الحساسية الموسمية وعلاجاتها المتوافرة (الجزء الأول)
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة سريرية
تعدُّ الحساسية عمومًا والموسمية منها خصوصًا إحدى الحالات التي فشلت الأبحاثُ الطبية في إيجاد علاج ناجع تمامًا لها؛ نظرًا إلى عدم معرفة العامل المحسِّس معرفةً حاسمةً مئة بالمئة لكل حالة.
والأفضل في مثل هذه الحالات تجنُّب العامل المحسِّس في حال معرفته، ولكن؛ ماذا إن لم نستطع ذلك؟
والخيار الدوائي هو الحل طبعًا؛ إذ يتوافر عدد من الأدوية منها ما يُصرف دون وصفة طبية، ومنها ما يحتاجها، وتساعد هذه الأدوية في تخفيف الأعراض المزعجة والسيطرة عليها؛ كالاحتقان وسيلان الأنف وغيرها، وتشمل هذه الأدوية كلًّا من الزمر الآتية:
مضادات الحساسية antihistamines.
مضادات للاحتقان decongestants.
الأدوية الحاوية النوعين السابقين معًا.
الستيرويدات القشرية corticosteroids.
مثبتات الخلايا البدينة.
معدلات اللوكوترين.
وتتوافر أيضًا أصناف تندرج تحت خانة الأدوية المناعية، وهي تعمل على تعزيز مناعة الجسم ضد العوامل المحسسة؛ إذ تأتي بشكل حقن أو حبوب تحت اللسان (3).
1. مضادات الهيستامين antihistamines:
استخدمت مضادات الهيستامين منذ سنوات وحتى يومنا هذا لتدبير أعراض الحساسية، وتتوافر على هيئة أشكال فموية: سائلة (الشرابات) أو صلبة (مضغوطات، كبسولات) أو أنفية كالرذاذ والقطرات أو عينية كالقطرات (2).
وقد ساعدت هذه الأشكال في تخفيف الإدماع وسيلان الأنف والعطاس ويمكن إجمالها في زمرتين:
مضادات الهيستامين التي لا تحتاج وصفة طبية والتي بدورها تقسم إلى ثلاث فئات:
منها المسببة للنعاس والتي تُعد من الجيل الأول؛ مثل: كلورفينيرامين chlorpheniramine، برومفينيرامين Brompheniramine، كليماستين clemastine، ديفنهيدرامين diphenhydramine.
والتي لا تسبب النعاس؛ مثل: سيتريزين Cetirizine، فيكسوفينادين fexofenadine، لوراتادين loratadine.
ذات التطبيق العيني؛ مثل: كيتوتيفن Ketotifen، نافازولين naphazoline، فينيرامين pheniramin.
مضادات الهيستامين التي تحتاج وصفة طبية؛ مثل: ديسلوراتادين فمويًّا Desloratadine، والأزيلاستين أنفيًّا Azelastine، أما القطرات العينية فتضم الأزيلاستين Azelastine، والإبيناستين epinastine، والأولوباتادين olopatadine. (2)
كيف تعمل مضادات الهيستامين؟
عند التعرُّض إلى مسببات الحساسية من غبار الجو أو حبوب الطلع أو غيرها، فإنَّ جهاز المناعة يتحفَّز في خطوة منه لمنع هذه المُسببات من الدخول إلى الجسم والاستقرار فيه، ولكن؛ عند عدم كفاية الآليات الميكانيكية (الأشعار الأنفية والزفير وغيرها) تطلق خلايا الجهاز المناعي المعروفة باسم "الخلايا البدينة mast cells" مادةً تُسمى الهيستامين histamine، والتي ترتبط بمستقبلات خاصة بها مؤديةً إلى توسيع الأوعية الدموية مُسببة الاحمرار والحكة والاحتقان وتغير في طبيعة الإفرازات.
وترتبط مضادات الهيستامين بمستقبلات الهيستامين عوضًا عنه مانعةً إياه بذلك من إحداث أعراض الحساسية (3).
أما التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية المضادة للهيستامين فكما أشرنا، فإنَّ مضادات الهيستامين التي تتبع الجيل الأول (القديمة نسبيًّا) والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية قد تسبب النعاس (أثر مركن) بخلاف الجيلين الثاني والثالث التي لا تُسبب ذلك.
2. مضادَّات الاحتقان decongestants:
تعمل مضادَّات الاحتقان على تخفيف تجمُّع السوائل ضمن الأوعية (تخفيف الاحتقان)، وغالبًا ما توصف مع مضادات الهيستامين لتدبير حالات الحساسية، ويمكن أن تأتي على شكل قطرة أو بخاخ أنفي أو قطرة عينية أو شرابات أو مضغوطات أو كبسولات.
ويجب استخدام القطرات والبخاخ الأنفي والقطرات العينية لبضعة أيام فحسب (لا تتجاوز الثلاثة أيام على التوالي) في كل حالة تحسس؛ لأنَّ الاستخدام طويل الأمد يزيد الأعراض سوءًا، بينما يمكن تناول الأشكال الفموية فتراتٍ أطول نسبيًّا وبأمان.
ومن مضادات الاحتقان المتاحة دون وصفة طبية هناك: البسودوإفدرين pseudoephedrine، والفينيليفرين phenylephrin، والأوكسي ميتازولين oxymetazoline.
كيف تعمل مضادات الاحتقان؟
قد تتورم الأنسجة المخاطية الأنفية في أثناء تفاعل الحساسية استجابةً للاحتكاك بمسببات الحساسية، وينتج عن هذا التورم احتجاز كمية أكبر من المُعتاد من السوائل والمخاط.
ويمكن للشعيرات الدموية في العينين أن تتسع؛ ممَّا يسبب الاحمرار أيضًا.
وتعمل مضادات الاحتقان على تقبيض الأنسجة الأنفية وهذا يقلل الاحتقان، ويحفز تصريف المخاط الزائد، أما على مستوى العين فتقبيض الشعيرات الدموية يقلل من الاحمرار.
أما التأثيرات الجانبية لمضادات الاحتقان فقد ترفع ضغط الدم؛ لذلك يُحذر الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في ضغط الدم أو ضغط العين من تناولها، ومن الممكن أيضًا أن تسبب الأرق أو الهياج أو التقليل من إدرار البول (2).
3. مزيج أدوية الحساسية:
قد تحوي بعض أدوية الحساسية كلًّا من مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان معًا في محاولة لتخفيف أعراض متعددة للحساسية.
ولا يقتصر عمل بعض مضادات الهيستامين على حصر الهيستامين، بل من الممكن أن يمنع الخلايا البدينة أيضًا من إطلاق مواد كيميائية أخرى مُسببة للحساسية غير الهيستامين.
ومن هذه المزائج نذكر:
التي لا تحتاج وصفة طبية؛ مثل: (سيتريزين مع بسودوإيفيدرين)، (الفكسوفينادين مع بسودوإيفيدرين)، (ديفينهيدرامين مع البسودوإيفيدرين)، (اللوراتادين مع البسودوإيفيدرين) لحساسية الأنف، (النافازولين مع الفينيرامين) لالتهاب الملتحمة التحسسي.
والتي تحتاج وصفة طبية؛ مثل: (أكريفاستين مع البسودوإيفيدرين) للحساسية الأنفية، (أزيلاستين وفلوتيكاسون) (Dymista) يجمع بين مضادات الهيستامين مع الستيروئيد في رذاذ أنفي لحساسية الأنف الموسمية (2).
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا