أطفال لآباء مثليين! هل من خصوصيات؟
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
قد يكون هؤلاء الأطفال هم أبناؤهم البيولوجيون من زيجات سابقة مغايرة أو حتى من صلبهم بعمليات التلقيح الصناعي أو الطبيعي كاستئجار الأرحام وعمليات التبني (1).
يدعم غالبية الوسط العلمي مؤخرًا إمكانيةَ عدم انتقال الميول الجنسية من الآباء أو الأمهات المثليين إلى أولادهم في خلال مرحلة تطورهم البيولوجي في أثناء سن البلوغ؛ لأن وجود الأطفال ضمن بيئة أُسرية سليمة من زوجين -سواء كانا مثليي أو مغايري الجنس- هي الأساس في بناء شخصية الطفل وسلوكياته، فقد أُجريت العديد من الدراسات من قبل الرابطة الأمريكية للزواج والعلاج الأُسري (AAMFT) والمركز الوطني لمعلومات التقانة والحيوية فيما يخص فرضية وجود اختلافات بين الأطفال الذين نشؤوا ضمن أسر مثلية ومغايرة (1). فكانت النتائج أن الأطفال لآباء أو أمهات مثليين يتصرفون تمامًا كما الأطفال لأزواج مغايرين جنسيًّا من الناحية السلوكية والعاطفية والاجتماعية والتعليمية (لديهم معدلات دراسية متساوية) (2).
ووجدت الدراسات أيضًا أن الأطفال لأزواج مثليين يتمتعون بانفتاح اجتماعي أكبر في حواراتهم العاطفية المعقدة مع آبائهم أو أمهاتهم بسبب المرونة والتسامح العاطفي لديهم (2).
لكن بحسب مشروع ماركس 2012 لتدقيق الدراسات العلمية ونقدها (3)؛ عُدَّت هذه الدراسات قاصرة علميًّا بسبب اعتمادها على دراسة حالة الأطفال لأزواج مثليين فقط دون مقارنتهم مع أقرانهم لأزواج مغايرين (3)، ولاعتمادهم على آراءٍ شخصية لأمهات مثليات مبنية على أجندة معينة تدعم نتائج دراساتهم (3).
من جهة أخرى، يُعدُّ وجود الأب والأم ضروريًّا في حياة الطفل المبكرة؛ لما تتمتع به الأم من القدرة على تهدئة الطفل وتمييزها لإيماءاته وحركاته وصوته عند البكاء وشعوره بالجوع أو الألم أو حتى تعابير وجهه عند الخوف. فالأطفال الذين حُرِموا الأمومة في عمر مبكر فترةً طويلةً من حياتهم، معرضون أكثر لشعور النقص العاطفي والعزلة الاجتماعية والميول العدوانية وبناء علاقات سطحية مع الآخرين في فترة بلوغهم سن الرُشد (3).
وبالمقابل، يمنح وجود الأب الطفلَ شعورًا بالأمان والقوة؛ وذلك لأن الأب يشكل قدوةً عليا للطفل في بداية حياته ويساهم في بناء شخصيته وقدرته على تكوين علاقات اجتماعية وثيقة (3).
وقدَّم المركز الوطني دراساتٍ اختلفت نتائجها كثيرًا عن نتائج الرابطة الأمريكية (AAMFT) أهمها وجود فرقٍ كبير في المعدلات الدراسية بين الأبناء لأزواجٍ مثليين وبين أقرانهم لأزواج مغايرين جنسيًّا، فكانت المعدلات متدنية لأطفال الأسر المثلية وبالأخص الإناث لأمهات مثليات إذ سجلنَ أدنى المعدلات الدراسية، ويعود هذا التدني الدراسي إلى الشعور بعدم الاستقرار في هذه العائلات (3).
أوجدت النتائج أيضًا أن تربية الأطفال من قِبل أزواج مغايرين جنسيًّا أفضل وتساعد الطفل في أثناء تطوره السلوكي والاجتماعي والدراسي (3).
فقد صرحت دراسة سيروتا (Sirota) عام 2009 التي أُجريت على عينة من 58 امرأة نشؤوا ضمن أسر مثلية و58 امرأة لأسر مغايرة جنسيًّا، أن أفراد المجموعة الأولى عانين من قلة الارتياح في العلاقات القريبة الحميمية وأنهنَّ أقل قدرةً على الثقة بالآخرين والاعتماد عليهم مقارنةً بالنساء من المجموعة الثانية (3).
وختامًا، تفتقر جميع تلك الدراسات والإحصائيات والاستقصاءات العلمية -على اختلافها- إلى أطياف المجتمعات البشرية وأعراقها كافة بمختلف بيئاتهم وسلوكياتهم، إذ اقتصرت جميعها على المجتمع الأمريكي.
إضافةً إلى استمرار وجود الحملات المناهضة للمثلية في كثير من المجتمعات والتمييز ضد المثليين من قبل عائلاتهم ومجتمعاتهم وفقدان دعمهم العاطفي والأُسري وحتى فقدان عملهم أو التعرض لعنف جسدي في حال إفصاحهم عن ميولهم، ويُعدُّ هذا السببَ الرئيسي في عدم استقرار أُسر الأزواج المثليين وعدم وجود البيئة اللازمة لتربية الأطفال (2).
المصادر:
2. Same-sex Parents and Their Children [Internet]. Aamft.org. 2020 [cited 6 July 2020]. Available from: هنا