الفكرة (The Idea)؛ هي انعكاسٌ لصورةٍ حسيّةٍ خارجية أو باطنية في الذهن (1)، وأمّا عند أفلاطون (Plato 428-348 BC) فالفكرة هي المثال، وعالمها عالم المُثل الذي يتجاوز عالم المحسوسات والتصورات الذهنية، وإلى هذا المعنى نفسه يتجه كانط (Immanuel Kant 1724-1804)، لكنّه يرى بأنّه ليس ثمّة موضوعٌ خارجيٌّ مطابق للأفكار التي في الذهن (1,2).

والفكرة هي مبدأٌ نشطٌ ومحدّد لشيء ما، وهي مشتقّة من الكلمة اليونانيّة (eidos أو إيدوس)، وكانت تُستخدَم بالمعنى الذي ربطه بها "أفلاطون في "نظرية المُثل" خاصته، ولم يُستخدَم هذا المصطلح بمعناه الحالي الذي يرتبط "بالفكر" أو "المفهوم" أو "المعتقد" أو "النية" أو "الخطة" إلا بحلول القرن السابع عشر (3).

وقد قسّم ديكارت (René Descartes 1596-1650) الأفكار إلى أربعة أنواع:

أفكار فطريّة (Innate Ideas)، وهي التي تنبع من النفس دون أن يتدّخل فيها الإحساس أو التجربة، وتتميّز بوضوحها وبساطتها.

والأفكار العارضة (Accidental Ideas): تصدر عن تأثّر الحواس بعوامل خارجية كالأصوات واللون والرائحة والطعم.

والأفكار المصطنَعة (False Ideas)، وهي التي نركّبها عن طريق أفكارنا العارضة ويدخل فيها الخيال كأن نتصوّر فرساً بجناحين.

والأفكار المطابقة (Adequate Ideas)، وهي التي تطابق موضوعها مطابقةً تامّةً على عكس الأفكار غير المطابقة (Inadequate Ideas) التي تتميّز بالغموض وتفتقر للتّحديد (1).

وهكذا بات مصطلح الفكرة يُطلق على كلّ ما يفكّر فيه العقل وصار مصطلحًا مقابلًا للشعورِ، والعاطفة، والفعل، وتصوّراً جزئيّاً للحقيقة؛ ذلك أنّ الحقيقة لا تكون إلا كُليّة، ومن منظورٍ آخر؛ فالفكرة تصوّرٌ عقليٌ صرف لنمط الموضوع الخارجي الذي يكون مستقلاً عن الفكر الذي يفكّر فيه.

المصادر:
1- سعيد، جلال. (2004). معجم المصطلحات الفلسفية. تونس: دار الجنوب للنشر. ص 332
2- الحفني، عبد المنعم. (2000). المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة. (الطبعة الثالثة). القاهرة: مكتبة مدبولي. ص 601
3- هنا