تعدُّ ممارسةُ التمارين الرياضية من الأمور المهمة في حياة الإنسان للتمتع بصحة جيدة وتجنب العديد من الأمراض، وتعدُّ  تمارين اليوغا من أنواع التمارين التي أَحدثت مؤخراً ثورةً في عالم الرياضة والمحافظة على الصحة.

اليوغا هي ممارسة للعقل والجسم، وتجمع بين التحكم في النفس والتأمل للمساعدة على الاسترخاء، والحركات (الوضعيات) لتمدد العضلات وتقويتها وتحسين الصحة العامة وتعزيز المرونة والتوازن. 

وما يميز اليوغا عن معظم برامج التمرين الأخرى أنَّها تركز كثيراً على اللياقة العقلية كما تركز على اللياقة البدنية، وطُوِّرت حتى أصبحت ممارسة روحية منذ آلاف السنين، وتأثرت اليوغا بالممارسة الهندية القديمة  "هاثا يوغا "hatha yoga؛ وهي مصطلح اليوغا الواسع وتشمل كُلاً من التنفس والوضعيات التي تتضمن الثبات بوضعيات تمطّط ، وتعدُّ نوعاً من التمارين الجسدية القليلة التأثير، وتستخدم غالباً لأغراض علاجية. 

أشارت العديد من الأدلة إلى أنَّ "الهاثا يوغا hatha yoga" تساعد على تحسين النتائج الصحية ولكنها لا تؤدي إلى الشفاء التام، وتعدُّ شكلاً من التمارين البدنية الخفيفة المضافة إلى الرعاية الكاملة.

نعرض فيما يأتي تأثير هاثا يوغا في بعض الأمراض الجسدية والنفسية:

• القلق والاكتئاب: أشارت الأبحاث الأولية إلى أنَّ الهاثا يوغا قد تكون فعالة في تدبير الاكتئاب؛ إذ تعدُّ التمارين والتأمل الذهني مفيدة، وعلى الرغم من أنَّ هذه الأبحاث مشجعة لكنها عانت  قيوداً منهجية جوهرية.
• قصور الانتباه وفرط الحركة: لا فائدة .
• الخرف: قد تساعد برامج التمارين الرياضية المصابين بالخرف على أداء أنشطتهم اليومية.
• الأرق: هناك بعض الأدلة التي تدعم اليوغا بوصفها علاجاً بديلاً للأرق، لكنها ليست ذات نوعية جيدة وليس من الواضح إذا كانت اليوغا أفضل من الاسترخاء العام.

في حين أظهرت ممارسة اليوغا في حالات الصحة البدنية أنَّه:

• آلام الظهر: تكون الهاثا يوغا فعالة في آلام الظهر المزمنة وليست الحادة.
• ضغط الدم: على الرغم من وجود بعض الأدلة التي تشير إلى أنَّ هاثا يوغا قد تساعد الأشخاص الذين يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم، لكنَّ هذا الدليل ضعيف للغاية عند أيَّة توصية.
• السرطان: قد تحسن ممارسة هاثا يوغا من جودة الحياة عند مرضى السرطان، وليس لها أيُّ تأثير في المرض الأساسي.
• الصرع والأعراض المتعلقة بسن اليأس: لا فائدة من تمارين اليوغا في معالجتها أو تخفيفها.
• مرض الروماتيزم: توجد أدلة ضعيفة فقط لدعم استخدام هاثا يوغا بوصفه علاجاً مكملاً لمساعدة الأشخاص المصابين بالأمراض الروماتيزمية، ولا يُعرف الكثير عن سلامة هذا الاستخدام.

 ناقش" فان دير كولك  Van Der Kolk" الفوائد العلاجية لليوغا، ويُبيِّن أنَّه نظرًا إلى أنَّ تنظيم الحركة البدنية يمثل أولوية أساسية في الجهاز العصبي، فإنَّ التركيز على الوعي بالحركة البدنية وتطويره يمكن أن يؤدي إلى تحسين التزامن بين العقل والجسم، ويقول أنَّ هذا مفيد خاصة عند أولئك الذين يعانون من حالات نفسية مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، ولأنَّ الإحساس المحسَّن بالارتباط بين العقل والجسم يؤدي إلى تعزيز السيطرة والفهم للأحاسيس الداخلية وحالة الوجود. 

على الرغم من أنَّ اليوغا آمنة بصفة عامة، لكنَّها مؤذية إذا أدَّيتها بطريقة غير صحيحة أو ضغطت على نفسك أكثر من اللازم؛ لذلك نقدم لك بعض النصائح للبقاء آمناً عند ممارسة تمارين اليوغا: 

•  إذا كان لديك وضع صحي؛ تحدث مع مقدم الرعاية الصحية قبل البدء باليوغا، واسأل إذا ما كان هناك أية أوضاع يجب عليك تجنبها.
•  ابدأ ببطء وتعلم الأساسيات قبل أن تضغط على نفسك أكثر من اللازم.
•  اختر الصف المناسب لمستواك.
•  لا تقس على نفسك أكثر من مستوى راحتك، فإذا لم تستطع أداء وضعية، اطلب من معلمك مساعدتك على تعديلها.
•  اطرح أسئلة إذا لم تكن متأكداً من كيفية أداء وضعية ما.
•  اصطحب معك زجاجة ماء واشرب كثيراً من الماء؛ فهذا مهم غالبًا في اليوغا الساخنة.
•  ارتد ملابس تسمح لك بالتحرك بحرية.
• استمع لجسمك إذا كنت تشعر بالألم أو التعب؛ فتوقف واسترح . 

تعطيك اليوغا الوقت الكافي للتأمل، وتزداد مرونتك وقدرتك على التحكم بنفسك، فهل ستبدأ بممارستها؟ وهل أنت مستعد للمرور بهذه التجربة؟

المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا