لماذا نشعر بالفضول؟
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
يعرف الفضول على أنه أحد المكونات الأساسية لطبيعتنا البشرية والدافع المحرك نحو إدراك ما لا نعرفه واكتشافه، بوصفه صورةً من صور البحث عن المعلومات (2).
إذ تكمن أهميته في كونه سمة دائمة وليس مؤقتة، يُنظر إليه على أنه ممتع وليس واجباً مزعجاً، فهو يؤدي دائماً إلى التفكير والعمل وليس فقط سلبياً (3).
فعندما يجذب انتباهنا شيء ما في البيئة المحيطة وهذا ما يسمى "فضول حسي"، تصبح لدينا رغبة في تعلم المزيد عن ذلك الشيء "فضول معرفي" (4).
فالفضول لديه القدرة على تغيير السلوك، وذلك وفقاً لبحث قدمته جمعية علم النفس الأمريكية عن إثارة فضول الناس ومن ثم التأثير في اختياراتهم مثلاً: إبعادهم عن شراء الأطعمة غير الصحية، وتشجيعهم على شراء المنتجات الصحية والطازجة، وذلك من خلال وضع لافتات عليها عبارات مضحكة، أو طباعة عبارات على الأكياس تعزز رغبة الفضول لديهم لشراء تلك المنتجات.
وبالمثل هذا ما تفعله العديد من مواقع الويب لزيادة عدد الزيارات، من خلال عناوين مثيرة لاهتمام القارئ وتجذب انتباهه (1).
وعندما يتعلّق الفضول بالأعمال، يعدّ مهماً بالنسبة إلى أداء المؤسسة لأنه يساعد القادة والموظفين على التكيف مع الضغوط الخارجية، إذ يعد وسيلةً للتفكير بعمق وإيجاد حلول سريعة (5).
ومن فوائده للقادة والموظفين: (5)
1- العقلانية في اتخاذ القرارات وتجنب الخطأ.
2- المزيد من الابتكار والتغيير الإيجابي.
3- يعزز الذكاء والطاقة البدنية والعقلية بنسبة 20%.
وهنا يكمن الدور الأساسي للقادة في تعزيز الفضول لدى الموظفين بجعلهم يكتشفون ويتعلمون ويبدعون انطلاقاً من توظيف فضولهم بطريقة صحيحة (5).
على الرغم من كل ذلك وبوصفه واحداً من أهم عوامل نمو الأطفال (3)، فإنه سمة يتميز بها العديد من العلماء مثل ألبرت أينشتاين أو ستيف جوبز، ولا يزال غير مفهوم بوصفه ظاهرةً نفسية، وسبب ذلك ندرة المهام العملية للتعامل معه حتى الآن.
إذ قد يكون نقصه أحد أعراض الاكتئاب، وحتى الإفراط به قد يدل على تشتيت الانتباه ومن ثم يكون أحد أعراض نقص الانتباه أو فرط النشاط (2).
ولا تزال هناك العديد من التساؤلات بالنسبة إلى تصنيفه، والتحكم به، والتي لا يزال العلم في طريقه لمحاولة الكشف عنها..
المصادر: