البرتقال الفاكهة الرسمية لفصل الشتاء
الغذاء والتغذية >>>> الفوائد الصحية للأغذية
يُعتقَد أن منشأ ثمرة البرتقال شرق آسيا إلا أن زراعتها اليوم تنتشر في معظم المناطق الدافئة حول العالم. لم لا وهي المشهورة بمحتواها العالي من فيتامين C، فهي تحتوي أكثر من الحاجة اليومية المطلوبة من هذا الفيتامين، متفوقةً بذلك على جميع أخواتها في عائلة الحمضيات. يتمتع البرتقال بحلاوة طبيعية وله استخدامات متعددة، ويمكن تناولها طازجة، أو شرب عصيرها، أو صناعة المربى ومستحضرات البشرة منها. وتتعدد أصناف البرتقال تتدرج كذلك نكهاتها بين الحلاوة والحموضة وفقًا للصنف(2).
القيمة الغذائية لفاكهة البرتقال:
تحتوي ثمرة برتقال واحدة متوسطة الحجم بوزن (154)غ على:
60 - 80 سعرة حرارية، 3غ من الألياف 19غ من الكربوهيدرات، 14غ سكر، وغرام بروتين، 70 ملغ من فيتامين C (أي 130% من الحاجة اليومية المطلوبة)، 14مكغ من فيتامين A (أي 2% من الحاجة اليومية)، 6% من الحاجة اليومية من الكالسيوم، 250 ملغ من البوتاسيوم، إضافة إلى مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن مثل (B6، B3، B2، B1، والفولات، والفوسفور، والمغنيزيوم، والمنغنيز، والسيلينيوم، والنحاس، وحمض البانتوثينيك). والجدير بالذّكر أنها خالية من الدهون والصوديوم (1،2).
الفوائد الصحية للمغذيات الموجودة في البرتقال :
- فيتامين C: يعمل هذا الفيتامين المهم على حماية خلايا جسم الإنسان من التلف؛ لأنه يساعد الجسم على إنتاج الكولاجين (وهو بروتين ضروري لشفاء الجروح)، يُسهِّل امتصاص الحديد، ويعزز صحة الجهاز المناعي، ويبطئ تطور مرض التنكُّس البقعي المرتبط بالسن، ويخفض مستوى كلٍّ من هرمون الكورتيزول وضغط الدم. يفيد أيضًا تناول فيتامين C بشكله الطبيعي -كالموجود في البرتقال- أو تطبيقه موضعيًا في مكافحة تضرر البشرة الناتج عن الملوثات والتعرض لأشعة الشمس، وتقليل التجاعيد.
-الألياف: تمدنا برتقالة واحدة كبيرة بـ 18% من حاجتنا اليومية من الألياف، فهي تحتوي أنواعًا متعددة مثل: السيللوز والهيميسيلليوز والبكتين والليغنين، ويؤثر وجودها إيجابًا في صحة الجهاز الهضمي، وخسارة الوزن، وتخفيض نسبة الكوليسترول في الدم والتحكم بالقرحة، إضافة إلى أنها تقلل نسبة امتصاص السكر؛ ما يجعلها صديقًا جيدًا لمرضى السكري.
- الكربوهيدرات: تُشكِّل الكربوهيدرات إلى جانب الماء المكونات الأساسية للبرتقال، فالغلوكوز والفركتوز والسكروز هي التي تمنح ثمرة البرتقال طعمها الحلو. وعلى الرغم من وجود هذه السكريات إلا أنّ المؤشر الغلوكوزي -مقياس لارتفاع سكر الدم بعد تناول الوجبة- للبرتقال منخفض؛ وذلك بفضل ارتفاع محتواه من الألياف والبوليفينولات ما يحد من ارتفاع سكر الدم عند تناوله.
- البوتاسيوم والكالسيوم: يخفض البوتاسيوم ضغط الدم عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاعه ويقلل خطر الإصابة بأمراض القلب. يرتبط ارتفاع استهلاك البوتاسيوم بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والحماية من فقدان الكتلة العضلية والمحافظة على كثافة العظم وتقليل تشكُّل حصيات الكلية، أما الكالسيوم فهو يحافظ على قوة العظام والعضلات.
- مضادات الأكسدة: تحتوي ثمرة البرتقال أكثر من 170 مادةً كيمائيةً نباتيةً وأكثر من 60 فلافونيد، وقد أثبتت الدراسات فوائدها المضادة للالتهاب والأكسدة، ومن أهمها:
1- الفينولات: يعد البرتقال مصدرًا ممتازًا للمركبات الفينولية وبخاصة الفلافونيدات مثل الهيسبيريدين Hesperidin والأنثوسيانين Anthocyanins الذي يمنح البرتقال الأحمر لونه الجميل.
2- الكاروتينوئيدات: تتميز الحمضيات عمومًا بغناها بالكاروتينوئيدات المسؤولة عن إعطائها لونها؛ ويعد Beta-cryptoxanthin أحد أكثر مضادات الأكسدة الكاروتينية وفرةً في البرتقال، وهو ما يحوله الجسم إلى فيتامين A، ونجد الليكوبين الذي يكثر في البرتقال أبو سرّة أحمر اللون. وتعمل الكاروتينوئيدات مع مضاد أكسدة يدعى Zeaxanthin على محاربة السرطانات وخاصةً سرطان البروستات.
