متلازمة الساق المتململة (Restless Leg Syndrome (RLS
الطب >>>> متلازمات طبية
تتظاهر متلازمة الساق المتململة (Restless Leg Syndrome (RLS بشعور مُلحٍّ يستدعي تحريك الساق بسبب إحساس غير مريح يصفه المرضى بشعور شبيه بالتنميل أو الألم أو النخز في الساق، شعورٌ يجبر صاحبه على تحريك ساقه، فقد تتطور لتسبب مشكلات في النوم والأرق مع التعب في اليوم التالي مع تأثير شديد في المزاج والتركيز والذاكرة. وقد تصل الحالات الشديدة المتقدمة وغير المعالجة منها إلى انخفاض معدلات العمل بنسبة 20%، وأيضًا تسهم بالاكتئاب والقلق.
تصيب هذه المتلازمة جميع الأعمار إلا أنها أشيع عند البالغين ذوي عمرٍ يزيد على 50 سنة، حتى إنها قد تصيب الأطفال، لكن غالبًا ما تُشخّص لديهم على نحو خاطئ بأنها فرط نشاط حركة، إضافةً إلى أنها تصيب كلا الجنسين لكنها أشيع عند النساء.
تترافق الحالة عند أكثر من 80% من المرضى مع حركات لاإرادية للأطراف في أثناء النوم كالركل والتشنج كل 15 ثانية إلى 40 ثانية لتسبب إزعاجًا للمريض والشريك في السرير.
فبذلك تندرج هذه المتلازمة تحت اضطراباتٍ عديدة؛ إذ يصنّفها البعض على أنها اضطراب في الحركة بسبب الرغبة المُلحَّة في تحريك الساق، ويُصنِّفها البعض بأنها اضطراب في النوم لأنها تحدث غالبًا في أوقات النوم والراحة كالجلوس الطويل والسفر ومشاهدة الأفلام، وأخيرًا يمكن تصنيفها بأنها اضطراب عصبي انطلاقًا من أنّ أحد الأسباب المتهمة بحدوثها تكمن بوجود خلل في الهرمون الدماغي الدوبامين المتحكم بالحركات حيث يكسبها السلاسة ويجعلها هادفة، وبذلك أي خلل سيطرأ على آلية إفراز الدوبامين والجزء المتحكم به سيُسبب حركات لاإرادية غير مرغوبة.
وكذلك وُجِدَ ارتباط وثيق بين الإصابة بفقر الدم بعوز الحديد والإصابة بالمتلازمة؛ إذ قد يشكّل فقر الدم عاملًا مساعدًا لظهورها. ثم إنها ارتبطت بالعديد من الأمراض الأخرى كالسكري، والفشل الكلوي، والتهاب المفاصل الرثوي واعتلال الأعصاب المحيطي (خلل يصيب الأعصاب في الأطراف كاليد والقدم).
بعض الحالات تشيع ضمن العائلة الواحدة، فقد تكون ذات منشأ وراثي. ثم إن الحمل يزيد من شدة الحالة؛ فتغيّر مستويات الهرمونات يزيد من شدة أعراض متلازمة RLS لكن لحسن الحظ تختفي هذه الأعراض عند الولادة. وكذلك وجد ارتباط بين تناول المنبهات كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية (الكولا) والتدخين وبعض الأدوية من جهة وزيادة فرص تظاهر متلازمة الساق المتململة من جهة أخرى.
تعدّ الرغبة المُلحَة في تحريك الساق أشيع أعراض هذه المتلازمة فالإحساس الغريب الذي يشعر به المريض غالبًا ما يكون من الصعب وصفه لكن يشبهه المريض بالتنميل والحرق والألم. إصابة الذراع أقل شيوعًا ونادرًا ما يصاب الرأس والصدر. تتراوح شدة الإحساس بين الخفيف غير المريح إلى الشديد المهيّج والمؤلم. يشهد المريض راحة فترة قصيرة بعد تحريك ساقه لكن لا تلبث الأعراض أن تعود إلى وضعها السابق لذلك يميل الناس إلى تحريكها باستمرار للتخفيف من الأعراض المزعجة مما قد يعيق النوم ويؤثر في فعالية اليوم التالي نتيجة التعب والأرق. وهنا من الجدير بالذكر أنّ إحدى العلامات الأساسية أيضًا تكمن في اشتداد الحالة في الليل وفي أثناء الراحة، وغالبًا ما تأتي كنوبات مرتين في الأسبوع، لكن تختلف هذه المدة من شخص إلى آخر، وفي الحالات المتقدمة تتجاوز النوبات المرتين أسبوعيًّا فنراها مزعجة أكثر وقد تتظاهر أيضًا في الفترة الصباحية أيضًا. أما عند حدوث المتلازمة أول مرة في فترة الحمل؛ فإن الأعراض تختفي تمامًا بعد الولادة، أما لدى غيرهم من المرضى فغالبًا ما تكون مشكلة مستمرة مدى الحياة.
