أطفال الشوارع
علم النفس >>>> الأطفال والمراهقين
يشمل مصطلح أطفال الشوارع كل طفل تحت عمر ال 18 عامًا ويتخذ الشارع مكانًا للعمل أو للإقامة، فيكون الشارع مكانًا للعمل واللعب والنوم والعيش، إضافة إلى فقدانه رعاية شخص بالغ وحمايته.
إنّ وجود الأطفال في الشارع له مستويات هي:
-الأول: أطفال في خطر كبير:
هم أطفال يعيشون في المنزل، ولكن في بيئة يُحرَمون فيها من ضروريات الحياة الأساسية ويغلب عليها الفقر المدقع ونقصان الرعاية الوالدية والخدمات الأساسية.
-الثاني: أطفال في الشارع:
هم أطفال يقضون معظم يومهم في الشارع بهدف العمل ولديهم أسر، لكنّ الهدف الأساسي لوجودهم هو تأمين المعيشة، والغالب أنّ هؤلاء الأطفال لا يذهبون إلى المدارس بسبب العمل المستمر، وقد لا يستطيع بعضهم العودة إلى المنزل إلا بعد تحقيق مستوى معين من المال المطلوب، ولا يكون لهم في هذا المال أيّ نصيب إلا ما قل.
ويعمل بعضهم باعة حلويات أو يعملون في تنظيف الأحذية أو يجولون الشوارع للتسول والخ..
-الثالث: أطفال الشوارع:
هم الأطفال الذين يتخذون الشارع منزلًا لهم، ويكون معظمهم يتيمًا أو مُتخلَّى عنه أو هاربًا من عائلته، وقد قضى هؤلاء الأطفال وقتهم في الشارع فتعلموا ما يسمى ب "أخلاقيات الشارع" بسبب بعدهم عن أهم الشبكات الاجتماعية؛ الأسرة والمدرسة.
شكل الحياة عند أطفال الشوارع:
ينام أطفال الشوارع عادة في أماكن تكون قريبة من الطعام والمال كي يكون المكان قريبًا من مكان عملهم، ويختار الأطفال النوم في أماكن بعيدة عن عيون الشرطة ولا يعتمدون مكانًا واحدًا للنوم فهم ينتقلون من مكان إلى آخر.
وفي معظم الحالات لا يهتم الأطفال بنظافتهم الشخصية لصعوبة الوصول إلى الماء أحيانًا أو عدم تبنّيهم هذه العادات بسبب اعتمادهم على أنفسهم فقط في المعيشة أحيانًا أخرى.
مشكلات وصعوبات يعانيها أطفال الشوارع:
يكون أطفال الشوارع معرضين للأمراض وخاصة الجلدية منها، ويصعب عليهم الحصول على الخدمات الصحية المناسبة بسبب عدم وجود من يرعاهم، ويفتقد معظمهم مهارات التعليم وأساسياته فمصدر معلوماتهم الوحيد هو الشارع، إضافة إلى أنهم يجدون صعوبةً في تأمين الطعام والشراب ومكان النوم وفي الحماية من البرد القارص.
كذلك يكونون عرضةً للاستغلال الجسدي والجنسي من قبل أفراد العصابات الذين يكونون أكبر سنًّا منهم وأكثر قوة وسلطة، فيستدرجونهم بشتى الوسائل لاستخدامهم في الحصول على المال.
ومن المعروف أنّ أسلوب حياتك ومحيطك يحددان هويتك النفسية، فما بالك بمن يفتقرون في حياتهم إلى أبسط مقوماتها وأهمها ويفتقدون الشعور بالأمان؟! علمًا أنّه سيكون لهذا الأمر عواقب نفسية حتمًا.
