الجهاز الهضمي وكورونا (COVID-19)
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
وكشفت الدراسات الحالية أن الأعراض التنفسية لمرض (COVID-19) مثل الحمى والسعال الجاف وضيق التنفس هي الأعراض الأكثر شيوعًا. كذلك ترافق بنسبة أقل شيوعًا مع أعراضٍ هضميةٍ مثل الإسهال والإقياء والغثيان والانزعاج البطني، وهي التي -حسب بعض الدراسات- قد تظهر مبكرًا ومن ثم تليها الأعراض التنفسية (1).
فقد أُجريَت دراسةٌ مقطعيةٌ مستعرضة (Cross-sectional) على 204 مريض مصاب بفيروس كورونا المستجد، وذلك في ثلاث مستشفيات في الصين، وأظهرت الدراسة أن 50.5% من المرضى كانت الأعراض الهضمية لديهم هي الشكوى الرئيسية، وشملت الأعراض ما يأتي: فقدان الشهية 78.64%، وإسهال 34.0%، وإقياء 3.9%، وألم بطني 2% (2).
وتُفسَّر آلية الإصابة بفيروس (SARS-COV-2) المُسبب (COVID-19) بأنه يدخل خلايا جسم الإنسان عن طريق مستقبلات (ACE2)، وإلى جانب وجود هذه المستقبلات في الرئتين، فإنّها توجد في أعضاء أخرى كالجهاز الهضمي. ومن التفسيرات المحتملة الأخرى للأعراض الهضمية هي الأذية الناجمة عن الاستجابة الالتهابية ووجود الفيروس في الدم viremia (2,1). كذلك كشف عن المادة الوراثية للفيروس في عينات البراز وفي الغشاء المخاطي للأمعاء في قرابة 50% من حالات (COVID-19)؛ مما أثار تساؤلات فيما إذا كان الجهاز الهضمي طريقًا محتملةً لنقل العدوى، لكن لا إجابات قاطعة حتى الآن (3).
وفي السياق نفسه؛ لُوحظ أن مرضى (COVID-19) الذين يعانون أعراضًا هضميةً ظهرت لديهم نتائج سريرية أسوأ، وخطر أعلى للوفاة مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم أعراض هضمية؛ مما يؤكد أهمية الكشف المبكر عن الأعراض الهضمية مثل الإسهال وفقدان الشهية للوصول إلى تشخيص مبكر للـ (COVID-19)؛ وبذلك علاج مبكر وحجر صحي أسرع، وإذا دلَّ ذلك على شيء؛ فهو يدل على أهمية ملاحظة الأعراض الهضمية التي كان يجري تجاهلها والتقليل من شأنها في السابق (2).
المصادر: