ذهان الطفولة
علم النفس >>>> الأطفال والمراهقين
يشير الذهان -في أضيق تعريفاته- إلى وجود أوهامٍ أو إهلاسات، وبتعريفاتٍ أوسع يُعدُّ مظهراً من اضطرابات التفكير أو السلوك أو الإغماء التخشّبي (الجامود). غالباً ما يَقلق أفرادُ الأسرة -وخاصةً الأباء- من كون الأطفال الذين يُبدون أوهاماً أو إهلاساتٍ مصابين بالفصام (سكيزوفرينيا)، ولكن لحسن الحظ فإن معظم أشكال الذهان عند الأطفال والمراهقين ليست بسبب الفصام الذي يعني اضطراباً ذهانياً مزمناً يبلغ معدَّل انتشاره في جميع أنحاء العالم 0.46%؛ وهو مرضٌ عصبيٌّ واسع النطاق، وغالباً ما يكون مدمِّراً.
وهكذا فإن الأعراض الذهانية في مرحلة الطفولة -بدلاً من أن تكون نذيراً بالفصام- مصاحبةٌ على الأرجح لحالاتٍ نفسيةٍ أخرى مثل الاكتئاب الشديد أو الاضطراب الثنائي القطب أو الحالات الفصامية، ويجب تمييز الفصام في الطفولة عن الاضطرابات النفسية الأخرى لما له من أثرٍ علاجيٍّ مهم.
ما أكثر الأعراض شيوعاً؟
سماعُ صوتٍ أو عدة أصواتٍ من أكثر أعراض الذهان شيوعاً. ولدى الشخص الذي يسمع الصوت؛ فإنه يبدو كصوتٍ من خارج رأسه، من شخصٍ لا يستطيع رؤيته ولكنه يسمعه جيداً. ويُبدي هذا الصوت تعليقاتٍ سلبية باستمرار، أو يطلب من المصاب الإتيان بتصرفاتٍ خاطئة، ما يضعه في حالة صراع داخلي: إما أن يسمع التعليمات، وإما أن يتجاهلها، وإما أن يتحدّث إلى الصوت.
من العلامات الأخرى الشائعة ازدياد القناعة بأن الأفكار التي يتلقّاها تبعثها قوىً خارجية.
ثالث علامةٍ شائعة هي الاستجابة غير المنطقية والغاضبة جداً أو الخائفة تجاه الأشخاص المُحبِّين، كالاقتناع بأن شيئاً ما سيئاً سيحدث.
قد يختبر الصغار هذه الأعراض في النهار بصورةٍ متقطِّعة، أو في أثناء الليل. فعدمُ الرغبة في النوم دليلٌ على وجود اضطراباتٍ بالنوم، وهي نتيجةٌ شائعةٌ لهذه الأعراض المُفزِعة ويدعم استمرارها.
كيف يمكن التعامل معه؟
يمكن أن تساعد التقنيات المعرفية السلوكية (العلاج السلوكي المعرفي) التي تُقيِّم المعتقدات أو التفكير عن التفسيرات المحيطة بتصوّرات المريض لتغيير السلوك أو نمط التفكير. هذه التقنيات تُستخدم في المنزل والمدرسة ومع أصدقاء المريض، وقد تسمح له بتوظيف منهجٍ موحَّدٍ للتفاعل مع ما يحدث حوله عن طريق تقليل المفاهيم الخاطئة عن الأحداث والعلاقات اليومية.
والأدوية من أهمِّ الخطوط العلاجية في تدبير الذهان، ويُطلَق عليها اسم "مضادات الذهان"، وقد يحتاج المريض إلى تناول هذه الأدوية على المدى الطويل لكي تعمل بفاعليةٍ عالية. وكما هو الحال مع الأدوية عامةً؛ فإن عدداً من التأثيرات الجانبية قد يحدث. وباستطاعة الطبيب النفسي تقديم المشورة بشأن ماهية هذه الآثار وما يمكن عمله للمساعدة. ومن الواجب موازنة خطر الآثار الجانبية مع خطر الآثار الضارّة للمرض نفسه على حياة الشابِّ أو الطفل، واتخاذ قرار البَدء بالعلاج الدوائي بناءً على مشورة الطبيب المختص.
من المهم الإشارة إلى أن التشخيص المبكر للذهان يؤدي دوراً كبيراً جداً في المعالجة الفعّالة لهذا المرض؛ فالكشفُ المبكر يسرّع الشفاء ويقلّل الضرر على المدى الطويل. وعند الشك بأن الطفل يعاني الذهان؛ يجب على الأهل ألّا يتورَّعوا عن زيارة طبيبٍ نفسيٍّ في أقرب وقتٍ ممكن.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا