أكبر الشركات في العالم هي شركاتٌ أمريكية
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
في حين أن المراكز الرئيسة لهذه الشركات هي في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لا يقتصر عملها على السوق الأمريكية فقط؛ فهي تنتشر في كل أرجاء العالم ونشاطها يأخذ منحىً دوليًّا.
إن معظم هذه الشركات مصنفة ضمن (mega cap) الذي يُشير إلى الشركات التي تتجاوز قيمتُها السوقية الـ 300 مليار دولار.
تُعدُّ نصف الشركات العشرة الكبرى Global Titans من شركات التكنولوجيا. في حين تعمل اثنتان منها في المجال المالي، وتعمل شركتان أيضًا في مجال خدمة الزبائن، وواحدة في مجال الطاقة.
قد يكون عدد الشركات الأمريكية العملاقة غيرَ متكافئٍ مقارنةً بالشركات العملاقة من جنسيات أخرى؛ ويعود ذلك إلى عدة عوامل إيجابية حدثت في السنوات الأخيرة. ولكن أنتجت هذه السيطرة عِبَرًا مؤلمةً على مدى العقود الثلاثة الماضية.
وقبل التعمُّق في هذه النقطة؛ إليك قائمة الشركات العشرة الكبرى global titans (حُدِّدت القيم السوقية استنادًا إلى Google Finance كما في تاريخ 02/02/2019):
1. APPLE:
كانت الشركة ذات القيمة السوقية الأعلى في العالم؛ إذ نجحت في تخطِّي حاجز التريليون دولار في 02/08/201، ولكنها انخفضت منذ ذلك الحين بسبب المبيعات المتعثِّرة؛ إذ تبلغ قيمتها السوقية الآن 785.19 مليار دولار، ولكن لا تزال خدمات App Store تجني مليارات الدولارات.
في مرحلةٍ ما واجهت الشركة الإفلاس تقريبًا، ولكنها تطورت اليوم وأصبحت أحد عمالقة التكنولوجيا منذ تأسيسها عام 1976.
2.(Alphabet (GOOGLE:
تبلغ القيمة السوقية لهذه الشركة 722.77 مليار دولار.
أُنشِئت شركة Alphabet في الشهر الثامن عام 2015؛ وذلك لفصل نشاط غوغل الرئيس في البحث عن مجموعة من المشاريع الجديدة وتسويقها، وهي التي قد تحمل مخاطرَ أكبرَ على المدى البعيد. من هذه المشاريع مشروع ventures as Verily الذي يعمل في مجال العدسات اللاصقة المستشعرة للجلوكوز، ومشروع Calico الذي يُركِّز على التكنولوجيا الحيوية، ومشروع السيارات دون سائق، ومختبر غوغل السري Google X، إضافة إلى وحداتٍ استثماريةٍ هي Capital G وGV. وقد نمت غوغل على نحو كبير منذ عام 2004.
3. (Microsoft (MSFT:
تبلغ القيمة السوقية لهذه الشركة 788.55 مليار دولار.
كانت شركة مايكروسوفت الشركة الأكبر في العالم في مطلع الألفية الجديدة، ولا تزال تُحافظ على وجود دائم ضمن كبرى الشركات global titans؛ إذ تواصل هذه الشركة البرمجية السعي لتحقيقِ انتقالٍ ناجحٍ من منتجاتها التقليدية التي تُشتَرى وتُثبَّت على أجهزة العملاء إلى المنتجات والخدمات السحابية مثل خدمة Azura وOffice 365، إضافة إلى منتجاتها الجديدة التي تلوح في الأفق المتضمنة نسخة جديدة من Windows 12، ونسخة Office 2019.
4. (Amazon (AMZN:
تبلغ القيمة السوقية لهذه الشركة 795.18 مليار دولار.
وصلت قيمة أسهم أمازون إلى 2000$ للسهم الواحد في الشهر الثامن عام 2018 أول مرة في تاريخها؛ إذ شهدت أسهم الشركة ارتفاعًا هائلًا بدعمٍ من السوق الصاعدة الحالية، فارتفعت أكثر من ستة أضعاف منذ عام 2009.
