على الرغم من الشعور بالشبع إلا أنّ بعض الأطعمة تحرضك على تناول المزيد، وهذا يحدث للجميع في بعض الأحيان على الرغم من الضوابط والتوازنات الطبيعية في الهرمونات والإشارات العصبية، لذلك حاول Andreas Hess وزملائه في جامعة Friedrich-Alexander University Erlangen-Nürnberg أن يعرفوا سبب هذه الحالة، حيث علق Hess بقوله أنه لمن الهام التعرف على السبب المباشر الذي يجعلنا نتناول كيس رقائق البطاطا بشكلٍ كاملٍ دون القدرة على التوقف.

ففي دراسةٍ نشرت مؤخراً في Scientific Reports وجد فريق Hess أنّ نسبة الدهون إلى الكربوهيدرات في الطعام كانت العامل الأساسي الذي يحرض على تناول الطعام على الرغم من الشعور بالشبع.
كما بينت نتائج دراسة فريق Hess أن تقديم رقائق البطاطا للجرذان سببت لديهم متعة الإفراط في تناول الطعام. ومن المعروف أن المكونات الأساسية لرقائق البطاطا هي الدهون والكربوهيدرات، لذلك تساءل الباحثون عن دور هذه المكونات.
وكانت أحد الاحتمالات أن الجرذان ببساطة تفضل الأطعمة ذات المحتوى العالي من الطاقة. ولاختبار هذا الاحتمال قدم Hess وفريقه للجرذان الطعام مع زيادة نسبة الدهون. بالنتيجة أكلت الجرذان كميةً أكثر من الطعام الحاوي على الدهون بنسبة لا تتجاوز 35%، ولكن في الواقع تناقصت شهية الجرذان للطعام عندماارتفعت نسبة الدهون في الطعام عن 35%.

وفقاً للنتائج السابقة، استخدم الفريق التصوير بالرنين المغناطيسي المنشط بالمنغنيز (MEMRI)، وهي طريقةٌ عالية الدقة تعطي صورةً واضحةً لكافة مناطق الدماغ. حيث طُبِّق هذا الفحص خلال تغذية الجرذان إما بالطعام العادي أو الطعام الحاوي على نسبة 35% من الدهون أو رقائق البطاطا، فبنيت نتائج الصور وجود اختلافاتٍ كبيرةٍ في المناطق النشِطَة من الدماغ باختلاف الطعام المقدم. إذ وجد الباحثون أن مناطق الدماغ التي تتنشط بفعل تناول رقائق البطاطا هي تلك المرتبطة بالإدمان، وتناول الطعام، والنشاط الحركي مع تعطل مراكز الشعور بالشبع.
يعمل فريقHess حالياً على التأكد من أن هذه الآلية هي نفسها التي تحدث عند الإنسان، كما يحاول الباحثون تحديد المكونات الغذائية المسؤولة بشكل مباشر عن ذلك.

المصادر :
1. هنا
2. هنا

وللإطلاع أكثر على علاقة الجوع بالدماغ يمكنكم قراءة المقالات التالية:
التحكم بإفراط تناول الطعام بواسطة هرمونٍ في الدماغ: هنا
ترويض الجوع: الدماغ لاعبٌ رئيسيٌ في هذه العملية: هنا
يرتبط النهم للوجبات السريعة بهفوات في وظيفة الدماغ!: هنا

كما يمكنكم الإطلاع على مجموعة من العادات والممارسات الغذائية التي تؤثر نمط الأكل: هنا