اليوم العالمي لمنع الانتحار
علم النفس >>>> الصحة النفسية
ويندرج ذلك تحت عدة أسباب فُرِضَت علينا نتيجة هذه الظروف، منها:
- المشكلات النفسية:
يتعرض بعض الأشخاص الذين يعانون مشكلاتِ الصحة العقلية في أثناء هذه الجائحة إلى مستوياتٍ عاليةٍ من الإجهاد التي تؤدي إلى مشاعر اليأس والإحباط؛ مما يساعد على ظهور التفكير الانتحاري، ويبين لنا حاجة هؤلاء الأشخاص إلى دعمٍ إضافي، ويشمل هذا الأشخاصَ الذين تظهر لديهم أفكارٌ انتحارية سابقة أو حالية، إضافةً إلى مَن لديهم تاريخ من محاولات الانتحار (2).
في حين يعاني البعض الآخر تفاقمَ مشكلاتِ الصحة العقلية القائمة أو الناشئة، وهذا يشمل الأشخاص الذين يعانون اضطراباتٍ نفسيةً (كاضطرابات الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، وتعاطي الكحول والمخدرات، واضطراب ما بعد الصدمة)، فيجد الأفراد الذين يعانون السلوكَ العدواني صعوبةً في إدارة المشاعر السلبية القوية، ويتمثل أحد الحلول في التحدث عن احتياجاتك أو احتياجات أفراد عائلتك في هذا الوقت، إضافةً إلى قبول المساعدة التي تحتاجها (2).
- العزل الاجتماعي:
قد يكون له أثرٌ خطيرٌ في الصحة العقلية لبعض الأفراد، أم الذين يعانون التفكيرَ الانتحاري فإن التفاعلات الاجتماعية القليلة قد تزيد من خطر تحول تفكيرهم إلى سلوكٍ انتحاري (3).
- الضوائق المادية:
سببت قواعد الحجر المنزلي لكثيرٍ من الناس فقدانَ وظائفهم، ما وضعهم في ضوائقَ ماديةٍ قد تزيد خطرَ الانتحار، إضافةً إلى مخاوفَ متزايدة من ركود عالمي قد يتسبب في إفلاس عديدٍ من الشركات مؤديًا إلى أزمة اقتصادية كفيلة بحدِّ ذاتها في رفع معدلات الانتحار (3).
- الحاجة إلى الدعم الاجتماعي:
قلَّ تقديم الدعم للأفراد من محيطهم بعد إلغاء جميع الأنشطة الاجتماعيّة تقريبًا، كذلك أُلغيت الأحداث الدينية التي تعدُّ أمرًا مهمًّا عند بعض الأفراد من أجل الحفاظ على صحةٍ نفسيةٍ جيدة (3).
- صعوبة العلاج النفسي:
علَّقت مجموعات الدعم والعيادات الخارجية وعديد من مراكز العلاج النفسي خدماتِها في أثناء الوباء؛ مما صعَّب على الأفراد رؤيةَ أطبائهم وحصولَهم على الوصفات الطبية (3).
- التغطية الإعلامية:
قد تُسبِّب التغطية الإخبارية عن الوباء تأثيرًا سلبيًّا في صحة الفرد؛ إذ تُسبِّب التقارير عن "حصيلة الوفيات" و"انتشار الوباء" ارتفاعًا فوريًّا في القلق، وتزيد من شدة حالات الصحة العقلية الموجودة مسبقًا (3).
- المخاطر المتعلقة بمقدم الرعاية الصحية:
وجدت الدراسات أن الأطباء معرضون بشدة لخطر الانتحار عامةً؛ إذ يزيد الإجهاد المرتبط بالعمل خطرَ الإصابة بمجموعة متنوعة من مشكلات الصحة العقلية (3).
وعلى الرغم من صعوبة المعرفة الكاملة عن السلوك الانتحاري؛ فقد لوحظت بعض العلامات التحذيرية له؛ وتشمل (2):
- الحديثَ عن الانتحار: إما بصورةٍ مباشرة بذكر التفكير الانتحاري صراحةً، وإما غير مباشرةٍ عن طريق كتابةٍ توحي بانعدام الأمل بالحياة وغيرها.
- تغيراتٍ سلوكيةً: وتتخذ أشكالًا عدة، منها:
- تغيراتٍ مزاجية: (كالاكتئاب والقلق وغيرها).
إذا ظهرت علامات التحذير السابقة لديك أو لدى أحد المقربين، فماذا تفعل؟
- عليك إعلام مقدم رعاية الصحة العقلية عن أي أفكار أو دوافع انتحارية إن كنت تخضع حاليًّا للعلاج (2).
- طلب المساعدة من مقدم خدمات الصحة النفسية إن كنت لا تخضع للعلاج حاليًّا، إضافةً إلى مشاركة هذا الأمر مع أحد المقربين إليك (2).
- إن كنت تشعر بالقلق على صديق أو أحد أفراد الأسرة تحدث معه محاولًا إظهار خوفك عليه واهتمامك به، وإليك بعض النصائح (2,3):
1- استمع إلى الألم الذي يعانيه وحاول التحقق من صحته.
2- اسأله إذا كانت لديه أيِّة أفكارٍ انتحارية.
3- ابق بقربه حتى تؤمِّن المساعدة اللازمة له سواء من اختصاصي أم من شخصٍ آخر.
علامات مبشِّرة عن الحماية من الانتحار (4):
أولًا: نلاحظ أن الناس حاليًّا أكثر قدرةً من الماضي على الحديث عن الاكتئاب والقلق والتفكير الانتحاري، إضافةً إلى ذلك أصبح الموت موضوعًا يمكن لجميع الأعمار أن تتحدث عنه بسهولةٍ أكبر مما يسهل على مقدمي خدمات الرعاية الصحية السؤال مباشرةً عن الانتحار.
ثانيًا: يدرك الناس الآن أهميةَ الدعم الاجتماعي في أوقات الأزمات، ويميلون إلى الاتفاق على أنه ينقذ الأرواح.
ثالثًا: يمكن للأشخاص المعرضين لخطر الانتحار الآن الحصول على المساعدة النفسية عبر الإنترنت، وهي التي قد تكون أكثر سهولة لأسباب مختلفة (كالتخفيف من الشعور بالعار، وتوفير الوقت وغيرها).
وقد كان من أولويات مقدمي خدمات الصحة العقلية تعزيز الأمل وإيجاد الحلول لأية مشكلة، وقد يوفر التحدي المتمثل بجائحة "COVID-19" فرصةً للنهوض بمجال الوقاية من الانتحار ومن ثم إنقاذ الأرواح.
المصادر: