أسطورة اختطاف أوروبا
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة
أصل تسمية القارة بهذا الاسم:
تعود تسمية القارة إلى اسم أميرة فينيقية وهي بنت الملك أجينور. ويُذكر أنها ذات يوم كانت تمرح على شاطئ البحر مع صديقاتها وقد رآها كبير الآلهة زيوس فعشقها. وخوفاً من غيرة زوجته، تنكّر على شكل ثور واقترب منها فأخذت تُلاعبه وتُلاطفه حتى أنها صعدت على ظهره، فركض وعبر بها إلى جزيرة كريت (1). وهناك عاد إلى هيئته الحقيقية، فتزوجها وأنجب منها ثلاثة أطفال، وهذا ما أثار غضب الإلهة إناثاً وذكوراً على الاختطاف هذا.
ومنذ تلك الحادثة وتخليداً لذكراها، أطلق القدماء اسم هذه الأميرة التي أقبلت من فينيقيا على قارة أوروبا، والتي كانت تمثل آنذاك إحدى جهات العالم الأربع.
تأثير اختطاف الأميرة أوروبا في نشر الثقافة الفينيقية:
عُقب اختطاف الأميرة، حزن الملك أجينور وأمر أولاده قدموس، فينيوس، فونيكس وسيليكيس بالانطلاق مع أتباعهم في رحلة للبحث عن أوروبا. فأخذوا وجهتهم وقسّموا أنفسهم وتنقلوا من مدينة إلى أخرى، ناشرين ثقافتهم الفينيقية أينما حلوا وأبجديتهم والتي كانت الأولى في التاريخ. (2)
ولقد كان لرحلة قدموس إلى اليونان الدور الأكبر في بناء مدارس لتعليم الأبجدية الفينيقية، وإنشاء قلعة أُطلق عليها اسمه "كادميا" في مدينة طيبة التي أسسها في اليونان وإليه يقول البعض أنه يُنسب مصطلح الأكاديمية. وهكذا فان أسطورة اختطاف أوروبا تُمثل التحركات التاريخية والثقافية، التي أدت إلى انتقال الحضارة من الشرق الأدنى إلى بلاد الإغريق واليونان وإظهار فضل الفينيقيين في إدخال أبجدية جديدة عبر رحلتهم في البحث عن أوروبا.
اثر أسطورة أوروبا في الفن:
لقد ترك حدث اختطاف أوروبا بصمة في ميدان الفن. فقد قام العديد من الرّسامين والنّحاتين بتصوير الأميرة أوروبا على ظهر الثور، كالرسام الهولندي رامبراندت والذي استوحى من الشاعر الفرنسي رونسارد لوحته والتي تُعدّ الأشهر من بين أعماله والتي أتت تحت عنوان "اختطاف أوروبا. ومن الرّسامين أيضاً الرسام فيرونزيه التي تُعدّ لوحته "اختطاف أوروبا" من أجمل أعماله الأسطورية.
أسطورة أوروبا في مختلف مجالات الحياة في القارة:
اختارت اليونان في العصر الحديث نقش صورة الأميرة الفينيقية التي اختطفها زيوس بعد تحوله إلى ثور على القطعة النقدية من فئة 2 يورو. وأصدرت فرنسا عام 1998 طابعاً يرمز لأسطورة أوروبا أيضاً.
الهوامش:
(1) جزيرة كريت: جزيرة تقع في اليونان.
(2)*الأبجدية الأم التي انطلقت من أوغاريت، التي ولدت منها جميع أبجديات العالم مثل اليونانية واللاتينية والعربية والعبرية والتي تمت على أيدي الفينيقيين.
المصادر:
سهيل عثمان،عبد الرزاق الأصفر،معجم الأساطير اليونانية والرومانية، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي،1982
هنا
هنا
هنا