ماذا لو مارست العادة السرية بكثرة؟!
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
الجنسُ هو القوة الدافعة للحياة، وهو نشاط لا بد لنا أن نفكر بممارسته في مرحلة ما من الحياة بمجرد الوصول إلى سن البلوغ. فهو غريزة متأصلة فينا يلجأ البشر إلى إشباعها إمَّا بإقامة علاقة جنسية وإمَّا بمحاكاة تلك العملية بما يُعرَف بالعادة السرية أو الاستمناء.
فما الاستمناء؟!
يشعر كثيرٌ من الناس بالحرج الشديد عند الحديث عن الاستمناء، لكن لا يمكن إنكار حقيقةِ أنَّه جزءٌ مهمّ من حياة كثيرين؛ سواءٌ أرجالًا كانوا أم نساء.
فالاستمناء هوعملية تحفيز للأعضاء التناسلية (القضيب، الخصيتين، المهبل، أو البظر) باستخدامِ الأصابع أو الألعاب الجنسية على نحو منفرد كما في الاستمناء الذاتي "self masturbation" أو بمساعدة الشريك كما في الاستمناء المتبادل "mutual masturbation"، وغالبا ما يحدث ذلك من أجل الحصول على ما يُعرَف باسم " النشوة الجنسية ". ومع ذلك؛ لا يستمني الجميع لتحقيق النشوة الجنسية فقط، فقد يرغب بعض الناس في استكشاف أجسامهم، ومعرفةِ ما يزيد متعتهم ونشوتهم الجنسية بغيةَ الحصول على تجاربَ جنسية لاحقة أفضل من ناحية الأداء واللذة، أو قد يلجأ بعضهم الآخر لاستخدامه وسيلةً للتخفيف من التوتر والقلق وتحسين القدرة على النوم وتخفيف آلام الدورة الطمثية معززًا بذلك الراحة النفسية لدى الشخص نفسه. ومن جهة أخرى؛ قد يكون الاستمناء عرضًا أساسيًّا لكثيرٍ من الاضطرابات النفسية غير الجنسية كالإحباط أو الضجر أو الشعور بالوحدة.
هل من مخاطر محتملة للاستمناء؟!
على المستوى الجسدي؛ لا يؤثر الاستمناء في الشخص المُمارِس له إلَّا في حال وجود بعض الممارسات العدوانية العنيفة في أثناء فعله، خاصّةً عند استخدام الألعاب الجنسية بطريقة غير سليمة معرضًا الأعضاء التناسلية للأذى.
أما على المستوى النفسي؛ فإنَّ للاستمناء العديدَ من الآثار تبعًا لنمط تفكير كل شخص. فمنها آثارٌ إيجابية لبعض الأشخاص، ومنها الآثار السلبية لبعضهم الآخر؛ إذ يقودهم إلى الشعور بالذنب والعار بعد كل مرة يمارسون فيها الاستمناء.
لكن؛ ما الذي يمكن أن يحدث إذا مارسنا الاستمناء ممارسة مفرطة؟! وما أبرز مسبباته؟!
عمومًا؛ يمكن القول أنَّ الاستمناء غير ضار، ولكنَّ ممارسته بكثرة قد تسبب العديد من المشكلات الجسدية وربما النفسية؛ من أبرزها:
1. قرحات على الأعضاء التناسلية: فعلى سبيل المثال؛ إنَّ الرجال الذين يفعلون ذلك كثيرًا في فترة زمنية قصيرة غالبًا ما يعانون تورمًا (وذمة) يبدو مُزعِجًا قليلًا في القضيب، ويسبب احتباس السوائل في نسج القضيب لكنّه لا يلبث أن يختفي في خلال يوم أو يومين، ويمكن أن يُسبّب الاستخدام الخاطئ للألعاب الجنسية جروحًا ونزفًا في الأعضاء التناسلية، وهو ما يحدث لدى النساء أكثر منه لدى الرجال، وإضافة إلى ذلك؛ نذكر: التعب المزمن والإرهاق، ومشكلات القذف المبكر، وآلامًا في الخصيتين، وتساقط الأشعار، وآلامَ أسفل الظهر.
ما الذي يجب فعله في هذه الحالة؟!
في حال وجدت نفسك تمارسُ العادة السرية بكثرة وشعرتَ أنَّها تمنعك من إنجاز أبسط نشاطاتك اليومية وتمنعك من الخروج مع أصدقائك، أو لاحظت أنك تخصص لها أوقاتًا معينة في اليوم لممارستها؛ عندئذٍ يجب عليك التفكير مليًّا في كيفية التحكم بتلك العادة بطريقة أكثر صحةً؛ إذ إنه بإمكانك أن تتجه إلى:
* ممارسة التمارين الرياضية كالجري والسباحة وركوب الدراجة...إلخ.
* ممارسة اليوغا والتأمل.
* الاستماع للموسيقا.
* الالتحاق بدروس تعليم الرقص وتمارين المرونة وغيرها من الحلول التي لاحصر لها، التي يمكن اختصارها في أي نشاط من شأنه أن يملأَ ذاك الوقت الزائد المهدور بممارسة العادة السرية.
ومجمل القول؛ إنَّ الإفراط في ممارسة العادة السرية يترك كثيرًا من الآثار الجانبية ومن الأفضل علاجه في وقت مبكر، خصوصًا إذا كنت تشعر أنَّ الحاجة إلى الاستمناء تؤثر سلبًا في نشاطاتك اليومية في العمل والمجتمع أو حتى مع الشريك. عندها لا تتردَّد أبدًا في التحدث إلى الطبيب أو المتخصص النفسي؛ إذ إنَّ الحلَّ الأفضل والأنسب يبقى بمساعدتهم.
المصدر:
هنا