فنُّ إدارة الوقت
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
كعجلة.ٍهو.. وضَعَنا -نحن البشر- في مركزه، وما إن دارت العجلة حتى تولَّدَتْ حركة لولبية كانت الرابط بيننا (المركز) وبين محيطنا.. ومن هذه الحركة قُسّمت السنة إلى أيام وساعاتٍ وثوانٍ وأجزاء من الثانية، حتى دخل الوقت في كل تفاصيل يومياتنا فبتنا أصدقاء الشمس باحثين بين شروقها وما بعد غروبها عن دقائق نكرّسها لزيادة إنتاجية عملنا.. ومن هذا الرابط وأهمية إدارته انطلق موضوع مقالنا…
فإدارة الوقت؛ هي القدرة على التخطيط والتحكم في كيفية قضاء الساعات في اليوم لتحقيق الأهداف تحقيقًا أفضل وأكثر فعالية، ولكن تعترضنا في سبيل ذلك مشكلتان؛ الأولى: سوء إدارة الوقت (ضياع الوقت) المتعلق بالتسويف أو مشكلات الانتباه أو المقدرة على ضبط الفكر؛ إذ يشجع علماء النفس التنظيميون فكرة إنشاء بيئات تعزز الكفاءة والإنتاجية معتقدين أنّ المحيط الأمثل هو المفتاح. وعلى الرغم من وجود اختلافات نسبية بين الأذواق؛ فيفضِّل بعض الأشخاص المكان الأنيق والمكتب المرتب في حين يجد بعضهم الآخر الأناقة في الفوضى ويطلق عليها الفوضى المنظمة..
أما مشكلتنا الثانية فهي شائعة وتحجز مكانًا بين جداولنا ألا وهي المماطلة في التخطيط، فوجد الباحثون ميل الناس إلى المبالغة في تقدير المدة اللازمة لإنجاز عمل ما، أو إلى تقليل الوقت المطلوب لإكمال المَهمّات الصعبة، ففكرة عدم وجود ساعات كافية في اليوم تشعرنا بالارتباك..
وانطلاقًا من هاتين المشكلتين وغيرهما لجأنا إلى أبحاث ودراسات أغنتنا بإستراتيجيات تبدو بسيطة نظريًّا ولكنها عند التطبيق تتطلب جهدًا وإرادةً ودقة.. ففي الخطوة الأولى من أي عمل نود النجاح فيه لا بد لنا من تقييم أنفسنا أولًا؛ أيّ أن نكون على معرفة تامة إلى ماذا نميل وذلك عن طريق تدقيق وقتنا بعين المُراقب الدقيق وبأن نضع أنفسنا تحت المراقبة في تجرِبة مدّتها أسبوع فنختبر فيها عدة أمور نذكر منها:
١- الوقت والمكان المناسبان لتقديم أفضل إنتاجية.
٢- الوقت المُستغرق لأية مَهمّة نؤديها.
٣- كيفية استعدادنا للعمل عن طريق التفكير فيه قبل البدء.
٤- "التسويف" هل هو من صفاتنا؟!
٥- مصدر الإلهاء الذي يصرفنا عن أداء واجباتنا.
٦- الوقت الذي نقضيه في الاستراحة، سواء (استحمامًا أم تناول طعام أم غسل الأيدي… كل ما نفعله) عن طريق هذه الأمور وإعطائها من انتباهنا كل يوم وذلك مدة سبعة أيام كفيلة بمنحنا الشعور بالرضا عن كيفية قضائنا الوقت، ومما توصلنا إليه نكون قد شكلنا خلفية واضحة أمام أعيننا عن أنفسنا نستطيع من بعدها رسم خطط نحفظ فيها وقتنا..
فالخطة أو جدول تنظيم الوقت ليس غريبًا على أحد وإنما -عادةً- ينقصه لمسات الجديّة، فدعونا نركّز على الأولويات ونقسّم المَهمة الصعبة التي تتطلب جهدًا ووقتًا طويلًا لفترات تحتضنها أيام فليس من الضروري أن تُنجز المَهمّة سريعًا وإنما المهم ألّا تأخذ أكثر من وقتها، والأهم من ذلك أن نكون صريحين كفاية مع أنفسنا أولًا ومع جدولنا الذي يحتوي وقتنا ثانيًا وذلك عن طريق وضع الوقت والتوقيت المناسبَين لكل مَهمّة أو عمل..
منطلقين من فكرة احترام كل ما يُكتب في هذا الجدول المُنظم وبتكرار ذلك سنكون في وضع حرج عند عدم التزامنا بالمدة المحددة لعمل معين.. وهنا لا بد من إلقاء الضوء على فكرة شائعة جدًّا تربط بين الحالة التحفيزية للشخص وقدرته على إتمام مهمّة مطلوبة منه؛ في الحقيقة ليس للتحفيز دورًا رئيسيًّا بتنفيذ أيّ عمل وإنما في كثير من الأحيان تتبّع الفعل يولد عادة وتتبّع العادة يولد سلوك وما إن نفعل هذا السلوك بوقته المناسب ولكنه من المحتمل جدًّا أن نُفاجأ بتجدد اهتمامنا به لمجرد إحراز تقدم ولو بسيط؛ لذلك دعونا نبدأ بالاستفادة من الوقت الذي بين المَهمّتين الذي يطلقون عليه مسمى "الوقت المستقطع" فـ ١٥ دقيقة تسبق موعدًا لن تدعوك أبدًا لتتفقد حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي وإنما تهمس لك لإنجاز جزء من عمل مطلوب منك قد يعلن إنجازه في نهاية اليوم، فيكون بذلك الوقت المستقطع خير صديق…
ولا ننسى أن نلفت انتباه القارئ المُهتم إلى نقطتين مهمتين؛ الأولى: أخذ أوقات راحة أو ما يسمى بمكافأة النفس، فحقًّا بوجود الحوافز تبقى متحمسًا..
والثانية: لا تبخل في جدولك على نفسك من أن تزوّده بوقت مخصص للأكل والرياضة فتناول الطعام بهدوء والتغذية الصحيّة وممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لها دور كبير في تركيز وزيادة القدرة على تقديم أفضل عمل…
أما طلابنا الأعزاء الذين يشكون من قضاء وقتهم على الإنترنت نقول لكم لقد وجدنا تطبيقات تحظر مواقع معينة في أوقات محددة.
وفي النهاية؛ لا يمكنك إضافة ساعة إلى يومك ولكن يمكنك تجربة أساليب جديدة لإدارة وقتك..سواءً كنت من مضيعي الوقت أم من مكتسبيه ستعترف بأن الوقت معطاء لمن يُحسن ترتيب حياته والسير في عجلته…
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا