هل الذكور أكثر عرضةً للإصابة بفيروس كورونا المستجد؟
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
وعلى الرغم من نجاح هذا الأنموذج في تفسير الارتباط بين شدّة الإصابة بالفيروس وبعض الحالات المرضيّة؛ فهو لم يُفسّر التباين الحاصل في شدّة الإصابة بين الجنسين وشدّة الإصابة المُلاحَظة لدى الشباب الذين لا يعانون أمراضًا سابقةً (1).
وبناءً على هذه التناقضات؛ توجّهت شكوكٌ علميةٌ إلى تدخّل الهرمونات الجنسيّة، وقد وُضِعت فرضيتان: إمّا أن يكون الهرمون الذكري (الأندروجين) مساهمًا في شدّة الاختلاطات الناتجة عن الإصابة بالفيروس، وإما أن يكون الهرمون الأنثوي (الإستروجين) عاملًا وقائيًّا.
وفي حين لا تزال الأبحاث جارية للتحقق من صحّة الفرضيّة الثانية (2)، فقد رفع داعمو الفرضيّة الأولى نظريةَ "التستوستيرون يزيد حساسية الإصابة بـ (SARS-CoV-2)" والتي بُنِيَت عن طريق إثبات وجود مُستقبِلٍ أندروجيني مسؤول عن تفعيل جين أنزيم البروتياز الغشائي سيرين 2 (Transmembrane protease serine 2 أو اختصارًا TMPRSS2)؛ والذي بدوره يُعدّ أنزيمًا مساعدًا على تثبُّت الفيروس على سطح الخليّة بعد ارتباطه بمستقبِلِه، ويُعدّ نشاط هذا الأنزيم أساسيًّا في الانتشار الفيروسي داخل الجسم والإمراضية النّاتجة عنه. وعلى الرغم من وجود أنزيمات بروتياز أخرى فعّلت أشواك (spikes) فيروس كورونا ضمن المخبر؛ لكنّ (TMPRSS2) هو الوحيد الذي أُثبِت تورّطه ضمن جسم الإنسان المصاب، كذلك لم يُلاحَظ وجود محفزٍ آخر لنشاطه سوى المُستقبِل الأندروجيني (3).
وفي 7 أيار (مايو) نُشِرت دراسةٌ جديدةٌ تدعم هذه النّظريّة؛ إذ جُمِعت البيانات من 68 مشفى في مدينة (فينتو) الإيطالية، ووجد الباحثون أنّ مرضى سرطان البروستات الذين يتلقّون علاجًا لتخفيف الإندروجين (Androgen deprivation therapy (ADT كانوا أقلّ عرضةً للإصابة أو الوفاة بفيروس كورونا المستجد مقارنةً بغيرهم من المرضى، فمِن ضمن 5273 مريض سرطان بروستات تلقوا الـ ADT علاجًا للسّرطان؛ أُصيب أربعة مرضى فقط بالفيروس، ولم يَمُت أحدٌ منهم، علمًا أنّ خطورة الإصابة بالفيروس تتضاعف لدى مرضى السّرطان مقارنةً بالأشخاص الأصحّاء.
تُظهِر نتائج الدراسة أنّ مرضى سرطان البروستات ممّن تلقّوا العلاج المخفّف نقُصَت لديهم الإصابة بالفيروس أربعة أضعافٍ عمّن لم يتلقوه من مرضى سرطان البروستات الآخرين، ونقصت خمسة أضعافٍ عن مرضى السّرطانات الأخرى؛ ممّا يجعلها الدراسة الأولى التي تقترح وضع هذه العلاجات ضمن قائمة العلاجات المحتملة لمرضى (COVID-19)، إضافةً إلى أنّها تدعم النظرية المذكورة سابقًا عن الهرمون الذكري.
وعلى الرغم من أنّ النتائج الأوّليّة محمّسة؛ فقد أكّد الباحثون على ضرورة إجراء أبحاثٍ تشمل عيّناتٍ أكبر وتراعي عوامل أخرى؛ كالعمر المتقدّم، ومؤشّر كتلة الجسم (BMI)، والأمراض القلبيّة المزمنة، والتي تُعدُّ جميعها عوامل خطورةٍ للإصابة بفيروس (SARS-CoV-2).(2,4)
المصادر: