التسويق بعدسة علم الأعصاب
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
بمعنى اخر، إن كنت مسوّقاً فإن هدفك الأول هو مساعدة شركتك على التوسع والانتشار وبيع المزيد من المنتجات، ومن دون مجهوداتك فإن الصنف أو الشركة ستذبل وتنهار بسرعة.
ولأنه من الضروري لكل شخص ان يروج لمنتجه او شركته او حتى فكرته، نقدم لكم مفاتيح من علم الأعصاب تصنع صاحب نفوذ قادر على انشاء حملات تسويقية مقنعة وذات تأثير.
من أول المؤثرات التي لا خلاف حولها في هذا المجال هو التعاطف. فهو الصلصة السحرية التي تعطي القصص القوة، وهذا ينطبق على الاعلانات المباشرة أو غير المباشرة.. فعندما تفكر بالتعاطف فإن ما يخطر ببالك هو مساعدة جارك أو عمل خيري أو قصة تمزق القلوب..
إلا أن قوة التعاطف لا تكمن هنا فحسب، فقد أظهرت الأبحاث في علم الاعصاب اكتشافاً مذهلاً، وهو أنه توجد علاقة معقدة بين مشاعر التعاطف ومجموعة فرعية من الخلايا العصبية الحركية في الدماغ. فقد تبيّن أنّ قدرتنا على الإحساس بألم وسعادة الآخرين تُحفز من مجموعة من الخلايا العصبية تدعى بالخلايا المرآة.
اكتشفت هذه الخلايا الاحادية لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي بالصدفة عندما كان باحثون ايطاليون برئاسة الدكتور جياكومو ريزولاتي’Giacomo Rizzolatti’ يقومون بزرع الأقطاب الكهربائية في الباحة امام الحركية لقشرة دماغ قرود المكاك بنيّة دراسة الخلايا العصبية المتخصصة بالتحكم في حركات اليدين والفم.
حيث ظهر هذا الاكتشاف الغريب حينما قام أحد الباحثين بترك أحد القرود موصولاً بجهاز الرسم الكهربائي للدماغ وقام الباحث نفسه بالتقاط قطعة من الطعام وأكلها ولاحظ أنّ 10% تقريباً من خلايا القرود العصبية التي تتنبه عادةً عندما يأكل القرد، قد تنبهت بمجرد مشاهدة القرد للباحث وهو يأكل..ً!.
هذه الملاحظة البسيطة غيرت بشكل عميق طريقنا لفهم كيفية عمل الدماغ، وكيف أن هذه الخلايا العصبية هي السبب الرئيسي للإحساس بوجع أحدهم أو فرحه حينما نراه يقوم يعمل لأننا نتخيل أنفسنا نقوم به..
إن القدرة على فهم ومشاركة مشاعر الآخرين تعد المتحكم الرئيسي ببعض أهم وسائل الاعلام المنتشرة حول العالم اليوم، ومبدأها هو انك إذا كنت قادراً على تغيير حالة أحدهم العاطفيّة بشكل كبير فإنهم سيقومون بمشاركة تجربتهم مع الآخرين وبالتالي سيقومون بنشر رسالتك..
قبل أن تبدأ بتوبيخ نفسك، لا تقلق فلست الوحيد الذي تقع في فخ هذه الخدعات الاعلانية، فالحقيقة هي أننا مبرمجون على الانجرار وراء القصص العاطفية.
يوجد أيضاً سبب عصبي اخر وراء نجاح قصص كهذه وهو ظاهرة ‘الاقتران العصبي’.
فمنذ بضعة سنوات، خطط الدكتور النفسي يوري هاسون ‘DR Uri Hasson’ وفريقه في جامعة برنستون 'Princeton University’ لاستكشاف ماذا يحدث تماماً في عقولنا عندما نسرد أو نسمع قصة معينة، واكتشفوا أنك عندما تستمع لقصة مثيرة، فإنّ أنماط التجاوب في دماغك تصبح مشابهة بشكل ملحوظ لراوي القصة مع تأخير طفيف في التواقت.
اي أنك في الواقع تحصل تماماً على نفس طول الموجة العصبية للشخص الذي يروي لك القصة بفضل ظاهرة الاقتران العصبي الرائعة..
اذا، الى أين يقودنا هذا في موضوع التسويق؟
كما يقترح الدكتور يوري فإن التواصل هو عملية معقدة يحاول فيها كل من دماغي الراوي والمستمع الاقتران والاندماج، مما يجعل وظيفتك كمسوق أن تتأكد من أن قصتك أو رسالتك مقنعة وتدغدغ المشاعر لدرجة أن الناس سيلتقطوا اشارتك ولو كانت في بحر من الضوضاء.
المصدر: هنا...
مصدر الصورة : هنا