ماذا لو تركنا القرار لعلم النفس؛ ولادة طبيعية أم قيصرية؟
علم النفس >>>> الصحة النفسية
من هذه الفكرة وانطلاقاً من مخابر الكيمياء الحيوية التي ربطت ما بين طريقة الولادة والتغيرات الكيميائية والبنيوية في الجهاز العصبي المركزي كشفت بدراساتها الحديثة عن وجود تغيرات في نشاط عمل المخ عند الولادة الطبيعية توافقت مع ملاحظة تراجع وظيفي في عمل الحصين (Hippocampus) ، ومن الدراسات الكثيرة التي عدَّت أن التطور النفسي عند الأطفال بات مجالاً من مجالات علم الصحة العام لدور الحالة النفسية في المشكلات العقلية التي تظهر في سن المراهقة وتمتد لسنوات بعدها معلنة عن نفسها بآثار صحية تنعكس في الأداء والسلوك الاجتماعي ...
وصل مقالنا إلى أول دراسة قدمها فريق البحث الطبي والنفسي في جامعة Malaga حيث أجروا التحليل النفسي المرتبط بنوع الولادة وطبيعتها القيصرية أو المهبلية. انطوت هذه الدراسة على ١٦٠ توءماً ولدوا في مستشفى (Materno infants in Malaga) ٥٥ ٪ منهم ولدوا ولادة طبيعية، و ٤٥٪ منهم ولدوا ولادة قيصرية. تضمنت دراستهم هذه الخطوات:
الأولى كانت اختبار ذكاء الأطفال المشاركين من حيث النمو العصبي النفسي والتربوي النفسي.
أما الثانية فقارنت نتائج المرحلة الأولى مع معلومات عن متغيرات التوليد والفترة المحيطة بالولادة كنوعها أو مشكلاتها أو عمر الأم أو وزن حديثي الولادة.
وجدت هذه الدراسة علاقة بين الأطفال الخاضعين لهذه الاختبارات والولادة القيصرية، واقترحت وجود سببية بينهما…
فقد أثبتت دراسات حديثة أن العملية القيصرية الإسعافية تحمل لمولودها احتمال التأخر الوظيفي الحركي في التسعة الأشهر الأولى.
ولكن على الرغم من المخاوف والصعوبات التي قد تحيط بالولادة القيصرية، لكنها مقصد وباب يُطرق لحل الكثير من المشكلات الصحية التي تعترض الولادة الطبيعية، فكانت الخيار الأفضل من الولادة المهبلية المُحرضة (بالكورتيزول وزيادة الإجهاد)، وكثيرة هي المجموعات التي خضعت لدراسات وتحاليل نفسية أفادت نتائجها بعدم ارتباط الولادة القيصرية بظهور أعراض الاكتئاب وغياب التقدير الذاتي في مرحلة المراهقة ..
أما إن نظرنا من الناحية البيولوجية فمنذ القرن التاسع عشر اعتُرِفَ بأن للقناة الهضمية تأثيراً مهماً في الصحة النفسية وذلك ما أكدته دراسات في علم البيولوجيا عن طريق تدخل هذه الميكروبات في الجهاز المناعي والمسارات العصبية والغدد الصماء، ومن ثم على عمل المخ وانعكاسه على السلوك؛ فكانت دافعاً مشجعاً للولادة الطبيعية (المهبلية)؛ إذ تكسب الطفل ميكروبات مهبلية تساعد جهازه الهضمي، في حين أن الولادة القيصرية قد تكون أصعب في فرصة الطفل من اكتسابها، لذلك نسبت الدراسات للأطفال المولودين بالطريقة القيصرية احتمال الإصابة بالحساسية والربو والسكري عند التقدم بالعمر أكثر مقارنة بالمولودين ولادة مهبلية...
وفي الختام أجرت جمعيات كثيرة ودراسات عديدة تحليلات وفحوصات، آملة بذلك أن تغطي موضوع العلاقة بين طريقة الولادة وأثرها النفسي في الطفل؛ إذ إن جميعها أجرت جمع نتائج ومقارنات، ولكننا بحاجة ماسة لدراسة مستقبلية جادة تتعقب أثر ما توصلنا إليه لتظهر لنا نقاطاً واضحة صحيحة نعتمد عليها في مجالي الطب النفسي وعلم النفس.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا