في عصر الطب الدقيق؛ إلى أين تتجه مهنة الصيدلة؟!
الكيمياء والصيدلة >>>> علاجات صيدلانية جديدة
مع استمرار تقدم أبحاث الطب الدقيقة وتطبيقاتها السريرية؛ أصبح اشتراك الصيادلة في هذه التطورات أمرًا مهمًّا من أجل تقديم العلاجات المثلى والمُصمَّمة خصوصًا للمرضى.
فمنذ عدة عقود حتى يومنا هذا؛ كانت التطبيقات السريرية للعلاج الدقيق رهنَ الممارسة الدائمة، مثل مراقبة الدواء العلاجي TDM، أو استخدام تراكيز الدواء في الدم لضبط جرعات المريض، استنادًا إلى الخواص الديناميكية وحركية الدواء فيه، وغيرها من التطبيقات.
ويعدُّ علم الصيدلة الجيني أحدَ أهم المجالات الخاضعة للتنفيذ حاليًّا من بين الأساليب الجديدة التي تُطوَّر، وتزداد أهميته باطّراد في مجال الطب الدقيق، وسوف يكون حاسمًا للصيادلة؛ لأنَّ العديد من الأدوية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالفروق الجينية الفردية، ممَّا يؤثر إيجابًا في كفاءة الدواء والحدّ من آثاره الجانبية.
وفي ضوء التكنولوجيا الجينومية الجديدة؛ نجدُ "التسلسل التالي للجيل القادم"، الذي سيكون مسؤولًا عن تطوير وثائق توجيهية لدمج علم الصيدلة الجيني في العمل السريري دمجًا سليمًا.
وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على 187 دواءً مختلفًا، استُخدِمَت فيها معلومات الصيدلة الجينية وتقنياتها المختلفة.
وقد نشأت ثلاثة مناهج جديدة أُخرى عن الطب الدقيق، ومن المرجح أن تُدرج في مستوى الرعاية في المستقبل، وتشمل هذه المناهج: العلاج بالخلايا التائية المتبنية adoptive T cell therapy، الميكروبيوم microbiome، والميتابولوميات metabolomics.
وحتى هذه اللحظة؛ تمثّل التقنيات التي تساعد على تقديم الدواء إلى الأهداف المقصودة تحديدًا مجالًا شائعًا للأبحاث الجارية، خاصةً ما يتعلّق منها بالأمراض الصعبة العلاج في العيادة، بسبب الاختلافات الخاصة بكل مريض؛ مثل السرطان مثلًا.
ومما سبق؛ نصل إلى أنَّ للصيادلة دورًا مهمًّا في مجال تطوير الأبحاث الصيدلانية، وسوف يؤدّون دورًا مؤثرًا في تطوير الدّقة العلاجية والعلاجات الشخصية أيضًا.
وفي بلداننا العربية؛ يتمثل التحدي الأكبر في تحقيق التدريبات الكافية في مجال الطب الدقيق، وتوفير فرص التعليم المختلفة التي تبقي الصيادلة على اطلاع دائم بأحدث التقنيات السريرية والأبحاث المختلفة.
المصدر: هنا