتبقية صناعيًّا، ثم تُدمج جميع البيانات لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد للبصمة، والتي تحافظ على قطبية نقاط البيانات للرسالة السرية وموقعها، وحدهم أولئك الذين يعرفون المفتاح الذي يُستخدم لإعادة بناء كثير الحدود من البصمة سيكونون قادرين على فك تشفير الرسالة السرية.
"أكثر شيء إثارةً للدهشة وجدناه هو متانة صور بصمات الأصابع التي تُنشأ، القادرة على مقاومة مجموعة من الهجمات. ولا يزال بوسعنا تحقيق دقة نسبية عالية لاستخلاص المعطيات حتى إذا كانت صورة بصمات الأصابع التي تُنشأ مضغوطة بشدة"؛ كما يقول "لي" أحد ناشري الدراسة.
إن التقنية التي طورها "لي" وزميله "شينبينج زانج" -التي لا يمكن استخدامها إلا في الصور الرقمية لبصمات الأصابع حاليًّا- تقدم ميزةً كبيرةً بالنسبة إلى الطرائق التقليدية لترميز الرسائل في الصور؛ فعادةً يتضمن تشفير الرسالة في صورة تعديل "البيكسلات"، التي تسبب حتمًا تمويهًا بصريًّا أو إحصائيًّا لمهاجم الرسالة في المقام الأول، ويتسبب تضمين رسالة سرية في قطبية الصورة بتجنب هذا تمامًا، ما يسمح للرسالة بالمرور دون أن يلحظها أحد.