ناهيك عن تعرضهم لتعاطي المخدرات وإدمان العقاقير واستخدام الإبر، وقد يتورطون في علاقات جنسية وسلوكيات خطِرة ترفع من احتمالية إصابتهم بالأمراض المنتقلة عن طريق الجنس وقد يتعرضون للاغتصاب، ولهذه المخاطر عواقب نفسية حتمًا؛ إذ يصابون باضطرابات نفسية عديدة يترأسها الاكتئاب ويحتاجون خدمات تتعدّى تأمين مسكنٍ آمن وحسب.
ومن أجل التصدي لهذه المشكلة والتعامل معها؛ تُخلَق برامج تلبي احتياجات الأطفال الأساسية، ومنها ما يقدم خدمات ذات مستوى أعلى مثل خدمات الرعاية الصحية والعقلية والتخلص من الإدمان وخدمات المشورة النفسية والعودة إلى المدارس ولمّ الشمل.
وتحصل هذه البرامج على التمويل من قبل التبرعات من جمعيات خيرية أو الاتفاقيات مع منظمات معنية أو من منح الدولة، علمًا أنّ أكثر ما يجذب أطفال الشوارع لهذا النوع من البرامج هي الحاجة الماسّة إلى الحصول على الخدمات الأساسية كالطعام والمنامة واللباس والحماية.
ويكون الأطفال الأكثر عرضة للخطر في الشارع أكثرَ ميلًا إلى الحصول على الخدمات الأساسية فقط مقارنةً بأولئك الذين يكونون أقل خطرًا وأكثر رغبة وتعاونًا في الحصول على الخدمات الأعلى مستوى، كذلك تكون الفتيات أكثر تقبّلًا للالتحاق بهذه البرامج من الذكور، وتُعدّ مشكلات الإدمان والمخدرات من أكثر المشكلات التي تمنع الأطفال والشباب من الالتحاق بهذه البرامج.
ويميل الأطفال إلى الاقتداء بأقرانهم الذين سبقوهم في الالتحاق بهذه البرامج، ويميلون إلى مراكز الإيواء التي تتقبّلهم كما هم ولا تفرض شروطًا قاسية عليهم كالملاجئ وعيادات معالجة الإدمان التي تفرض عليهم القوانين الصارمة فيتسرّبون منها.
إنّها أزمة ثقة يعانيها أطفال الشوارع مع الجهات التي تقدم لهم الرعاية؛ إذ يملك أغلبهم ذكريات سيئة مع الكبار الذين كانوا سببًا في تشردهم بشكلٍ أو بآخر، أو تعرضوا للأذى والاستغلال من أحد البالغين، إضافة إلى معاملتهم بقسوة من قبل رجال الشرطة في كثير من الأحيان، ولذلك؛ تُعدّ صفات العاملين في هذه البرامج من أهم العوامل التي تبقي الأطفال والشباب فيها وأهمها: الاهتمام، وعدم الحكم على الأطفال، والانفتاح، والمشاركة، وإظهار الثقة، وتشجيع الشعور بالانتماء، وتعزيز الاستقلال والكفاءة الذاتية. فضلًا عن أنّ مواصفات المكان مهمة للغاية مثل النظافة والسرّية والراحة والأمان وصالات الترفيه والتدريب.
عمومًا، يُعدّ تضافر الجهود للتقليل من هذه الظاهرة وحماية هؤلاء الأطفال أمرًا مهمًّا للغاية، فيجب العمل على خلق توازن بين التدابير الوقائية واستجابات التعامل مع هذه الظاهرة، ومن هذه الإجراءات: التوعية، والاهتمام بالرعاية الاجتماعية، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، والاهتمام بالوثائق الرسمية الخاصة بالأطفال، والعمل على الوساطة الأسرية، وإتاحة فرص عمل وكثير غيرها من النواحي الاجتماعية والقانونية والنفسية والصحية.
ولا ننسى أنّ هؤلاء الأطفال يواجهون مصاعب شتَّى ويتعرضون لأنواع شديدة من الأذى والألم يوميًّا، فهم ضحايا المجتمع وبحاجة ماسّة إلى مساعدتنا وحمايتنا.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا