لحياة جنسية أفضل.. توقف الآن عن التدخين!!
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
من ناحية أخرى، تشير دراساتٌ واسعةٌ بعلم الأوبئة إلى أن المدخنين المزمنين معرضون للشكوى من ضعفٍ جنسي بحوالي 1.5 إلى 2 مرة أكثر مقارنةً مع غير المدخنين (3). إذ يشكل التدخين خطراً فعالاً على صحة الجهاز القلبي الدوراني والذي يُعدُّ السبب الفيزيولوجي الرئيسي لخلل وظيفة الانتصاب الطبيعي. فالأوعية الدموية في القضيب تسبب الانتصاب بفضل احتباس الدم داخل النسج الإسفنجية للأعضاء التناسلية، وفي حال حدوث انسدادٍ في الشرايين "الناتج عن الآثار السلبية للتدخين في الجهاز الدوراني"، فلن تصل لإمدادٍ دمويٍّ مثالي لتحقيق الانتصاب الفعال، وهذا يؤدي إلى ظهور المشكلات في الأداء الجنسي!
إن انخفاض الإمداد الدموي بنسبة 25% يُعدُّ كافياً كي يؤثر سلباً في نوعية الانتصاب، بينما تحتاج الأمراض القلبية الإكليلية "مثل الذبحة الصدرية Angina" انخفاضاً بالإمداد الدموي وقدره 50% حتى تبدأ بالتظاهر سريرياً، لذلك يُعدُّ الأخصائيون أنَّ أيَّ خللٍ انتصابي عند الرجال في أي عمرٍ كان منذراً مهماً لحدوث مشكلاتٍ قلبيةٍ دورانيةٍ في المستقبل (1).
وبحسب مدير المعهد الأمريكي لعلم الأمراض الذكورية "Panayiotis M.Zavos" والبروفسور بعلم وظائف الأعضاء التناسلية وعلم الأمراض الذكورية في جامعة (Lexington - Kentucky) فإنَّ للتدخين تأثيرٌ مباشرٌ وسلبي على الحياة الجنسية للرجل في كل مرحلة (2).
ومن خلال عمل "Zavos" وزملاؤه الباحثون على أزواجٍ يخضعون لعلاج مشكلة العقم، وجدوا أن تدخين الرجال يؤثر سلباً -وعلى نحوٍ مهم- في القدرة على إنتاج نطافٍ سليمةٍ وفعالةٍ لإخصابٍ فعّال! كذلك فقد وجدوا على نحوٍ مفاجئ أن التدخين يُنقص من رغبة الرجل الجنسية ومن رضاه الجنسي أيضاً، حتى عند الذكور الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين العشرينات والثلاثينيات (2).
وعندما سُئِلَ المشاركين عن نسبة رضاهم الجنسي بتقييمٍ يتراوح بين 1 إلى 10 درجات، كانت الدرجة الوسطية المعطاة عند الأزواج غير المدخنين 8.7 بينما انخفضت عند المدخنين إلى 5.2.
هناك أيضاً دراستان أُجريتا للتحقق من تأثيرات إيقاف التدخين على الاستجابة الجنسية والعمل الجنسي. وفي إحدى الدراستين، أظهر عشرون مدخناً يعانون ضعفاً جنسيّاً تحسناً ملحوظاً في تدفق الدم في أوعية القضيب بعد إيقاف التدخين مدة 24 -36 ساعة. كذلك قيس انتفاخ القضيب الليلي وصلابته عند عشرة رجالٍ مدخنين، فأظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً للمؤَشرين السابقين بعد الإقلاع عن التدخين مدة 24 ساعة (3).
في سياق موازٍ يُعدُّ التدخين عامل خطورةٍ مهمٍ على صحة النساء الجنسية لما له من آثارٍ سلبية في مراحل الحمل كافة، وعلى صحة الجنين أيضاً. كذلك فإن التأثير المضاد للاستروجين الذي يسببه التدخين قد يؤدي إلى حدوث سن يأسٍ مبكر (1).
وعلى الرغم من أنَّ هذه الدراسات تقدم أساساً قوياً وممتازاً لدعم العلاقة المفترضة بين التدخين واضطرابات الحياة الجنسية، فإنه لا يزال هنالك العديد من الأسئلة التي لا إجابة واضحة لها حتى الآن، لكن نستطيع القول - بالمجمل العام- أن مخاطر التدخين وتأثيره في جودة حياة الفرد أصبح جلياً وواضحاً ويصعب حصرها جميعها في مقالٍ واحد.
أخيراً، نأمل أصدقاءنا أن تكون تلك المعلومات والحقائق عن مضار التدخين كفيلةً بتقديم حافزٍ آخر لكلِّ شخصٍ يسعى ويحاول للإقلاع عنه، وبادئةَ قرارٍ بالإقلاع عن التدخين لمن غفل عن تلك المضار، داعين جميع المدخنين إلى أنه لا ضير أبداً من طلب مساعدة طبيبك لتقديم نصائحَ إضافيةً تساعد على الابتعاد والتخلص من التدخين وإلى الأبد.
المصادر: