العنوان: الجلد: حقائق، أمراض وحالات.
الطب >>>> مقالات طبية
يبلغُ وزن الجلد حوالي 6 باوندات (2.7 كغ)، ويغطي مساحةً تبلغ حوالي 18 قدماً مربعاً (1.6 متر مربع) عند البالغين، وهو يتجدد مرةً كلَّ 26 يوماً.
ما هي وظائف الجلد (الجهاز اللحافي)؟
• يُمثّل الجلد الدرع الواقي لجسم الإنسان، فهو خط الدفاع الأول ضد الجراثيم والفيروسات وغيرها من الأحياء الدقيقة، ويحميه من الإصابة بالإنتانات .
• مقاوم للبلل waterproof: حيث يمنع فقدان سوائل الجسم الهامة ويعود ذلك لوجود مادة الكيراتين Keratin وهي عبارة عن بروتين ليفي، إضافة إلى ووجود الدسم والماء وبروتينات أخرى والعديد من المعادن والمواد الكيميائية المختلفة.
• طرح الفضلات.
• تنظيم درجة حرارة الجسم ومنع حدوث التجفاف عبر تنظيم مستويات التعرّق perspiration.
• يضمّ الجلد المستقبلات الحسية المسؤولة عن نقل الإحساس بالألم والضغط وغيرها.
• يؤمّن الجلد والشعر الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
• يقوم بإفراز صباغ الميلانين melanin الذي يساهم في الحماية من الحروق الشمسية، وفي تحديد لون بشرة الإنسان نتيجة التفاعل الحاصل بين الميلانين والكاروتين والهيموغلوبين.
• تخزين الماء، الدسم والغلوكوز وفيتامين D.
يتكوّن الجلد من ثلاث طبقات من الأنسجة وتشمل: البشرة Epidermis، الأدمة Dermis، تحت الأدمة hypodermis سنتكلم عنها بالتفصيل...
أولاً: البشرة Epidermis:
تُشكّل البشرة الطبقة العلويّة من الجلد الخالية من الأوعيةِ الدمويةِ، وتتألّفُ من حوالي 40 إلى50 صفٍّ من الخلايا المُكدّسة فوق بعضها، رغمَ أنّ سماكتها لا تتجاوز 0.1 ملم، تسمّى هذه الخلايا بالخلايا الحُرشفية squamous أو الخلايا الكيراتينية keratinocytes، وهي تقوم بإنتاج الكيراتين (البروتين الليفي المقاوم للتبلّل)، حيث يوجد هذا البروتين في معظم الخلايا الجلدية عدا تلك المُبطّنة للفم، كما يُعدُّ المركب الأساسي في الشعر والأظافر.
تحوي طبقة البشرة أيضاً على الخلايا الميلانينية Melanocytes؛ التي تقوم بإنتاج صباغ الميلانين الذي يعطي للجلد لونه، بالإضافة إلى خلايا ميركل Merkel cells، التي يعتقد أنّها مسؤولة عن إحساس اللّمس، وخلايا لانغرهانس Langerhans cells التي تساعد الجهاز المناعي في مقاومة المستضدات (الأجسام الغريبة).
وإنّ الطبقة الأعمق من البشرة هي الوحيدة التي تتلقى الغذاء من الطبقة التي تحتها، وما إن يتم دفع الخلايا بعيداً عن هذه الطبقة تموت، وتصل في النهاية إلى السطح لتتقشر وتتساقط، حيث يتخلّص الجلد من ملايين الخلايا الكيراتينية الميتة يومياً.
ثانياً: طبقة الأدمة Dermis:
وهي الطّبقة المتوسطة من الجلد وتتكون فعلياً من طبقتين؛ الطبقة الحُليميّة papillary layer التي تتألف من نسيجٍ ضامٍّ رخو، وتليها الطبقة الشبكيّة reticular layer التي تتكون من نسيجٍ ضامٍّ كثيف. تؤمّن هاتان الطبقتان مرونة الجلد، مما يسمح له بالتمدد ويساهم في مقاومة التجاعيد والترهّل.
تتوضّع النهايات العصبية ونهايات الأوعية الدموية في هذه الطبقة، بالإضافة إلى الأوعية اللّمفاوية التي تزود الجلد بالسائل الحاوي على الكريات البيضاء؛ لتساعد بذلك في درء الإنتانات والأجسام الغريبة الأخرى، كما تحوي هذه الطبقة على ملحقات الجُريب الشّعري المتمثّلة بالغدد العرقية والغدد الدهنية.
ثالثاً: طبقة تحت الأدمة Hypodermis:
هي أعمق طبقات الجلد، حيث تُمثّل الطبقة العازلة التي تُساهم في حماية الأعضاء الداخلية، وتتألف من نسيجٍ ضامٍّ يُدعى النسيج الشّحمي adipose tissue، الذي يقوم بتخزين الفائض من الطاقة في الجسم على شكل دسم، كما تمر عبرها الأوعية الدموية، الأوعية اللمفاوية، الأعصاب والجُريبات الشّعرية.
وبعد أن تعرفنا على وظائف الجلد ومكوناته يبقى أن نعرف أهم الأمراض التي يمكن أن تُصيبه...
يقوم طبيب الجلديّة بمعالجة كافة الاضطرابات التي قد تُصيب الجلد أو الشعر أو الأظافر، فهو يعالج تلك الحالات الشائعة كحب الشباب والثآليل، والحالات المزمنة كالإكزيما والصدفيّة، وصولاً إلى الأمراض الأكثر خطورة كسرطان الجلد الذي سنتكلم عنه في البداية...