وبعد فترة وجيزة من ذلك؛ رفع محلِّلو Morgan Stanley سعرَ سهم أمازون المستهدف في غضون 12 شهرًا إلى 2500$ وهو الذي كان مُحدّدًا سابقًا بـ 1850$. يمكن القول بأن السعر المستهدف الجديد هو الأكبر في تاريخ Wall Street مع توقعاتٍ بأنَّ الشركة من الممكن أن تتخطى قيمتُها السوقية حاجزَ التريليون دولار. وقد ارتفعت أسهم الشركة على نحوٍ كبير منذ طرحها الاكتتاب العام أول مرة سنة 1997.
5. (Berkshire Hathaway (BRK.A:
تبلغ القيمة السوقية لهذه الشركة 285.08 مليار دولار.
نجحت الشركة في تحقيق أرباحٍ صافية بقيمة 12 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2018 مقارنةً بـ 4.26 مليار دولار للفترة نفسها من عام 2017.
ويُعرف وارين بافيت Warren Buffett مديرها التنفيذي بأنه واحدٌ من أنجح مستثمري الـ value-style (وهي الاستراتيجية التي يعتمدها المستثمر في بحثه عن الأسهم التي يعتقد بأنها مقيَّمةٌ بقيمٍ أقلَّ من قيَمِها الحقيقية) في تاريخ الاستثمار.
6. (Facebook (FB:
تبلغ القيمة السوقية لهذه الشركة 398.11 مليار دولار.
تُعدُّ شركة فيسبوك أسرع شركةٍ وصولًا إلى قيمة سوقية تعادل 250 مليار دولار في غضون ثلاث سنوات ونصف تقريبًا؛ أي منذ طرح أسهمها الاكتتاب العام في الشهر الخامس من عام 2012.
ولكن شهدت الشركة بعض الانخفاض في قيمتها السوقية بسبب فضيحة Cambridge-Analytica المرتبطة بالخصوصية وكيف أثَّر ذلك في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وفي التصويت المرتبط بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي Brexit vote؛ إذ كانت القيمة السوقية للشركة تُقدَّر بـ 629 مليار دولار في 25-7-2018 لكنها بلغت قرابة الـ 510 مليار دولار في اليوم التالي.
وأشارت بيانات Thomson Reuters إلى أنَّ انخفاض القيمة السوقية بـ 120 مليار دولار في يوم واحد هو الأكبرُ في التاريخ لأية شركة طُرحت أسهمها للاكتتاب العام.
7. (JPMorgan Chase (JPM:
القيمة السوقية 345.44 مليار دولار.
بعد نجاته من الركود الاقتصادي الذي بدأ عام 2008؛ أصبح الآن يحمل لقب أكبر بنك في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد شهد البنك نموًّا سريعًا؛ إذ أصبح اللاعب الأساسي في البلاد في مجال خدمات الصيرفة بالتجزئة والاستثمار المصرفي والعمليات المصرفية وإدارة المحافظ الاستثمارية وإدارة الأصول الثابتة، ويستثمر البنك كذلك في بناء هذه الأعمال وتطويرها مع مرور الوقت.
8. (Bank of America (BAC:
القيمة السوقية 278.53 مليار دولار.
وقد تجاوزت أرباحُ الربع الثاني عام 2018 توقُّعات المُحلِّلين البالغة 5.92 مليار دولار ووصلت إلى 6.8 مليار دولار؛ إذ عمل البنك على تعزيز أصوله ضمن Merrill Edge، وتنمية قروضه الاستهلاكية والتجارية وكذلك الودائع؛ الأمر الذي أسهم في صعوده على نحوٍ كبير.
9. (Johnson & Johnson (JNJ:
تبلغ القيمة السوقية لهذه الشركة 359.92 مليار دولار.
سجَّلت هذه الشركة المصنِّعة للأجهزة الطبيَّة والمستحضرات الصيدلانية والسلع الاستهلاكية أرباحًا أقوى من المتوقَّع للربع الرابع من عام 2018 على الرغم من تعرضها لفضيحة ترتبط بوجود مادة asbestos في بودرة الأطفال التي تصنعها؛ وهي مادة صنَّفتها وكالة أبحاث السرطان الدولية على أنها مادة مسرطنة، وقد نفت الشركة تلك الاتهامات.
