هلع الشراء (Panic Buying)
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
في ظل انتشار فيروس Covid-19 في أنحاء العالم أقبلت حشود من الناس على متاجر البقالة لشراء مستلزماتهم الأساسية وبكميات قد تفوق الحاجة أحيانًا.
وورد في أستراليا أن أحد العملاء اليائسين سحب سكينًا محاولًا الحصول على آخر قطعة من ورق التواليت على الرف في سوبر ماركت وولورثس (Woolworths) في سيدني(2).
وطالبت المتاجر الكبرى المستهلكين في المملكة المتحدة بعدم شراء كميات أكثر مما يحتاجون بسبب المخاوف بشأن Coronavirus؛ إذ فرغت بعض المنتجات من الرفوف في بعض المتاجر في خلال عطلة نهاية الأسبوع(3). وتظهر أحدث الأرقام من مزود بيانات السوق Kantar أن مبيعات السوبر ماركت في المملكة المتحدة نمت بأسرع معدل على أساس سنوي في أكثر من عقد في خلال الأسابيع الـ 12 الماضية. حتى إن المبيعات الإجمالية ارتفعت بنسبة 20.6٪ في الأسابيع الأربعة حتى 22 آذار/مارس(1).
وسجلت المتاجر (السوبر ماركت) البريطانية رقمًا قياسيًّا للمبيعات بلغ 10.8 مليار جنيه إسترليني (13.25 مليار دولار) في آذار/مارس2020 (1).
والسبب وراء ذلك كله هو هلع الشراء (Panic Buying) الذي أدى بالمستهلكين إلى التسوق أكثر من المعتاد بسبب الاستعداد للإقامة الطويلة في المنزل(1).
إن هلع الشراء هو سلوك قد ينتج بسبب بعض الأحداث المختلفة ويتميز بزيادة سريعة في حجم الشراء، مما يؤدي عادة إلى زيادة سعر السلعة. ومن منظور كلي، يُقلِّل العرض ويخلق طلبًا أعلى، مما يؤدي إلى ارتفاع تضخم الأسعار(4).
وبحسب بيان لرئيس قسم التجزئة وآراء المستهلكين قال: "ليس من المستغرَب رؤية المتسوقين يحمون أنفسهم بحذر من المرض. فإن مبيعات مطهر اليدين قد ارتفعت بنسبة 255٪ في فبراير. وفي الوقت نفسه، شهدت أنواع أخرى من الصابون السائل زيادة في المبيعات بنسبة 7٪، وقد زاد الإنفاق أكثر بنسبة 10٪ على عمال النظافة المنزلية(1).
إضافة إلى أن الأرز والمعكرونة والسلع المعلبة وسائل غسل اليدين وورق التواليت كانت من المواد التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في حجم المبيعات في الأيام الأخيرة(3).
يعتقد ولفرز (Justin Wolfers) البروفيسور في علم الاقتصاد بجامعة Michigan أن هؤلاء المشترين اليائسين ليسوا مجانين؛ إذ قال في تغريدة له على تويتر: "إن اقتصاديات نقص ورق التواليت هي نفسها التي تحدث في البنك،". تخزِّنُ ورق التواليت لأن الآخرين يخزنون أيضًا، مما يؤدي إلى نفاد الإمدادات(2).
وقال في مقابلة هاتفية له مع فوربس: "حجتي هي ببساطة أن هلع الشراء يمكن أن يكون عقلانيًّا". و"لا يوجد شيء متأصل في الأسواق يمنع ذلك"(2).
بدأت المتاجر الكبيرة الآن بتحديد كمية الوحدات من بعض المنتجات التي يمكن للمستهلكين شراؤها لمحاولة مواجهة ما يسمى بهلع الشراء(3). مثل أحد متاجر كوستكو Costco في كانبيرا أستراليا وضع قيودًا على عمليات شراء ورق التواليت؛ إذ لا يمكن للعملاء شراء ما يزيد عن عبوتين في المرة الواحدة. وهذا يجب أن يستمر لفترة من الوقت(2).
أما في فرنسا، بدأت بعض محلات السوبر ماركت أيضًا في تحديد أوقات محددة للمستهلكين المسنين للتسوق، وفي بعض متاجر كارفور في شمال البلاد، أعلنوا أنهم سيوفرون التوصيل فقط للمتسوقين الذين تزيد أعمارهم عن 70 ساعة في الساعة الأولى من العمل كل يوم(3).
المصادر: