هب يمكن لجثث المتوفين بـ COVID-19 أن تنقل العدوى؟
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
بدايةً؛ من المهم الإشارة إلى أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائيَّة لدى الأفراد المسؤولين عن رعاية جثة المُتَوَفَّى، وذلك بهدف المحافظة على صحتهم وسلامتهم؛ إذ يجب التحقق من اتباعهم شروط نظافة اليدين وتزويدهم بمعدات الحماية الشخصيَّة الضروريَّة، ويُمنَع أيضًا كبار السن (أي فوق الستين سنة) أو الأطفال أو المصابون بأمراض مزمنة أو المضعفون مناعيًّا من التعامُل المباشر مع جثة المُصَاب (1).
قدَّر المخبر المختص التابع للصحة العامة الإنكليزية (Public Health England (PHE الخطرَ الذي تشكله جثث المتوفين بداء فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، وتبين أنه قد تتشكل قطيرات (droplets) وتنطلق نتيجة حركة الهواء الاصطناعي في أثناء رعاية المتوفى الأوليَّة، وقد ينطلق هباء جوي (aerosols) في حال فحص الجثة باستخدام أدوات كهربائيَّة، وما تبقى من خطر العدوى فهو احتمال ضئيل. وورد أيضًا أنه بسبب تكثُّف مفرزات الجهاز التنفُّسي بعد الوفاة والتّفكك السريع للفيروس -هو بحاجة إلى نسيج حي للاستمرار-؛ فإن تسرُّب سوائل الجسم لا يشكِّل خطرًا، ولذلك لا حاجة إلى استخدام أكياس الجثث إلا لنقل الجثث وغيرها من الأسباب التي تدعو إلى ذلك، ويفيد وضع قطعة من القماش على فم أو وجه المتوفى في الحماية من انتشار أيَّ هباء جوي. وتجدر الإشارة إلى أنّ حفظ الجثث في البرادات المخصصة يمكن أن يزيد من فترة بقاء الفيروس أكثر من ٤٨-٧٢ ساعة في الجثة (2)، ويجب على كل مَن يشارك في تحضير جثة المُتَوَفَّى المصاب ارتداء ثوب خاصٍّ وقفازات خاصة، إضافة إلى قناع الوجه ونظارات واقية عند الخوف من تدفق سوائل الجسم (1).
ومن الضروري التخلُّص من القفازات وقناع الوجه وغيرها من وسائل الوقاية الفرديَّة بعد تحضير جثة المُتَوَفَّى وغسل اليدين مباشرةً أو فركهما بمعقم كحولي. ويُنصَح بالاستحمام بعد إتمام عملية التحضير، وغسل الثياب بأعلى حرارة ممكنة وتجفيفها جيدًا، وذلك في حال عدم استخدام معدات الوقاية (3).
يمكن أن يُدفَن المتوفون المصابون بداء فيروس كورونا المستجد؛ إذ ليس من الضروري حرق جثثهم، ويعدُّ اتخاذ القرار بذلك أمرًا متعلقًا بالعادات والتقاليد فحسب. ولكن على المسؤولين عن دفن جثة المُتَوَفَّى ارتداء قفازات وغسل يديهم بعد الانتهاء من عملية الدفن. ويُسمَح لعائلة المُتَوَفَّى أن ترى فقيدها مع التشديد عليهم بعدم لمسه أو تقبيله، وباتباع تعليمات النظافة (1).
ختامًا، نذكر أنه لم تُؤكد أيَّة حالة عدوى بفيروس كورونا المستجد جراء التعرُّض لجثث المصابين، ولكن سُجِّلَت حالة لمصاب يعمل في وحدة الطب الشرعي في مدينة بانكوك (Bangkok) عاصمة تايلاند (Thailand)، ولم يتبين بعد إذا كانت العدوى قد انتقلت إليه من إحدى الجثث أم كانت نتيجة التعرُّض المجتمعي (4).
المصادر: