فسيفساء الجسم البشري؛ الأنسجة البشرية "الطبيعية" مليئة بالطفرات
البيولوجيا والتطوّر >>>> ألبـومـات
وانطلاقًا ممَّا سبق، بدأ العالم (Gad Getz) وزملاؤه في مستشفى (ماساشوستس) العام في بوسطن بدراسةٍ لجَمْع بيانات من آلاف العينات المأخوذة من قرابة 500 شخص بهدف معرفة محتوى خلايا الجسم الطبيعية من طفرات السرطان.
ونُشرَت نتائج هذه الدراسة في 6 تموز 2019 في Science1، ويُنظَر إليها بعين الأمل لمساعدة العلماء في فهمٍ أفضل لكيفية بَدْء السرطان، وكيفية اكتشافه في وقت مُبكر..
Image: syr-res.com
تنشأُ فسيفساء الأنسجة مع مراكمة الخلايا للطفرات من أخطاء الحمض النووي التي تحدث في أثناء انقسام الخلايا، وتتأثَّر بالتعرُّض للعوامل البيئية؛ مثل الضوء فوق البنفسجي أو دخان السجائر، وعندما تنقسم خلية الجلد مع طفرة معينة، يمكن أن تُخلق قطعة من الجلد مختلفة وراثيًّا عن جيرانها.
Image: syr-res.com
قررالباحث (Gad Getz) وزملاؤه الاستفادةَ من قاعدة بيانات الــ(RNA)التابعة لمشروع التعبير عن النمط الجيني في الأنسجة باسم (GTEx) عوضًا عن البحث عن الطفرات في الـ(DNA).
Image: syr-res.com
أعطى هذا المشروع لفريق العمل وصولًا سريعًا إلى البيانات المؤلَّفة من 6700 عينة مأخوذة من 29 نسيج لقرابة 500 شخص، ولكنَّهم لم يتمكَّنوا من جَمْع الطفرات كافةً باعتبار أنَّ قسمًا كبيرًا من الــ(DNA)غير مُرمِّز للــ(RNA).
Image: syr-res.com
وتوصَّل الفريق إلى أنَّ جسم الإنسان فسيفساءٌ معقدة تتكوَّن من مجموعات من الخلايا ذات جينومات مختلفة، ومجموعات عديدة منها تحمل طفرات يمكن أن تُسهِم في الإصابة بالسرطان.
Image: syr-res.com
تميل الأنسجة التي تحتوي على نسبة عالية من انقسام الخلايا؛ مثل تلك التي تُشكِّل الجلدَ والمريء إلى أن تكون أكثر فسيفسائية من الأنسجة ذات المعدلات الأقل من انقسام الخلايا، إضافة ً إلى أنَّ الفسيفسائية زادت مع تقدم العمر أيضًا، وكانت سائدةً -خصوصًا- في الرئتين والأنسجة الجلدية التي تتعرض لعوامل بيئية يمكن أن تُلحِق ضررًا بالحمض النووي.
Image: syr-res.com
طوَّرالباحث (Cristian Tomasetti) طرائق للكشف عن دنا الورم المُنتشِر في الدم، ويأمل الباحثون استخدامَه يومًا للعثور على علامات مُبكرة للسرطان، ولكنَّه يقول إنَّ فريقه تفاجأ بدايةً عند اكتشافه أنَّ بعض الطفرات المرتبطة بالسرطان كانت في مجموعة من خلايا الدم الطبيعية.
Image: syr-res.com
ولاحظوا أنَّ الجين المسمى (TP53) -المساعد في عمليات إصلاح الدنا- والمعروف باسم "حارس الجينوم" كان أحد أكثر مواقع الطفرات شيوعًا، وترتبط بعض التغييرات فيه بالسرطان، ولكنَّها قد تتطلَّب حدوث طفرات إضافية في جينات أخرى قبل أن تؤدي الخلايا إلى ظهور أورام.
Image: syr-res.com
الخطوة الآتية تُمثِّل إيجاد طرائق لفرز أيٍّ من هذه الخلايا التي ستصبح أورامًا وأيِّها "طبيعية"، ويمكن أن يكون ذلك لتحسين الجهود المبذولة للكشف عن السرطان في وقت مبكر كشفًا حاسمًا.
المصدر: هنا