العلاج بالموسيقا
الموسيقا >>>> الموسيقا والطب
العلاج بالموسيقا
ما هو العلاج بالموسيقا؟
هو الاستخدام السريري المبني على الأدلة للتدخل الموسيقا من أجل بناء أهداف علاجية فردية (individually personalized) تخاطب الحاجات العاطفية، والإدراكية، والنفسية، والجسدية، والاجتماعية، ويُستخدَم أيضًا ضمن أساليب تعليمية؛ إذ يستطيع أي شخص الاستمتاع بهذا العلاج دون النظر إلى عمره و مهما كانت حالته المرضية، لأن الموسيقا وسيلة تواصل وتعبير تتجاوز حدود الكلمة.
كيف يعمل العلاج بالموسيقا؟
يعمل العلاج بالموسيقا على عدة مستويات و بمختلف الطرق؛ إذ أُثبِت أن الموسيقا -وخاصة القطع ذات العوامل الإيقاعية القوية (strong rythem )_ تؤثر في معدل ضربات القلب وفي التنفس، كذلك تحرُّض إفراز الإندورفينات Endorphins (مسكنات). بالإضافة إلى أن الموسيقا قادرةٌ على تخفيف التشنجات العضلية وتحفيز الاسترخاء، وتساعد أيضًا على التخلص من الذكريات والمشاعر السلبية المكبوتة مما يؤثر في تصرفات الأفراد.
و قد أثبتت الدراسات أن العزف على آلةٍ موسيقية يساعد على التواصل وعلى تحسين التناسق الحركي والجسدي.
ما هي الطرق التي يعمل بها المعالجون؟
يعمل المعالج الموسيقي على تحديد برنامج يناسب احتياجاتك، ويكون ذلك بالتعاون بينك وبين معالجك؛ إذ يساعد ذلك أيضًا على تنسيق عدد الجلسات و مدتها.
و لكن تتراوح مدة الجلسة _بصورةٍ عامة_ بين 30-60 دقيقة، وقد يستمر العلاج لعدة أسابيع أو أشهر.
وتكون هذه الجلسات فرديةً أو مع مجموعات. وقد يضاف إلى برنامجك مجموعةً من القطع الموسيقية التي تستمع لها في المنزل خارج الجلسات.
يبدأ المعالج عادةً بعزف بضعة نوطات على آلته، ثم يطلب منك الانضمام له أو الاستجابة بأية وسيلة تكون مريحة بالنسبة لك، يقيس المعالج مدى صحتك النفسية، والجسدية، والعاطفية، والعقلية عن طريق هذه الاستجابة، ومنها يبني خطة العلاج ونمطه؛ إذ قد يعالجك المعالج بواسطة عملية التلقي أو الإبداع؛
إذ يعتمد مجال التلقي على الاستماع ليساعد الفرد أو مجموعة الأفراد على الاسترخاء وإزالة التوتر، وعن طريقه تعبر عما تشعر به، وعن آرائك التي أثرت فيها هذه الألحان.
أما في مجال الإبداع؛ فإنك تشارك بالعنف، أو بالغناء، أو بإصدار مجموعةٍ من الإيقاعات المختلفة، أو حتى عن طريق كتابة أغنية جديدة، أو التعديل على أغنية معينة.
هل أنا بحاجة لتعلم العزف على آلةٍ معينة؟ وهل سيعلمني معالجي العزف على آلة معينة؟
لا ليس بالضرورة أن يكون لديك خبرةً موسيقية، ولن يعلمك المعالج العزف، لأن الهدف هو التعبير عن ذاتك عن طريق الموسيقا، وعن طريق الارتجال أو الاستجابة لهذه الموسيقا بأية طريقة كانت وبغض النظر عن مهاراتك.
ما هي الآثار الجانبية؟
العلاج بالموسيقا بصورةٍ عامة آمن ولا يتضمن أي آثار جانبية، ولكن قد تولد الموسيقا الصاخبة انزعاجًا عند بعض الأشخاص.
كذلك يمكن لموسيقا معينة _تذكرك بشخص أو بحدث ما_ أن تثير ردة فعل قوية سواء كانت سلبيةً أم إيجابية، حزينةً أم سعيدة، ويكون المعالج الموسيقي مدربًا على التعامل مع هذه الظروف.
ما هي مجالات استخدام هذا النوع من العلاج؟
مع العلم أن العلاج بالموسيقا هو علاجٌ مكمل للعلاج الدوائي (pharmacotherapy) و العلاج النفسي (psychological therapy) والعلاج الجسدي ( physiotherapy).
