كيف يتعلم أطفالنا ماذا يجب أن يأكلوا؟
الغذاء والتغذية >>>> تغذية الأطفال
وفقاً لدراسة نشرت في مجلة Psychological Science " مجلة تابعة لمنظمة العلوم النفسية " في شهر كانون الثاني من هذا العام ، بأن الأطفال الرضع الذين بعمر ال 6 أشهر يميلون الى التوقع بأن النباتات هي مصدر للغذاء ، ولكن فقط بعد أن يُبين لهم شخص كبير بأن هذا الطعام هو آمن للأكل .
المصدر: هنا
أظهرت النتائج بأنه بعد رؤية شخص بالغ يضع في فمه جزء من النبات أو جزء من شيء مصنوع من قبل الانسان فإن الرضع من عمر 6 – 18 شهر يدركون بأن هذا النبات هو مصدر للغذاء .
تقول عالمة النفس ومعدة هذه الدراسة آني ورتز من جامعة ييل بأن "النباتات غالباً ما تكون مهمشة قي الحياة العصرية الحديثة ، ولكنها كانت المركزية للمشاكل الأساسية المتمثلة في تحديد أي منها يشكل الغذاء و أي منها يعتبر قاتل عبر الزمن التطوري ، اعتمد البشر على الموارد النباتية جميعها للغذاء ولكن العديد من النباتات سامة وقد تكون قاتلة ".
هنا يكمن السؤال بأنه كيف يتعلم الأطفال ما هو الجيد للأكل وما هو غير جيد ؟؟؟
لاحظت ورتز والمؤلف المشارك كارين وين بأن قرارات الأطفال حول الأطعمة لا تتحدد ببساطة عن طريق تقليد سلوك الكبار . وقد افترض كل من ورتز و وين بأنه عوضاً عن تقليد الكبار بشكل تام فإن الأطفال يميلون لأن يكون لهم أنماط خاصة من الكيانات ولكن فقط عندما يفعلها الكبار أولاً.
وقد أخضع العلماء افتراضهم لأربع اختبارات.
الأطفال وعلى مدى 18 شهر قُدِم لهم النبات الاصطناعي الواقعي المظهر ونبات يكون واضح أنه من صناعة الانسان وأرفق كل منها بالثمار المجففة ، فالأطفال شاهدوا المختبر وهو يتناول فاكهة واحدة من كل شكل ووضعها في فمه كما لو كان يأكلها. وبعد ذلك تم سحب الثمار وسألوا الأطفال " أي منها تستطيع أن تأكل ؟ ".
أظهر الأطفال اختيار الثمار الطبيعية بالرغم من أنهم ما رأوه ينطبق على الثمار الصناعية والثمار الطبيعية .
لقد أظهرت التجارب أن فعل الأكل هو كان الدافع لهذا التحيز القائم على النبات ، فعندما وضع المُختبر الثمار خلف أذنه أو اكتفى بالنظر الى النبات الطبيعي و الصناعي عوضاً عن القيام بأي عمل فالأطفال كان اختيارهم عشوائي .
وقد أُظهرت أيضا أدلة على وجود التحيز القائم على النبات للرضع الأصغر سناً والذين ليس لديهم أي خبرة مع الطعام الصلب ، فالرضع بعمر ال 6 أشهر أبدو النظر بشكل مطول لحركة الفم عندما تظاهر الباحثون بتناول الثمار الاصطناعية ، مما يوحي بأن هناك انتهاك لتوقعاتهم بالنسبة لصلاحية الطعام .
تقول ورتز بأن التجارب تظهر مما سبق بأن الرضع يستخدمون معلومات اجتماعية من البالغين بسرعة وبشكل انتقائي لتحديد النباتات كمصدر للغذاء ، وعلى نطاق أوسع فهذا يشير الى أن البشر يختلف عن بعض المخلوقات غير البشرية الأخرى فهم ليسوا بهذه البساطة التي تعتبر بأن أي شيء يذهب الى الفم يكون غذاءا ، وعوضاً عن ذلك فهم يأخذوا نوع الشيء بعين الاعتبار.
لاحظت ورتز بأن آلية التعلم الاجتماعي هذه تعمل بالتنسيق مع الآليات الأخرى ، بما في ذلك فترات حساسة للتعلم عن الطعام والنفور من أذواق معينة كالمرارة .
تقول ورتز بأن تعلم الغذاء البشري معقد ونحن فقط في مجرد بداية لاكتشاف حقيقة هذه الأسئلة المهمة . وعلى مستوى عملي تعتقد ورتز بأن والدي الأطفال قد يكونوا قادرين على وضع هذه النتائج حيز الاستعمال.
إعلم بأن الاطفال قد يكونوا متحيزيين لمعرفة أن الثمار قد تم التقاطها من النباتات الورقية الخضراء الصالحة للأكل للحصول على أطفال مهتمين في تناول الفاكهة والخضراوات ، مثل أخذهم لقطف ثمارهم الخاصة من المزرعة.