ألبير كامو - التحرر في عالم عبثي
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> أقوال الفلاسفة
"إذا لم نؤمن بأي شيء، وإذا لم يكن لأي شيءٍ معنى وإذا لم نتمكن من التأكد من أيّ قيمٍ على الإطلاق، فإنّ كل شيء ممكن ولا شيء ذو أهمية" (1).
في محاولةٍ منه لتقديم أسلوبٍ مختلفٍ لمواجهة عبثية العالم، يرفض ألبير كامو (Albert Camus 1913-1960) مصطلح الاستسلام للعبثية ويُقدّم رؤيةً أكثر تفاؤليةً ألا وهي التحرر من المعتقدات والمعاني والقيم بكل أشكالها، لأنّه يعتقد أنّ الإنسان لديه القوة والطبيعة والذكاء للارتقاء فوق فوضى العالم في زمانه، وأن يتجاوز العقبات في حياته للتغلب على اليأس في مجتمع عدمي من أجل خلق طريقة جديدة للعيش، وبذلك فهو يدعو إلى قبول العبثية كما هي بدلًا من الاستسلام لها (2).
طالت هذه الفكرة في قوله هنا العديد من الانتقادات وحتى أنّها عُدَّت تمهيدًا للقتل المتعمد وبأنّها تجعل من جريمة القتل مُجرّد اختلاف في وجهات النظر في عالم لا يعترف بحق أو بباطل (3)، رأى كامو هذا التناقض في المنطق العبثي، ولكن بالنظر إلى الأمر من زاويةٍ أُخرى؛ يرى كامو أنّه إذا اعتُرِفَ بالحياة بصفتها مُكوِّنًا رئيسيًّا للحفاظ على العبثية على قيد الحياة، وإذا أردنا حقيقةً قبول العبثية مبدأ؛ فإنّ ذلك يعني أنّ الحياة هي خير أساسي للإنسان، وبذلك لكل البشر. وهكذا فإن تناقض المنطق العبثي يكمن في حقيقة أن "كل شيء مباح" و لكن في الوقت نفسه لا يدحض قتل الآخرين فحسب، بل يدحض الانتحار أيضًا (4).
المصادر:
2- Tekancic-Salamat LA. ALBERT CAMUS & THE POST-MODERN GENERATION [Internet]. Carroll Collected. 1998. Pp.46 Available from: هنا
3- Sagi A, Stein B. Albert Camus and the philosophy of the absurd. 2nd ed. Vol. 125. Amsterdam: Rodopi; 2002. Pp.109-110
4- Camillo MB. ALBERT CAMUS ON POLITICAL MURDER - Virginia Tech [Internet]. Virginia Tech. 1975. Pp.20-21 Available from: هنا