هولدا ريجر كلارك ( Hulda Regehr Clark) باحثة علمية مستقلة أو كما تصف نفسها؛ إذ نالت شهادة الماجستير من جامعة ساسكاتشوان( Saskatchewan) في كندا، وشهادة الدكتوراه في علم وظائف الأعضاء من جامعة مينيسوتا (Minnesota )، إضافة إلى تخصُّصِها في علم الحيوانات.

ادَّعت هولدا أنَّ الأمراض المستعصية -مثل السرطان بكل أنواعه، والإيدز، وبعض الأمراض  الخطيرة- يمكن أن تحدث بسبب الملوثات والسموم والطفيليات، ويمكن علاجها ببساطة عن طريق التخلص من هذه الكيماويات والسموم و الطفيليات.

ووَرَدَ في كتابها "علاج لكل السرطانات" أنَّ أنواع السرطان جميعها متشابهة، وتحدث بسبب طفيلي واحد يوجد داخل المعي البشري، وإذا قُتِل هذا الطفيلي سيتوقف السرطان على الفور!

يعيش هذا الطفيلي عادة في الأمعاء، وقد يتسبب في ضرر مثل التهاب القولون، أو مرض كرون أو متلازمة القولون العصبي، أو قد لا يسبِّب الضرر إطلاقاً، ولكن إذا ما غزا عضواً مختلفاً مثل الرحم والكلى والكبد، فإنَّه يؤدي إلى كثير من الأذى، فإذا استقر في الكبد مثلاً سيؤدي إلى السرطان!

وبكل وضوح قسَّمت هولدا عملية الشفاء إلى ثلاث مراحل:

1- اقتل الطفيلي (الدودة المعوية).
2- تخلَّص من الكحول البروبيلي من كبدك؛ إذ تُعدُّ الكحول البروبيلي من المثبتات لطفيلي السرطان في الكبد.
3- طرد المعادن الشائعة والسموم من جسمك.

دعمت هولدا أقوالها باستخدام النباتات؛ إذ استخدمت القرنفل والجوز الأسود والأفسنتين (شجرة مريم) والأحماض الأمينية التي ستحسن من الأداء والتأثير الشفائي للوصفة.  

وبعد  الدعايات الترويجية التي أجرتها من أجل نشر طريقة علاجها الجديدة، ابتكرت بعد ذلك جهازَين عديمَي القيمة، وأطلقت عليهما:

1- Syncrometer  سنكروميتر: جهاز يستطيع كشف المناطق المصابة والسموم  في الجسم، وذلك عن طريق إصدار الجهاز أصوات معينة، وتشير  إلى المنطقة المصابة بالسرطان.
2- Clark’s Zapper  (كلارك زابر): هو جهاز منخفض الجهد، ادَّعت كلارك أنَّه قادر على القضاء على الفيروسات والبكتيريا والطفيليات بالطاقة الكهربائية، ويعتمد استخدامه على فكرة كلارك؛ أي أنَّ الكائنات الحية جميعها تبثُّ مجموعة مميزة من الترددات الراديوية، ويمكن للجهاز  إصدار ترددات مضادة تقتل الكائنات الحية غير المرغوب فيها، ولا يحتوي أي من الجهازين على أيَّة قيمة تشخيصية أو علاجية حقيقية، ويبلغ سعر الجهاز الواحد بين 10 دولارات و 200 دولار!

وفي عام 1999 أُلقي القبض على كلارك في سان دييغو في كاليفورنيا، بتهمة ممارسة الطب دون ترخيص، وبعد فترة قصيرة رفع مريض سابق دعوى ضد كلارك بتهمة الاحتيال والإهمال، فأُعطي المريض نتائج مضللة تثبت تحسنه، لكن في الواقع لم يتحسن المريض إطلاقاً، بل ازدادت حالته سوءا .

وفي ديسمبر 2001،  سُوِّيت القضية بعد عدة تحقيقات باتفاقٍ نصَّ على أن لا  تُنشر أيَّة إعلانات مضللة من قبل كلارك أو أيَّة شركة داعمة لمنتجاتها، وفي 3 سبتمبر 2009، انتهت حياة  كلارك بعد معاناة مع الورم النخاعي المتعدد ومضاعفاته، وهو شكل من أشكال الأورام اللمفاوية التي تصبح فيها خلايا البلازما وفيرة في النخاع العظمي، ومع زيادة حجمها فهي تدمر العظام المحيطة بها، التي تطلق كميات كبيرة من الكالسيوم في مجرى الدم، إضافةً إلى أنَّها تمنع تكوين خلايا الدم الأخرى، ممَّا يؤدي  في نهاية المطاف إلى فقر الدم وضعف المناعة الشديد، لتكون نهايتها مع هذا المرض الذي ادَّعت أنَّ لديها الطريقة المثلى في شفائه.

ربما إن حاولتَ لفت أنظار الجميع إلى شيء كاذب فإنَّك ستُحاسب لا محالة، بل ستقع بما كذبتَ به، ليبقى السرطان المرض المسيطر على الأبحاث العلمية كلها إلى وقتنا هذا.

المصادر:
هنا
هنا