يوم المرأة العالمي.
الطب >>>> معلومة سريعة
إنه ليوم مميز نودُّ فيه أن نضيء على إنجازات المرأة الطبيبة ومسيرتها الوعرة التي طالما كافحت من أجل إثبات وجودها فيها من أجل تحقيق أحلامها.
بداية وبإلقاء نظرة سريعة إلى ماضي البشرية؛ نجد أن التاريخ البشري حافلٌ بذكر الإنجازات العظيمة التي حققتها النساء في جميع الميادين متضمنة الطب؛ ففي مصر القديمة هناك تقارير تقول إن المرأة قد مارست طبَّ التوليد والنسائية، وكانت أول امرأة طبيبة عرفها التاريخ هي "مريت بتاح" وهي مصرية. وفي الجهة الأخرى من العالم بيَّنت تقارير مشاركةَ المرأة قديمًا في عمليات جراحية في كلٍّ من بابل واليونان وروما. ولكن في العصور الوسطى كانت تُصنَّف النساء اللواتي يُعالجن بالأعشاب ضمن لائحة الساحرات ويُوقَدن على الأعمدة.
وعلى الرغم من أنَّ وجود النساء في الميدان الطبي يعود إلى قرون قديمة مضت؛ لكنهن عانين من تسليط الضوء على إنجازات الأطباء الرجال على نحو تقليدي. وهذا التمييز على أساس الجنس ليس بجديد؛ إذ لم يسمح للمرأة بممارسة أية وظيفة طبية لقرون عدة، واقتصر دورها على كونها قابلة؛ ما دفع بعضهن إلى تحدي هذه التقاليد مع بداية عصر النهضة. والأمثلة على ذلك كثيرة؛ نذكر منها شخصية James Barry التي يُرجَّح أن اسمها كان Margaret Bulkley وادَّعت كونها ذكرًا وتقمَّصت الشخصية من أجل الحصول على قبول جامعي ومن ثم تخرَّجت طبيبًا وأصبحت جرَّاحًا في الجيش البريطاني.
استمرَّ الوضع على حاله إلى أن سُمِح للنساء بدخول المجال الطبي رسميًّا في القرن التاسع عشر. وأُقيمت أول جامعة طبية للنساء في أمريكا (جامعة بينسيلفانيا) عام 1850؛ وهي الجامعة ذاتها التي تخرَّجت فيها أول طبيبة سورية (ثبات الإسلامبولي) عام 1890.
لم تنجح كل تلك المعوقات في دفع النساء الراغبات في دخول الكليات الطبية إلى العدول عن حلمهن؛ إذ نجد أعداد النساء اللاتي يرتدن الكليات الطبية اليوم ما هي إلا في ارتفاع متزايد.
ولكن بعد تحقيق النجاح في دخول الميدان الطبي دراسةً؛ باتت المرأة الطبيبة تواجه صعوبات وضغوطات في ميدان العمل الطبي؛ فنجد عن طريق الإحصائيات أن أكثر من نصف الطبيبات 53.3% قد تعرَّضن للتمييز؛ فهن يتعرَّضن لمواقف مهينة أكثر من الأطباء ثلاث مرات، ثم إنهن يتعرضن لمعوقات في ترفيعهم الوظيفي أكثر من زملائهن الأطباء خمس مرات! ولكن في المقابل؛ لا يمكننا التغاضي عن الجهود المبذولة عالميًّا لدعم المرأة الطبيبة في مجالات عملها؛ فمن الإنجازات المُهمَّة التي تحقَّقت على هذا الصعيد: تأسيس مجتمعات طبية موجهة خصوصًا لدعم ممارسة النساء مهنتهن.
وفي الختام؛ لا بد من أن نُؤكِّد على أن النجاح في هذه المهنة يتطلَّب عوامل كثيرة لاعلاقة لها بجنس الطبيب، ولكنَّنا نُشجِّع الطبيبات النساء حتمًا ونرفع لهنَّ القبعة احترامًا لجهودهنَّ المبذولة.
المصادر:
1- هنا
2-هنا
3-هنا
4-هنا