يُعدُّ الباراسيتامول (الأسيتامينوفين acetaminophen) دواءً شائع الاستخدام؛ إذ يُستخدم مسكنًا للآلام الخفيفة والمتوسطة عادةً مثل الصداع وألم الأسنان، وكخافض للحرارة التي تسببها بعض الأمراض مثل نزلات البرد والإنفلونزا.
وقد أظهرت إحدى الدراسات أنَّ هذا الدواء الآمن الذي يساعد في تسكين الآلام الجسدية يمكنه أن يخفف الآلام النفسية أيضًا.

وتُعدُّ منطقة القشرة الحزامية الأمامية الظهارية (DACC(Dorsal Anterior Cingulate Cortex في الدماغ -وهي المُستجيبة للألم الجسدي- المنطقةَ ذاتها التي تستجيب للألم النفسي، وهذا الأمر هو الذي جعل الباحثين يهتمون بالباراسيتامول بوصفه مخففًا للألم النفسي، وبذلك افترضوا أنَّه بما أنَّ الباراسيتامول يُخفف الألم الجسدي؛ فقد يكون له تأثير في الألم النفسي الناتج عن موقف اجتماعي ما، فتوقعوا أنَّ الشخص الذي تناول الباراسيتامول قبل تعرُّضه لموقف اجتماعي سيئ -كالرفض مثلًا- قد تتطور لديه نتيجة عاطفية أقل ألمًا لهذا الرفض، ولن يبحث عما يُخفف عنه شعور الصدمة. 
وليؤكد العلماء ذلك؛ أجروا دراستين أظهر المشاركون فيهما بعد تناولهم للباراسيتامول تأثرًا أقل تجاه عدد من الظروف الاجتماعية المزعجة المختلفة كالتفكير بالموت وغيرها.

ويجب الأخذ بالحسبان أنَّ هذه الدراسات هي دراسات نفسية غير اعتيادية، وليس لها أي آثار طبية أو في الحياة اليومية، ولا تعني أنَّه على الناس الذين يتعرضون لمواقف حياتية مزعجة أو يتوقعون ذلك أن يتناولوا البارسيتامول، فمن غير المناسب أن نقترح وصف الباراسيتامول لتأثير محتمل في تخفيف الشعور بالألم النفسي؛ إذ إنَّه لم يُختبر رسميًا أو يُوافق عليه لهذا الاستخدام حتى الآن، ومن المهم لفت النظر إلى أنَّ الباراسيتامول يمكن أن يكون خطيرًا عند تناوله بكميات أعلى من الجرعة المُوصى بها.

المصادر:
هنا
هنا