سرطان الجلد Skin cancer:
يضمُّ ثلاثة أنواعٍ رئيسيةٍ؛ أوّلها سرطانة الخلايا القاعدية basal cell carcinoma الأكثر شيوعاً، يترافق هذا النوع من السرطان مع تغيُّرٍ في لون الجلد، ونادراً ما ينتشر إلى أعضاء أخرى من الجسم، لكنه قد يسبب مشاكل عديدة إذا لم تتم معالجته، حيث أنّه قد يخرّب النسيج الجلدي والعظام!
وثانيها سرطان الخلايا الحرشفية squamous cell carcinoma، الذي يكون على شكل آفةٍ ملونةٍ ذات سطحٍ خشنٍ، يسبّب هذا النوع الوفاة في 10% من الحالات.
أمّا أكثر تلك الأنواع خطورة فهو ما يُسمى بـ الميلانوما؛ الذي يبدو كبقعةٍ جلديةٍ غامقةٍ نازفةٍ ومتغيرةٍ، وهو مرضٌ قاتلٌ في 35% من الحالات.
الثآليل Warts:
وهي عبارة عن نتوءاتٍ جلديةٍ غيرَ منتظمةٍ، تنجمُ عن عدوى فيروسية، وتحدث عادةً في اليدين والقدمين، وفي بعض الحالات قد تظهر بقعٌ سوداءَ صغيرةٌ داخل الثؤلول تُمثّل الأوعية الدموية المسدودة، وتُعد هذه الحالة شائعة في عدوى الفيروس الحُليمي البشري papilloma viral infection، وأفضلُ طريقةٍ لعلاج الثآليل تكون بتهييج خفيف للثؤلول ليتمكن بعدها الجهاز المناعي من تمييز الإنتان الفيروسي والقضاء عليه؛ ويتم ذلك عادةً بتجميد الثآليل أو باستعمال الليزر أو بالتهييج بالسوائل.
الإكزيما Eczema:
وتعرف أيضاً بالتهاب الجلد dermatitis، وهي حالةٌ تؤدي إلى تقشّر الجلد واحمراره وتتسبّب بحدوث حكّة، ويُمكن أن تظهر في أيِّ مكان. تحدثُ الإكزيما في بعض الحالات بشكلٍ تلقائيٍّ دون وجود عاملٍ مسببٍ، بينما تظهرُ في حالاتٍ أخرى نتيجةً لعواملَ خارجيةٍ كالتّماس مع أوراق اللّبلاب السّام مثلاً.
وأفضلُ طريقةٍ لعلاج الإكزيما هي بالتطبيق الموضعي للكريمات والمراهم المضادة للالتهاب، وتكفي الأدوية المصروفة دون وصفةٍ طبيّةٍ في تدبير الحالات الخفيفة بينما تحتاج الحالات الشديدة إلى مراجعة الطبيب.
حبّ الشباب Acne:
يَنتج حبّ الشباب في معظم الحالات عن اضطرابٍ في الشّعر والغدد الدهنية المُلحقة به، وهو يخضع للتغيّرات الهرمونية التي تبلغ أوجها في مرحلة المراهقة. يظهر حب الشباب بشكل بثورٍ حمراءَ منتفخةٍ في الوجه أو الصدر أو الظهر، ويتضمن العلاج استعمال المنتجات الحاوية على فيتامين A (retinols)، وحمض الصفصاف (لفتح المسامات المسدودة)، وبيروكسيدات البنزويل (للقضاء على البكتريا)، بالإضافة إلى الصادات الحيوية (لتقليل الالتهاب).
البُهاق Vitiligo:
تنتج هذه الحالة عن خللٍ في عمل الخلايا المسؤولة عن إعطاء الجلد لونه؛ أي الخلايا الميلانينيّة، التي قد تتعرّض للهجوم من قبل الجهاز المناعي أو قد تموت بشكلٍ مفاجئٍ دون سببٍ واضحٍ وتتوقف عن العمل، فيظهر على جلد المريض بقعٌ عديدةٌ بيضاءُ اللون، والعلاج الأفضل لهذه الحالة هو العلاج بضوءٍ خاصٍّ من قبل الطبيب.
الصّدفية Psoriasis:
هي حالةٌ التهابيةٌ تظهر فيها مناطق حمراء حاكّة ومُتقشّرة على الركبتين والمرفقين، كما يمكن أن تظهر على الأظافر، وقد تُصيب فروة الرأس أيضاً. ويُعاني حوالي 3% من الأشخاص من درجاتٍ مختلفةٍ من الصدفية علماً أنّ هذا المرض لا ينتقل بالوراثة، ويُمكن أن يترافق في بعض الحالات مع التهاب المفاصل arthritis فتسمى هذه الحالة التهاب المفاصل الصدفي psoriatic arthritis.
إنّ العلاج الأفضل للصدفية هو تطبيق الأدوية الموضعية، وقد تتطلّب الحالات الشديدة استعمال الأدوية الجهازية.
الخال (الشامة) Moles:
هي أجزاءٌ طبيعيةٌ من الجلد قد تكون مسطحةً أو مرتفعةً عن مستوى سطح الجلد، ويمكن أن تكون حمراء اللون أو بنيّة أو سوداء أو غير ذلك، لكن إذا تغيّر شكل الشّامة أو لونها أو حجمها أو في حال بدأت بالنزف ولم تُشفى تلقائيّاً خلال ثلاثة أسابيع، لابد في هذه الحالة من فحصها من قبل طبيبٍ مختصٍّ للتأكّد من عدم انقلابها إلى سرطانٍ جلديٍّ.
المصدر:
هنا
مصدر الصورة:
هنا