ما هو التضخّم؟
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
التضخم هو ارتفاع الأسعار على مر السنين. هذا صحيح، لكن التضخم هو أكثر من ذلك بكثير و له وقع كبير على حياتنا حيث أنه قد يذهب في الاتجاه المعاكس مثلاً أو قد يخرج عن نطاق سيطرتنا.
لنبدأ بمراجعة بسيطة،
التضخم هو وسيلة لقياس القدرة الشرائية للعملة التي نستخدمها، و ذلك من خلال متابعة التغييرات في أسعار الأشياء التي نقوم بشرائها. إن البنوك المركزية في مختلف الدول تحاول ابقاء التضخم تحت سيطرتها عن طريق إجراءات و سياسات معيّنة، حيث غالباً ما يحاول الكثير من هذه البنوك ابقاء معدل التضخم السنوي ما بين ٢ إلى ٣ في المائة.
فمثلاً، اذا كان معدل التضخم لدينا بنسبة ٣ في المائة، فهذا يعني أن ما يكلفك الآن ١٠٠ دولار اليوم سوف يكلفك ١٠٣ دولار في العام المقبل و ١١٦ دولار في الخمس سنوات القادمة.
و لكنها ليست بهذه البساطة،
في حين أن مفهوم التضخم قد يبدو بسيطاً، كما في المثال أعلاه، فإنه في الواقع أكثر تعقيداً من ذلك. لشيء واحد، إن أسعار مختلف السلع و الخدمات تميل إلى النمو -و قد تنكمش أحياناً- بمعدلات مختلفة إلى حد كبير.
مثلاً، بين عامي ٢٠٠٠ و ٢٠١٠، ارتفع المتوسط السنوي لتكلفة التعليم الجامعي بمقدار ٥،٥ في المائة، بينما، و في الوقت نفسه، ارتفع متوسط سعر بيع السيارة الجديدة بمقدار ١،٧ في المائة فقط، و بلغ نمو متوسط سعر الغاز السنوي ٨،٩ في المائة. كل ذلك حدث خلال الفترة الزمنية نفسها.
و يمكن أيضاً لهذه التغييرات أن تحدث في فترات زمنية مختلفة تماماً، و لعناصر معينة دون غيرها، و حتى في مناطق جغرافية مختلفة، سوق الإسكان على سبيل المثال.
يتم حساب التضخم بطرق متعدّدة، أبسطها هي الطريقة المتّبعة وفقاً لحسابات مكتب الإحصاء، و تُسمى بمؤشر أسعار المستهلك أو "CPI"، هذا المؤشر يأخذ بعين الاعتبار التغييرات في أسعار مجموعة معيّنة من السلع و الخدمات المُستخدمة و يُسجلها، مثل الغذاء و البنزين و الصحف و البريد و السكن و الأثاث، حتى خدمات طب الأسنان و الجوارب و السجائر و ما إلى ذلك.
شيء آخر يجب أخذه بعين الاعتبار، و لعله شيء بديهي، هو أن كل واحد منّا يواجه مستوى مختلف من التضخم على مر الزمن، و ذلك اعتماداً على ما ننفق عليه أموالنا. فمثلاً إذا كان شخص ما يعيش في مدينة و ليس لديه سيارة، فهو بالتالي لن يتأثر بارتفاع أسعار الغاز. و إن تغذية أُسرة مكونة من ثمانية أشخاص تتأثر كثيراً بارتفاع أسعار المواد الغذائية.
قطبا التضخم؟
هنالك ظواهر أُخرى للتضخم، الانكماش مثلاً، أي عندما نشاهد انخفاضاً في أسعار السلع و الخدمات على مر الزمن، أو فرط التضخم، حيث يصل مستوى التضخم إلى حد الجنون.
الانكماش قد يبدو جيداً، فهو يعني زيادة في القدرة الشرائية للفرد و حافزاً لادخار بعض المال لمشاريع مستقبلية. و لكن الانكماش قد يلعب على الحالة النفسية فيضر بالاقتصاد، فالناس قد تقوم بتأجيل المشتريات و ذلك في انتظار انخفاض أكثر في الأسعار. (و على العكس، عند ارتفاع معدلات التضخم تميل الناس إلى الشراء بسرعة قبل أن ترتفع الأسعار أكثر.)
و أخيراً فرط التضخم، و الذي من الممكن أن ينتج عندما يخرج الوضع الاقتصادي كله خارج عن نطاق السيطرة، كما كان الحال في ألمانيا في عامي ١٩٢٢ - ١٩٢٣ عندما تضاعف متوسط الأسعار كل ٢٨ ساعة. أو في عام ١٩٤٦ في المجر حيث بلغ متوسط التضخم ٢٠٧ في المائة في اليوم الواحد. و في الآونة الأخيرة، في أواخر عام ٢٠٠٨، شهدت زيمبابوي تضخم بنسبة ٩٨ في المائة يومياً حيث انتهى الأمر بإصدار فئة ١٠٠ تريليون دولار كورقة نقدية متداولة.
على سيرة زمبابوي، عندي رفيقة من هونيك… و قالتلي انو اجت فترة صارت بعض العالم تستخدم المصاري كبديل لورق التواليت! ما بعرف اذا كانت عم تمزح، بس يعني ببساطة كان في أوراق نقدية متداولة، مثل ورقة ال ٥٠٠ (يلي هي اصغر شي عندون) و ورقة ال ١٠٠٠ دولار زامبابويني كانت قيمتهم أرخص من ورقة تواليت. انتبهو انا ما عم احكي عن كركر كامل، لاء ورقة تواليت وحدة!
Reference: هنا
Photo Source: هنا