مراجعة كتاب (شخصيات خطرة) ماهيتها وأثرها وطريقة التعامل معها
كتاب >>>> الكتب الأدبية والفكرية
لقد استغل جو خبرته في العمل الفيدرالي في جمع المعلومات عن الأشخاص التي صنَّفها كما ذكرنا آنفًا بأنَّها خطرة.
ويقسم الكتاب إلى أربعة أقسام، يتحدث كلُّ قسمٍ باستفاضة عن شخصية معينة، وهي (الشخصية النرجسية، والشخصية المفترسة، والشخصية المصابة بجنون الارتياب الدائم، وأخيرًا الشخصية غير المستقرة عاطفيًّا) .
بدأ "نافارو" كتابه بالشخصية النرجسية، وكان همُّه الأول تصحيح بعض الأفكار الخاطئة المأخوذة عن تلك الشخصية، داعمًا كلامه بأمثلة حية وتجارب قد مرَّ بها في أثناء عمله في المباحث الفيدرالية.
"يعتقد كثيرٌ من الناس أنَّ الشخص النرجسي هو شخص قد يسمي الفنادق باسمه، أو يريد دائمًا أن يكون تحت الأضواء، قد تكون شخصية على تلفزيون الواقع. بالتأكيد كثير من الناس يحبون الأضواء؛ ولكنَّ نوع النرجسي الذي نتحدث مختلف كثيرًا؛ إذ يمكن أن يتصرف بنحو سام وخطير".
لينطلق بعدها نحو الشخصية غير المستقرة عاطفيًّا؛ التي كان لها نصيبها الكبير من القصص والأحداث التي يطلعنا عليها الكاتب بالتفصيل مع إسقاطات على هذا النوع من الشخصيات.
"لا تتوقع من الشخصية غير المستقرة أن تفكر بعقلانية ومنطقية في أثناء غضبها".
وبعدها انتقل "نافارو" إلى الشخصية الأخرى، وهي الشخصية المصابة بجنون الارتياب الدائم؛ إذ كانت أول جملة عرَّف بها الكاتب عن هذا النمط من الشخصيات "لا تثق بأحد ولن تتم أذيتك أبدًا".
وهكذا -وبحسب نافارو- فتلك الشخصيات تنظر إلى كل من حولها بعين الخطر والتهديد متوهمةً أنَّ الجميع يضع الخطط قاصدًا أذيتها أو إلحاق الضرر بها.
وبعد ذلك، اختتم "نافارو" كتابه مُتطرقًا إلى نمط الشخصية الخطرة رقم أربعة، التي تُدعى المفترس معبرًا عن هذه الشخصية بجملة "ما هو لي هو ملك لي، وما هو لك هو أيضًا ملك لي".
وهي شخصيات على درجات مختلفة من الافتراس، والرغبة في فعل كل شيء للوصول إلى مرادهم.
ثم يطرح الكاتب في الفصل ما قبل الأخير احتمالية وجود شخصيات مركبة من الشخصيات أعلاه، قد تكون مركبة من شخصيتين أو ثلاث! عادًّا أنَّ وجود شخصية واحدة فحسب أمرٌ أقل خطورةً من الشخصية المركبة بل وأقل حدوثًا بطبيعة الحال على أساس أنَّ البشر ليس لهم شخصية واحدة؛ بل كلٌّ له عددٌ مختلف من الشخصيات.
ولم يكن "نافارو" يسرد صفات الشخصيات وأنماطها فحسب؛ بل كان يدعم كلامه باقتباسات لبعض الأشخاص الذين أُثبِت امتلاكهم لتلك الشخصيات، وصفات مكررة لكل شخصية، وكثيرٍ كثيرٍ من القصص المليئة بالإسقاطات على ما ذُكِر في الكتاب، وقد تتفاجأ باختبار صغير في نهاية كل فصل لتنفِّذه وتدرك نسبة امتلاكك لشخصيات كتلك، مقترحًا بعد ذلك بعض الحلول للتعامل مع كل نمط من الشخصيات.
ثم أنهى "جو" كتابه ببعض آليات الدفاع التي يمكن أن نتبعها في حال مقابلتنا لتلك الأنماط من الشخصيات موضحًا نقطة مهمة للغاية؛ هي أنَّ (خطر تلك الشخصيات يتناسب عكسًا مع متانة آلية الدفاع المتبعة).
إضافة إلى وسائل قد تساعد من تعامل مع تلك الشخصيات ونال ما ناله من الأذى.
"يمكن للمرء أن يرى فقط ما يلاحظه، ويلاحظ المرء فقط الأشياء التي هي موجودة في العقل مسبقًا".
وعند قراءتك لكتاب (شخصيات خطرة) ستكون حاضرًا في كل قصة يرويها الكاتب، ومقتنعًا ببعض الاقتباسات المذكورة عن لسان أصحابها من تلك الشخصيات، وقد تجد نفسك مرتبطًا بأحد تلك الصفات، وبصراحة، ليس من المستبعد أن تكون واحدًا منهم.
سوف تنهي هذا الكتاب مدركًا أنَّك محاط بأشخاص ينبغي عليك ملاحظة تصرفاتهم ملاحظةً أكبر، فالأمر أشبه بوقوعك في حقل ألغام؛ إذ إنَّ المضي قدمًا سيكون خطرًا بقدر التراجع، وكلُّ ذلك سيكون بخطورة البقاء في مكانك ذاته! وليس من المُستبعد أن تكون لغمًا في حد ذاته.
إذًا، من الجيد أن تخوض رحلةً تجبرك على أن تدرك ذاتك وذوات الآخرين بدقة، وهكذا ستنظر إلى الجميع بعين المُلاحِظ، ومن يدري؟ ربما تكون بوصلةً للخروج من هذا الحقل.
ومن الجدير بالذكر أنَّ كتاب ( شخصيات خطرة) صُنِّف واحدًا من الكتب الأكثر مبيعًا على مستوى البلاد.
معلومات الكتاب:
العنوان: شخصيات خطرة ( dangerous personalities )
المؤلّف:جو نافارو ( Joe Navarro)
دار النشر: RODALE
عدد الصفحات: 216