10. (Exxon Mobil Corp (XOM:
القيمة السوقية 321.43 مليار دولار
وهي شركة دوليةٌ للنفط والغاز تكوَّنت من اندماج شركتَي Exxon وMobil عام 1999.
لماذا تُهيمن الشركات الأمريكية على القائمة؟
تُمثِّل الشركات الأمريكية نسبةً مئويةً غير متناسبة من قائمة أكبر الشركات في العالم لأسباب ثلاثة؛ وهي:
1) تفوق الأوراق المالية الأمريكية النسبي في هذا السوق الصاعد.
2) قوة الدولار الأمريكي.
3) التقييمات المتميزة الممنوحة لـ mega-caps في الولايات المتحدة الأمريكية.
فوفقًا لتقرير ناسداك Nasdaq's Market Review للنصف الأول من عام 2018، فإن شركات التكنولوجيا توسع من استثماراتها معتمدة على أدائها المتفوق، وهو ما يشكل أكبر سبب للتفوق الأمريكي ضمن القائمة حيث أن عمالقة التكنولوجيا تشكل نصف القائمة. وهناك سبب آخر لتفوق الشركات الأمريكية نابع من القوة الحالية للدولار الأمريكي.
وأخيرًا؛ فإنَّ تداول أسهم الشركات الأمريكية قد تضاعف على نحوٍ ملحوظ ٍ في السنوات القليلة الماضية وكذلك تقييمها المتميز مقارنةً بمنافسيها العالميين.
دروس من الماضي:
في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي؛ هيمنت الشركات اليابانية على قائمة أكبر الشركات في العالم، ورافقَ ذلك ارتفاعٌ في قيمة الينِّ الياباني ومؤشر Nikkei إلى أعلى المستويات.
وقد تسبَّبت عدة عوامل -كالانكماش المالي وانهيار البورصة في السنوات اللاحقة أو كما يُعرف في اليابان بالـ (عقدية الضائعة) The lost decades -التي امتدت من أواخر عام 1991 حتى عام 2010- في خسارة الشركات اليابانية المليارات من قيمتها السوقية.
وفي أواخر التسعينيات من القرن الماضي؛ أدَّت القنبلة التكنولوجية وتكنولوجيا المعلومات في الشركات الأمريكية إلى تشكيل حصصٍ غير متكافئةٍ مقارنةً بأكبر الشركات في العالم، ولكن هبوط السوق المتتابع من عام 2000 حتى عام 2002 أدى إلى تراجع مؤشر S & P بنسبة 45%، في حين انخفض مُؤشر Nasdaq Composite بـ 80% عند أدنى مستوياته. ونتيجةً لذلك فقد كانت الشركات العملاقة في تلك الفترة تخسر جزءًا من ثروتها التي حقَّقتها في وقت ذروتها.
وفي عام 2007؛ جاء الدور على الاتحاد الأوروبي؛ فمع ارتفاع اليورو وفي الوقت الذي بلغت فيه الأسواق ذروتها في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2007؛ كان الاتحاد الأوروبي يتحدَّى الولايات المتحدة الأمريكية بأكبر عددٍ من شركات Mega-caps ومن ثم ضرب الكساد الكبير.
هل حقيقةُ أنَّ الشركات الأمريكية تُمثِّل الآن 80% من أكبر الشركات في العالم تشير إلى طفرة لاعقلانية "irrational exuberance" (أي حماس المستثمر الذي يدفع أسعار الأصول إلى مستوياتٍ قياسيةٍ لا تستند إلى أساس واقعي)
وهل يُشير تفوُّق الشركات الأمريكية إلى وصولها إلى سقف السوق market top ومن ثم يبدأ الانخفاض؟
فقط الوقت هو الكفيل بالإجابة عن هذه الأسئلة.
وفي الختام:
بسبب الرسوم الجمركية وتوترات الحرب التجارية بين كلٍّ من الصين وأمريكا؛ فإن الشركات الصينية التي ظهرت في قائمة (الشركات الأكبر في العالم) في الشهر الثالث لعام 2018 قد خرجت منها. ويُشير التاريخ إلى أن مثل هذه الهيمنات لا تدوم طويلًا.
المصدر:
هنا