أما فيما يخص التشخيص؛ فيعتمد الطبيب على الأعراض السريرية والفحص الطبي، وقد يسأل عن الإصابات ضمن العائلة أو عن الأدوية التي يتناولها المريض، فللأسف لا يوجد تحليل نوعي أو اختبار مخصص لتشخيص الحالة، فمبدأ التشخيص الأساسي هو استخدام التحاليل التي يطلبها الطبيب لاستبعاد الأمراض الأخرى ذات الأعراض المتشابهة مع هذه المتلازمة ليبقى الخيار الوحيد هو متلازمة الساق المتململة RLS.
لا يوجد علاج مخصص للشفاء من المتلازمة تمامًا بل العلاجات المستخدمة تهدف إلى إراحة المريض من الأعراض مؤقتًا مع اختلاف استجابة المرضى لهذه الأدوية. يمكن للمريض أن يجرب طرائق مختلفة قبل اللجوء إلى الأدوية كتغيير نمط الحياة واتباع عادات تساعد على التخفيف من تواتر النوبات وشدة الحالة كالحمامات الدافئة والمساجات المريحة لتأمين استرخاء العضلات، ثم إن وضع الكمادات الباردة أو الساخنة يمكن أن يساعد على تخفيف الأحاسيس المزعجة. من المهم أيضًا اتباع نظام صحي مع اعتماد بيئة مظلمة هادئة صالحة للنوم فالتعب وقلة النوم تزيد الحالة سوءًا. وأيضًا تساعد ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة على إزالة الأعراض لكن يجب الانتباه لإنّ التمارين القاسية تجعل الأعراض أشد وأسوأ. ولما كانت القهوة والمنبهات والكحول تعد عاملًا مساعدًا في حدوث المتلازمة؛ فمن البديهي أن تقليلها والتخفيف منها يقي من حدوث متلازمة الساق المتململة RLS.
أما العلاج الدوائي؛ فهنا يجب الحذر إذ تعدّ هذه الحالة من الأمراض المزمنة ولبعض الأدوية تأثيرات جانبية خطيرة على المدى البعيد، فلا بد من أخذ الاحتياطات واستشارة الطبيب قبل أخذ الأدوية. ويجب التنبيه أيضًا لأنّ الأدوية التي تساعد على النوم غير مفيدة بل على العكس تجعل الأعراض أسوأ. ومن الأدوية الأخرى التي تفاقم الحالة أيضًا هي الأدوية المضادة للاكتئاب.
أما العلاج الأنجع فقد وُجِدَ في استخدام بعض الأدوية التي تعالج مرض الباركنسون والتي تؤثر على الدوبامين في الدماغ في معالجة بعض حالات ال RLS، ثم إن التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية تعد تأثيرات خفيفة وتتضمن الغثيان، وخفة الرأس مع انخفاض ضغط الدم، إضافةً إلى النعاس واحتقان الأنف. وأيضًا يمكن للمسكّنات الألمية أن تساعد على تخفيف الأعراض.
قد تحتاج بعض الحالات التي تكون شديدة إلى المشاركة بين الأدوية السابقة للتحكم بالأعراض وغالبًا ما يستخدم الدواء مدة من الزمن ثم يُستبدل به دواءً آخر. وفي الحالات التي تكون فيها المتلازمة مترافقة مع فقر الدم بنقص الحديد فإن إعطاء الحديد الوريدي مفيد لكنه يحمل معه خطورة التحسس أيضًا.
ويبقى من الضروري التأكيد على أهمية البوح بما يشعر به المريض؛ فمعظم المرضى الذين يعانون هذه المتلازمة لا يتحدثون عنها ولا يطلبون المساعدة لاعتقادهم أنهم لن يُؤخَذوا على محمل الجد، لكن يجب الانتباه لأن هذه المتلازمة قد تتطور لتؤثر في نواحي الحياة المختلفة لتصبح خطيرة؛ لذلك لا بد من طلب المساعدة من الأهل وطلب المساعدة الطبية على حدٍّ سواء.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا
6- هنا