بعدسة علم النفس - التسامح
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
ويُعدُّ التسامح مفهوماً مُختلفاً عن التصالح، إذ لا يعني العودةَ للتصرفات ذاتِها أو العلاقات المؤذية أو قبولها(1).
وإنَّ عَدَّ التسامح علامةً للضعف أو تنازلاً عن الحقوق لصالح المؤذي، هو من الاعتقادات الخاطئة. وإنّما هو تفاهمٌ لدى الشخص المتسامح ذاته، سواء أظهر ذلك أم لم يظهره.
وتشيرُ الأبحاث إلى ارتباط التسامح ارتباطاً وثيقاً بالصّحة النفسية وانخفاض القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية.
وفي دراسةٍ طبيّة وُجِد أنَّ تراكم الغضب والعِداء يُزيد من مخاطر الإصابة بمرض القلب، فيما يُقدّم التسامح نتائجَ عكسيّة في تخفيف حالة التوتّر والغضب والقلق لدى الشخص، كذلك يُساعد التسامح على احترام الشخص لذاته وتقديرها(1، 2).
ويُذكر أنَّ للتسامح جانبين، هما:
- التسامح الحاسم أو القطعيّ: والذي يَعفو فيه الشخص المُتعرّض للأذيّة على الفور، ولا يعود لمراجعة ما حدث معه أو يفكر به.
- التسامح العاطفيّ: يحتاج فيه الشخص فترةً زمنيةً حتى يصل إلى شعورُ التسامح، إلّا أنَّ ذكرياته تستمرّ بالدوران حول الموقف الذي تأذى فيه، ومن أذاه.
كيف يمكن الوصول إلى التسامح؟
يُمكن للخطوات الآتية أن تساعد على ذلك:
1- أعِد صياغةَ الموقِف: الخُطوة الأولى هي أن تتذكّر ما حدث بطريقةٍ موضوعيّة، وأن تَفهم الموقف من جوانبه جميعها.
2- تعاطَف: حاول أن تفهم وجهةَ نظر الشخص الآخر، ولماذا أخطأ. ففي بعض الأحيان يكون السبب وراء الخطأ غيرَ شخصيّ، وإنّما بسبب مُشكلةٍ ما يواجهها هذا الشخص.
3- امنح التسامح: تَذكّر عندما عامَلت أحدهم بقسوةٍ ومن ثمَّ سامَحَك، كيف شعرتَ عندها؛ حينها ستعلم أنَّ التسامح هديةٌ يمكن تقديمها للغير.
4- التَزِم بقرار التسامح الذي اتخذته.
5- وأخيراً، حافظ على التسامح، وإن كانت هي الخطوة الأصعب، بسبب معاودة الذكريات المتعلّقة بالموقف. فالتسامح ليس محواً لما حدث، وإنّما هو تغييرك لردِّ فعلك حيال هذه الذكريات(2).
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا