التأثيرات الإيجابية لوجود المرشد المدرسي
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
لكن ما هي أدوار هذا المرشد ضمن المدرسة؟ وهل هناك معايير معينة تنظم عملَه؟
تختلف الأدوار المحددة التي يؤديها المرشد المدرسي وفقًا للمرحلة العمرية التي يُعيَّن مرشدًا فيها ووفقًا لاحتياجات كل مدرسة، ولكنْ عمومًا، وكما توضح جمعية المرشدين المدرسيين الأمريكية (ASCA)؛ فإن عمل المرشد المدرسي يقع ضمنَ ثلاثة مجالات:
1- دعم مهارات الطالب المهنية وتطويرها: فتاريخيًّا كانت هذه المهمة أولى المسؤوليات التي تقع على عاتق المرشد المدرسي؛ عن طريق مساعدة الطلاب على فهم قدراتهم وميولهم للانتقال إلى الجامعة أو الوظيفة بما يلبي احتياجاتِهم ورغباتهم.
2- تطوير مهارات الطالب الأكاديمية: من خلال عمل المرشد المدرسي مع المدرِّسين والإداريين في المدرسة لفهم مشكلات الطلاب الدراسية أو العمل مع كل طالب يعاني مشكلةً تتعلق بالدراسة وضعف التحصيل، والعمل على نحو فردي مع الطالب لحلها.
3- التنمية الاجتماعية والعاطفية: وهذه المهمة تحتاج إلى تكامل دور المرشد المدرسي مع المختصين النفسيين والاجتماعيين والصحيين لخلق مناخ مدرسي يعزز عمليةَ التعليم على النحو الصحي والنمو الشخصي السليم للفرد. يوجه المرشد المدرسي الطالبَ -الذي يعاني مشكلاتٍ واضطرابات نفسية أو صحية تتخطى حدودَ دوره- إلى المختص النفسي أو الصحي الأفضل لحلِّ مشكلة الطالب عن طريق الإحالة التي تُعدُّ من مهام المرشد المدرسي. (2)
ويعمل المرشد المدرسي على تقديم هذه الخدمات مجتمعةً داخل المدرسة؛ إما في مكتبه وإما ضمن بناء المدرسة مخصِّصًا 80% من وقته لهذه الخدمات.
وتشير الإحصائيات إلى أنه في العام الدراسي 2014-2015م خدمَ قرابة 104306 مرشدٍ مدرسي أكثرَ من 50 مليون طالب أمريكي بمتوسط مرشد مدرسي واحد لكل 482 طالب. (3)
ويمكن للمرشد المدرسي أن يدعم معلِّمي المدارس ومديريها من أجل خلقِ مناخ تعليمي واجتماعي إيجابي بينهم وبين الطلاب.
وقد أسهم وجود المرشدين المدرسيين بحسب (ASCA) في الحد من الغياب المتكرر للطلاب بنسبة 61%؛ بل ورفع المكانةَ الأكاديمية لهؤلاء الطلاب المتكرري الغياب. وشهدت مدارس واشنطن التي يعمل ضمنها المرشدون المدرسيون ارتفاعَ معدلات التخرج بنسبة 30%.
كذلك يؤدي المرشد المدرسي دورًا مهمًا عن طريق الدعم العاطفي الاجتماعي للطلاب وتوعيتهم بمخاطر عديدة يمكن أن يتعرضوا لها كالاكتئاب والانتحار..
وفي ولاية كولورادو، ساهم وجودُ المرشد المدرسي في خفض نسبة التسرب المدرسي داخل المدارس من 5،5% إلى 3،7%، وزاد وصولَ الطلاب إلى المقاعد الجامعية بنسبة 13% أيضًا. (3)
وينظر الطلاب -خاصةً في مرحلة المراهقة- إلى المرشد المدرسي بوصفه مراقبًا محايدًا يمكنه أن يساعدهم على حل أيَّة مشكلة تواجههم مع معلميهم أو أقرانهم.
وتحدد جمعيةُ المرشدين المدرسيين الأمريكية (ASCA) مهامًا يؤديها المرشد المدرسي في كل مرحلة دراسية يمر بها الطالب، وتختلف هذه المهام من مرحلة دراسية إلى أخرى وفق الآتي:
1- مهام المرشد المدرسي في المرحلة الابتدائية:
يساعد المرشد المدرسي الطفلَ في هذه المرحلة على تطوير مهاراته داخل المدرسة وخارجها، وتعزيز مهارات التلميذ اللازمة لتفوقه الدراسي، إضافة إلى متابعة مشكلات التلاميذ السلوكية. (1)
2- مهام المرشد المدرسي في المرحلة الإعدادية (المتوسطة):
يوفر مرشد هذه المرحلة دعمًا للطلاب في المرحلة العمرية الجديدة التي بدأوا يمرون بها وهي المراهقة؛ عن طريق مساعدة الطلاب على فهم مرحلتهم العمرية واحتياجاتها بالتعاون مع أولياء أمورهم ومعلميهم، فالمرشد المدرسي يدرك أنه صوتُ الطالب عندما يكون المراهق ضمنَ مرحلة عمرية يشعر فيها بأن لا أحدَ يفهمه ويسمع صوتَه، فتبرز الحاجة إلى الدعم النفسي والعاطفي والاجتماعي الذي يقدمه المرشد المدرسي؛ مما يمكِّن الطالب من تجاوز أي عائق يحوْل بينه وبين دراسته. (4)
3- مهام المرشد المدرسي في المرحلة الثانوية:
في هذه المرحلة تكون أهم مهام المرشد المدرسي هي مساعدة الطلاب على وضع خططهم المهنية والأكاديمية بما يتلاءم مع قدراتهم ومستوى طموحهم، إضافة إلى ذلك، تزداد حصص المرشد المدرسي التوجيهية الخاصة بتثقيف الطلاب وتوعيتهم بمشكلاتٍ قد يكونوا عرضةً لها مثل تعاطي المخدرات والتنمر، ويمارس المرشد المدرسي هنا الإرشادَ الفردي على نحو أوسع؛ خاصةً أنه يتعامل مع مرحلة حساسة لها مشكلات خاصة بكل فرد، كأن يعمل المرشدُ المدرسي على الإرشاد الفردي لطالبٍ يفكر بالانتحار.
ومن مهام المرشد المدرسي أيضًا أنه يوجه الطلاب إلى كيفية انتقاء الفرع الجامعي الأنسب لقدراتهم من خلال تعريفه بالفروع الجامعية وشرح مستقبلها المهني للطلاب. (5)
كما أسلفنا؛ يتمتع المرشد المدرسي بسجلٍّ طويلٍ من العمل بفعالية مع الطلاب وأولياء الأمور والزملاء في العمل وأعضاء المجتمع لإنشاء مسارات جديدة للتعلم والإنجاز واكتشاف الذات، فقد ثبت تجريبيًّا أن وجود المرشد المدرسي يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة طلابنا ومدارسنا، والأهم من ذلك أن هذا الاختلاف يكمن في عقول الطلاب وقلوبهم ممَّن يعيشون حياةً أقوى وأكثر صحة من الناحية النفسية؛ وذلك بفضل وجود المرشد في مدارسهم الذي يقدم لهم كلَّ وسائل الدعم المتاحة ليفهموا ذواتِهم بأفضل ما يمكن. (3)
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا