عازف كمان يعزف أثناء جراحة على دماغه
الموسيقا >>>> الموسيقا والطب
التحريض العميق للدماغ أو Deep Brain Stimulation: هي تقنية علاجيّة تعتمد على التحريض بإشارات كهربائية ويستخدم من قبل الأطباء عند عجز الأدوية عن العلاج أو تفادياً لأعراضها الجانبية؛ في عديدٍ من الحالات من داء باركنسون إلى خلل التوتر و الكثير من الحالات الأخرى إضافة إلى فائدته في علاج الهزات والرعشات والاضطرابات الحركية والاكتئاب والألم المزمن.
يقوم الجراحون العصبيون في هذه التقنية بوصل مسارٍ كهربائيّة (أو الكترودات) إلى الدماغ وإرسال إشارات كهربائية تؤثر على الاستجابات العصبية، وهنا قاموا بزرع الالكترودات في مهاد روجر (المهاد هو جزء هام من الدماغ) وهو يقظ إذ لا توجد مستقبلاتٌ للألم في الدّماغ مما يسمح للمرضى بالحفاظ على وعيهم خلال العمليات الجراحية على الدماغ، ولهذا الأمر فائدةٌ كبيرة بالنسبة للجراحين من أجل مراقبة سلوك المريض واستجابته.
ولكن المشكلة تكمن في أنّ رعشاتِ روجر صغيرةٌ إلى حدّ مربك، يخشى عند الجراحون أن يضعوا المساري الكهربائية في مكانٍ خاطئ!
وهنا قام "كيفن بينيت" من "مايو كلينيك" بابتكار طريقة ذكيّة لمعرفة ما إذا كانت المساري صحيحة وتعمل أم لا... وذلك من خلال جعل روجر يعزف على كمانه أثناء الجراحة مما يمكن الجراحين من قياس حركاته ورعشاتها بدقّة زمانية عالية.
بدأ روجر بالعزف عندما أدخل الجرّاحون أول مسرىً في دماغه وأطلقوا أول إشارة كهربائية.
قال روجر بأنه شعر بشيءٍ مختلفٍ حينها، ثمّ وافق على إدخال المسرى الثاني الّذي وفّى الغرض وأوقف الهزّات!
عاد العازف إلى عمله بعد ثلاثةِ أسابيع وكأن شيئاً لم يكن...
عندها أوجدوا الحلّ النهائيّ بتزويد العازف بناظمٍ للإشارات الكهربائية، يتحكم هذا الناظم بكمية التنبيه اللازمة لإصلاح المشكلة في دماغه، سيرافقه هذا الناظم مدى الحياة ولكن يمكنه التحكم به عن طريق زرٍّ للتشغيل وإيقاف التشغيل، إذ إنّ تأثير هذه الإشارات آنيّ يزول بزوالها.
المصادر:
هنا
هنا