هل يمكنني أن أستخدم العلاج بالموسيقا دون وجود معالج مختص؟
يمكن استخدام العلاج بالموسيقا من قبل الأفراد لأغراضٍ غير علاجية بحتة للتخلص من التوتر مثلًا؛ إذ يمكن لهذا الفرد أن يتعلم العزف على آلةٍ معينة أو آلة إيقاعية معينة.
ويساعد الاستماع للموسيقا على الاسترخاء، وكذلك يكون لدى الموسيقا أثناء التدريبات الرياضية أثرٌ تحفيزي.
العلاج بالموسيقا والسرطان:
أحد الأسباب التي تجعل مرضى السرطان يستخدمون العلاج بالموسيقا هو قدرته على تحسين شعورهم، فكما ذكرنا سابقا أن أثر الموسيقا في الاسترخاء يُعّدُّ عاملًا أساسيًا في هذا العلاج؛ إذ يُعّدُّ هذا النوع من العلاج مساحةً آمنة يكشف كل مريض _عن طريقها_ عن ذاته وعن مشاعره مثل شعور الغضب، والقلق، والخوف بالإضافة إلى مجموعة المشاعر المختلفة التي ترافق العيش مع السرطان.
وقد أثبتت الدراسات الأثر الذي يتركه العلاج بالموسيقا على الأطفال؛ إذ يساعدهم على التأقلم، ويمدهم بالقوة لمواجهة مرضهم، ويحسن من قدرتهم على التواصل مع الآخرين.
وكما ذكرنا سابقًا فإن العلاج بالموسيقا ليس قادرًا على شفاء الأمراض، فهو لا يشفي من السرطان _على سبيل المثال_ وإنما هو فقط وسيلةٌ لتحسين نوعية حياة هؤلاء الأشخاص بجعلهم أكثر سعادة، والتقليل من القلق والخوف المصاحب للمرض، والعلاج بالموسيقا قادرٌ أيضًا على التخفيف من الأعراض والآثار الجانبية المصاحبة للأمراض.
العلاج بالموسيقا أثناء المخاض:
تطور مجال العلاج بالموسيقا المرافق للولادة خلال العشرين سنة الماضية؛ إذ كانت الدراسة التي أجراها كلارك ومكلور وويليامز (1981) أول بروتوكولٍ علاجي منشور للمختصين في الموسيقا للتعامل مع حالات الولادة، فوجدوا أن الموسيقا تخدم العديد من الوظائف في عملية الولادة الطبيعية، فهي تخفف من آلام المخاض، وترفع من مستوى التركيز، وتشتت الانتباه عن الألم، وتنظم التنفس.
العلاج بالموسيقا والتوحد: (قصة حقيقية)
يعاني مريض التوحد صعوبةً في التفاعل مع الآخرين أو التواصل شفهيًا، مما يجعله قادرًا على التفاعل بطرائق لا يتفاعل فيها الآخرون بصورةٍ شائعة في المجتمع.
قدم العلاج بالموسيقا إلى وليام بيئةً غير مهددة يبني فيها العلاقات مع أقرانه، ويعبر عن نفسه لفظيًا وغير لفظيًا، ويتعلم المشاركة بطرائق مقبولة اجتماعيًا.
وقد تحقق ذلك عن طريق العلاج الجماعي، وكذلك جلسات فردية. كان كلا الأنموذجين مثاليين لـ William ، لأن الدروس الفردية سمحت له بالتعلم وفقًا لسرعته الخاصة.
صُمِمَت هذه الدروس لتلبية احتياجاته. لقد ساعدوه على تعلم قراءة الموسيقا ومتابعة الإيقاع واحترام الحاجة لعرض السلوك المناسب في الموقف المناسب.
لقد طلب منه العلاج الجماعي الصغير أن يتعلم الأدوار وأن يكون عضوًا مركزًا في الفريق، وكان عليه أن يستخدم الأسئلة و الردود المناسبة، وأن يتعلم كيف يكون قائدًا وعضوًا داعمًا.
إذ استطاعت كل هذه الأمور تغيير حياة ويليام، فقد انتسب إلى فرقة إيقاعية في مدرسته، وأدى في House of Blues أمام جمهور كبير صاخب، دون أية مشكلة.
لم يكن هذا شيئًا يمكن لويليام الصمود أمامه دون العلاج بالموسيقا. " نحن مسرورون وشكرون جدًا للتقدم الذي أحرزه ويليام على مر السنين ونتوقع استمراره في الازدهار". والدة ويليام.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا
6- هنا