- الكولين: أحد العناصر الغذائية المهمة للنوم، وحركة العضلات، والتعلُّم والذاكرة، والحفاظ على بنية الأغشية الخلوية، ونقل السيالات العصبية، والمساعدة في امتصاص الدهون، وتقليل الالتهابات المزمنة.
- الفولات: تسمى أيضًا حمض الفوليك أو فيتامين B9؛ وهي مادة ضرورية للنساء الحوامل. وتعمل على تقسيم الخلايا وبناء الحمض النووي DNA، وتسهم في منع العيوب الخلقية عند الجنين.
- حمض الستريك: تحتوي الحمضيات -منها البرتقال- حمض الستريك (حمض الليمون) والسترات اللذين يعطيان الطعم الحامض ويمنعان تشكُّل حصيات الكلى.
(1-2-3)
أما الحالات الصحية التي يؤدي تناول البرتقال دورًا إيجابيًا في تقليلها فهي عديدة ومنها:
- السكتة الدماغية: بيَّنت جمعية القلب الأمريكية أنَّ زيادة استهلاك الحمضيات مثل البرتقال والكريفون يقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عند النساء بنسبة 19% وذلك بسبب وجود أحد المركبات التي تساعد في تقليل حدوث الإصابة (2).
- السرطان: إنّ احتواء البرتقال كميات مُعتبَرة من فيتامين C المضاد الفعال للأكسدة يجعلها مُحارِب مُحتمَل للجذور الحرة المسببة للسرطان، إلا أنَّ الكمية اللازمة لعلاج السرطان أكبر بكثير من الكمية المُتناولة يوميًا. ومن جهة أخرى يرتبط الاستهلاك المرتفع من ألياف الخضار والفواكه بانخفاض خطر الإصابة بسرطاني القولون والمستقيم. وعلى الرغم من ذلك لا تزال النتائج غير مثبتة تمامًا، فقد ربطت دراسةٌ عام 2015 بين استهلاك الكريفون وعصير البرتقال وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الجلد (2).
- صحة القلب: تدعم الكثير من محتويات البرتقال صحة القلب مثل: فيتامين C والبوتاسيوم، والكولين، والألياف. وتشير الدراسات إلى أنَّ تناول عصير البرتقال يوميًا مدةَ شهرٍ له تأثير مميع للدم وقد يُقلل من ضغط الدم، أما بالنسبة لألياف الحمضيات فهي تُخفِض كوليسترول الدم، وتؤدي مجتمعةً إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب (2،3).
- داء السكري: تشير الدراسات إلى انخفاض سكر الدم عند مرضى السكري من النوع الأول، وتحسُّن مستويات كلٍّ من السكر والأنسولين والشحوم عند مرضى السكري من النوع الثاني، عندما يتّبعون حميةً غذائيةً غنيةً بالألياف المتوفرة جيدًا في البرتقال (2).
- فقر الدم: على الرغم من أن البرتقال فقير بالحديد، إلا أن احتواءه على أحماض عضوية مثل: حمض الأسكوربيك وحمض الستريك يساعد في امتصاص الحديد من السبيل الهضمي؛ ما يجعلها خيارًا مناسبًا لمرضى الأنيميا (3).
- مخاطر صحية محتمَلة:
قد لا يخطر بالبال أن تناول أغذية مفيدة كالخضار والفاكهة يسبب أي ضرر للإنسان، لكن الإسراف في تناول البرتقال قد يؤثر سلبًا في صحة الإنسان فمثلًا:
- قد يؤدي تناول جرعات عالية من فيتامين C إلى ارتفاع السكر والألياف عن حاجة الجسم ما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض مثل الإسهال والغثيان والإقياء وتشنج المعدة والأرق، إضافة إلى زيادة تخزين الحديد في الجسم ومن ثم الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية (1).
- قد يزيد فيتامين C امتصاص الأدوية التي تحتوي الألمنيوم، ويرفع مستوى هرمون الإستروجين عند الأشخاص الخاضعين للعلاج الهرموني المُعاوِض (1).
- قد يؤثر محتوى البرتقال من البوتاسيوم في مرضى القلب الذين يتعاطَون حاصرات بيتا، ويسبب أذىً مُحتمَلًا لمرضى القصور الكلوي (2).
- قد تُفاقِم حموضة البرتقال حالة الحرقة والقَلَس عند مرضى الارتجاع المعدي المريئي (2).
- في حالات نادرة يعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاه البرتقال (3).
وفي النهاية تذكّر أن تناول كوبٍ من عصير البرتقال الطبيعي يمدك بالطاقة والانتعاش لكنه لن يكون أفضل من ثمرة برتقال طازجة غنية بالألياف خاصًة عند اتباعك حمية لتنزيل الوزن! (3).
المصادر:
2. Oranges: Health benefits, nutrition, diet, and risks [Internet]. Medicalnewstoday.com. 2020 [cited 23 December 2020]. Available from: هنا
3. Oranges 101: Nutrition Facts and Health Benefits [Internet]. Healthline. 2020 [cited 23 December 2020]. Available from: هنا