كيف يمكن لـ (COVID-19) أن يؤذي الكلى؟
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
كيف يمكن لـ (COVID-19) أن يؤذي الكلى؟
لقد سُمّي المرض الذي يُسبِّبه الفيروس التّاجي المسبِّب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحادّ من النمط 2 (SARS-CoV-2) بمرض فيروس كورونا المستجد 2019 (COVID-19)، وهو الذي يظهر على نحوٍ أساسيٍّ بصفته مرضًا تنفسيًّا حادًّا يترافق مع الالتهاب الرّئوي الخلالي والسّنخي، ولكنّه يمكن أن يصيب أعضاء عديدةً مثل الكلى والقلب والجهاز الهضمي والجهاز العصبي وكذلك الدم (3).
وعلى الرغم من التزايد السّريع للمعرفة المكتسبة عنه، إلا أنَّ هناك العديد من المجهول وخصوصًا فيما يتعلَّق بالكلى.
فكيف يتسبّبُ (COVID-19) بإصابة الكلى؟
أظهرت التقارير المبكِّرة تطوَّر إصابةٍ كلويّةٍ حادّةٍ عند 3-9% من المصابين بـ (COVID-19)، في حين أظهرت التقارير الأخيرة أن نسبة الشذوذات الكلوية المرافقة كانت أكثر من ذلك (3)، ففي دراسةٍ تضمّنت 710 من مرضى (COVID-19) المستقبَلين في المشافي؛ وُجِدَ لدى 44% منهم بيلة بروتينيّة وبيلة دمويّة، أمّا كرياتينين المصل ونيتروجين يوريا الدم (BUN) فارتفعت تراكيزهما لدى 15.5% و14.1% من المرضى على التوالي؛ إذ عُدَّت الإصابة الكلويّة الحادّة عاملًا خطرًا مستقلًا لوفيات المرضى داخل المشافي (2,3).
أما من ناحية الآليّة الإمراضية لإصابة الكلى؛ فما تزال غير واضحةٍ تمامًا؛ إذ تشمل الآليّات المفترضة:
1. إمّا أنّ الإنتان الذي يُسبّبه (covid-19) يؤدّي إلى تحريض متلازمة عاصفة السيتوكينات (Cytokine storm syndrome) (3)، وهي مجموعةٌ من الاضطرابات التي يُسبّبها فرط إنتاج عوامل التهابيّةٍ متعدّدةٍ وتنتهي بالالتهاب الجهازي الشامل وعدم استقرار الدورة الدمويّة الذي قد ينتهي بحدوث الصّدمة (انخفاض الضغط الدموي الشديد)، إضافةً إلى قصورٍ متعدّدٍ في الأعضاء (6).
2. وإمّا أنّ الإنتان يؤدّي إلى إصابةٍ خلويّةٍ مباشرة؛ إذ نجح مؤخرًا مختبرُ (Zhong) في (Guangzhou) في عزل (SARS-COV-2) من عيِّنةِ بول مريضٍ مصابٍ بـ (COVID-19)، ثمّ إنه من المعروف وجود مستقبل الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين و(depteptidyl peptidase-4) -اللذان عُرِفا بارتباطهما بكلٍّ من (SARS-CoV وMERS-CoV).
وأخيرًا ارتباط الأوّل بحدوث (COVID-19) بوصفه مستقبلًا لـ (SARS-CoV-2) في خلايا الأنابيب الكلويّة للمرضى المصابين، وكذلك كُشف (RNA) الفيروسيات التّاجية السّابقة في أنسجة الكلى والبول.
وهذا يوضح أنّ الكلى تُعدًّ هدفًا لفيروس (COVID-19) (3).
فما العلاج المناسب في هذه الحالة؟
يشمل العلاج الحالي لمرضى (COVID-19) المترافق مع إصابةٍ كلويّةٍ حادّةٍ العلاجَ الداعمَ ومعالجات الإعاضة الكلويّة المستمرّة أو ما يعرف بالتحال المستمر (Continuous renal replacement therapy (CRRT) وهي التي لها الدور الأهم عند هؤلاء المرضى (3,5)، في حين لم يُصادَق حتى الآن على أيّ مضادٍ فيروسيٍّ لعلاج (COVID-19) ولكن تستعمل بعض الأدويّة قيد التجربة مثل: الهيدروكسي كلوروكين (Hydroxychloroquine)، والكلوروكين (Chloroquine)، واللوبينافير/ريتونافير (Lopinavir/Ritonavir)، والريمديسيفير (remdesivir)
(1,3)
لم يقتصر فيروس (COVID-19) على فئةٍ محدّدةٍ، لكنه يُشكِّل تهديدًا خاصًّا عند مرضى زرع الكلية نظرًا إلى تثبيط المناعة لديهم، ولهذا يُعدُّ للتشخيص المبكّر لـ (COVID-19) عند هؤلاء المرضى أهميّةً خاصّةً (4).
فما المظاهر السّريريّة عند مرضى زرع الكلية المصابين بـ (COVID-19)؟
لقد أظهرت الدراسات أن المظاهر السّريريّة لهؤلاء المرضى من أعراضٍ وعلاماتٍ سريريّةٍ ومخبريّةٍ والتصوير المقطعي للصدر هي ذاتها عند بقيّة مرضى (COVID-19) غير الخاضعين لزرع الكلى (1,4).
فهل يُوجد علاجٌ خاصٌّ لهؤلاء المرضى؟
يجب التقليل أو حتى الإيقاف المؤقَّت لمثبّطات المناعة التي قد تشمل: بريدنيزون (prednisone)، وميكوفينولات موفيتيل (mycophenolate mofetil)، وتاكروليموس (tacrolimus)، وميثيل بريدنيزولون (methylprednisolone) إضافةً إلى الغلوبولين المناعي؛ (1) وذلك من أجل استعادة المناعة المضادّة للعدوى في خلال فترةٍ قصيرةٍ ممّا يُساعد على القضاء على الفيروس (4).
ومع تحسُّن المريض؛ يمكن عندها إدخال العوامل المثبّطة تدريجيًّا، ويجب التنبيه لأنّه في الفترة السّابقة لإعادة مثبّطات المناعة الفمويّة، يُعدُّ من المهم استعمال الجرعات المناسبة من الستيروئيدات القشريّة الوريديّة؛ إذ إنّ التأثير الكابت للمناعة للستيروئيدات القشريّة يحمي الطعم الكلويّ من الرّفض الحادّ، ويُجنِّب المريض حدوث أزمةٍ كظريّةٍ حادّة. علاوة على ذلك.. فإنّ تأثير الستيروئيدات القشريّة المضاد للالتهاب قد يُقلّل أيضًا الإفرازات السّنخيّة ويُخفّف الأعراض الجهازيّة (مثل الحمّى أو التّعب) الناجمة عن تأثيرات العوامل الالتهابيّة (4).
المصادر: