التهكُّم السقراطي
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> مصطلحات
التهكم (Irony) هي كلمةٌ يونانيَّة الأصل eirōneia، تعني الحيلةَ وإخفاء شيءٍ أو ذكره بقصد الخداع أو إيصال معنىً مضادٍّ ومعاكس.
وعند الشكِّ في كون سقراط مُتهكّمًا يعني لنا هذا العديد من الأشياء: يمكنُ أن يشير ذلك إلى أنَّ سقراط يقول شيئًا وفي نيّته إيصال معنى مضادٍّ لِما قاله، فبعضُ القُرّاء على سبيل المثال؛ فهموا اعتراف سقراط بالجهل أنَّه تهكّم لا يعكس واقعه، وذلك عندما أثنى على يوثيفرو وادّعى أنَّه يريدُ أن يتتلمذ عليه، ويهدف استخدامه لهذا الأسلوب إلى الخداع والتضليل أيضًا.
والأسئلة التي تدور حول التهكم السقراطي هي:
أمِن المفترض أن يكون المحاور على علمٍ بالتهكم أم لا؟ وهل من مهمة القارئ تمييز وجود التهكم من عدمه؟ وهل الغرض الرئيس من التهكّم هو البلاغة والخطابة التي تُمكّن سقراط من المحافظة على إدارة المناظرة أم غرضها تعليمي لحثّ الآخر أن يتعلم؟ أم يمكنه أن يخدم كِلا الغرضين؟
ويختلف الباحثون على المعنى الذي يمكنُ أن يكونَ فيه سقراطُ متهكمًا، وقد وجدَ إلسيبياديس أنَّ سقراط كان متهكمًا للغاية عندما حاوره مرةً وكان يدّعي الإنصات له باهتمامٍ ولكنه مع ذلك يرفض كل ما يقوله.
وعرّف أرسطو التهكم بأنه محاولةٌ لانتقاصِ الذَّات والتواضع، والأشخاص الذين يتهكمون يفعلون ذلك تجنّبًا للتفاخر ولتبدوَ شخصياتهم أكثر جاذبية.
و أخيراً؛ لا يقتصر التهكم السقراطي عند بعض المفكرين على ما يقوله سقراط فقط، فقد رأى الفيلسوف الدنماركي سورين كيركيغارد أنّ شخصيَّةَ سقراط نفسها تعدُّ ساخرة ومتهكمة، وعرّف الفيلسوف ليو ستراوس في القرن العشرين التهكم أنَّه الإخفاءُ النبيلُ لقيمةِ المرء وهذا بالضبط ما فعله سقراط؛ لذا معظم تهكمه كان لكي لا يُظهِر تفوقه أمام الناس، ولتفهمه الفئةَ القليلةَ المحظوظةَ دون التباس.
ترجمة: Diaa Albasser
المصدر:
هنا